بقلم: هانى محمد
بكين 9 أغسطس 2017 (شينخوانت) هناك مقولة يتداولها العامة فى الصين الا وهى "اذا اردت أن تسعد شخصا استضيفه فى الصين، واذا اردت أن تتعس شخصا أحضره للصين أيضا"، وتعنى هذه القصيدة أن الصين هى جنة من يتفهمها ونار لمن يتكابر على أهلها وشعبها.
عام فى الصين كان كافيا ليظل التساؤل كيف استطاعت دولة مثل الصين من دولة بسيطة يرتدى شعبها زىا متشابها ووسيلة النقل الأكثر استخداما فى البلاد هى الدراجات الهوائية، لتصبح الآن ثانى أقوى اقتصاد فى العالم ودولة عظمى اقتصاديا وعلميا وعسكريا.
ومن خلال عملى كصحفى مصرى فى الصين لمدة عام، تأكدت أن الحكومة الصينية استطاعت توظيف خلية النحل التى تتكون من ثروة بشرية بالمليارات لتنتج للجميع العسل والسكر الذى حول المواطن الصينى إلى رجل أعمال حريص على الاستثمار فى وطنه.
وتأكدت وقتها أن هناك فارقا كبيرا بين ما تسمع وتقرأ وما تراه بعينيك، فكنت قبل ذهابى إلى الصين لا اعرف شئ سوى ما يقال فى وسائل الإعلام الغربية والأفلام الأجنبية الغير منصفة لهذا الشعب العظيم، من أنهم شعب يأكل كل ما هو يطير ويمشى ويسبح، إلى أنهم لا يهتمون بأى شئ سوى تصدير البضائع الرخصية، و لكن يتلاشى كل ذلك بمجرد أن تطأ قدمك مطار بكين الدولى، العاصمة الأكثر تحضرا فى العالم، والذى يعد أحد عناوين الانضباط فى الصين، إلى أن تتجول داخل المدينة وفى شوراعها و فى مترو الأنفاق، حيث تتأكد تماما أنك لم تكن تعرف شيئا عن الصين.
تبدأ الصدمة تزيد يوما بعد يوما، حيث يبدأ الانبهار بكل ما هو قائم ومنظم فى هذا البلد العظيم، كشبكة طرق ومواصلات ومعمار مميز وشوارع ومنظمة والنظافة فى كل مكان، ومجتمع مختلف الأعراق والطبقات والتوجهات بعيدا عن التسيس أو التدين.
وبكونى مسلم فى بلاد تعترف بكل الأديان السماوية واللاسماوية، لم أجد إلا أن الجميع متساو ومنضبط أمام القواعد والقوانين المنظمة للحياة من حركة المرور لحركة الأفراد، لأسلوب المعيشة الذى لم يميز بين أى من الأديان أو المعتقدات.
الأمر الأهم فى تجربتى فى الصين هو أنى مازلت على تواصل مع جميع الأصدقاء الصينيين، الذين اثبتوا أن الصداقة كنز لا يفنى ولا يزول بالرغم من أننا نبعد الآلاف الكيلومترات ولكن مازلنا على تواصل بالصوت والصورة من خلال البرنامج الصينى الأكثر تطورا فى العالم وهو "ويتشات" الذى استطيع من خلاله التحدث معهم فى أى وقت.