أثارت الأنباء التي انتشرت مؤخرا حول احتجاز سائحين صينيين لقيامهما بأداء التحية النازية في ألمانيا، أثارت ضجة كبيرة في أوساط مستخدمي الإنترنت الصينيين وأحدثت جدلا ومناقشات ساخنة على وسائل التواصل الاجتماعي .
فقد قام سائحان صينيان يبلغان من العمر 36 و 49 عاما على التوالي بأداء التحية النازية المحظورة بمواجهة مجلس النواب الألماني ( الرايخشتاغ )، حيث تم احتجازهما بعدها من قبل شرطة برلين خلال عطلة نهاية الأسبوع بتهمة خرقهما القانون الألماني .
كما تم تغريم السائحين بمبلغ 500 يورو لكل منهما قبل أن يتم إطلاق سراحهما من قبل الشرطة.
انتقاد عنيف
وبالفعل؛ لاقى الرجلان انتقادات حادة من أبناء بلدهم الذين أعرب بعضهم عن تأييدهم للعقوبة الألمانية التي فرضت عليهما.
وبحسب القانون الألماني ، فإن استخدام إشارات أو رموز تتعلق بالمنظمات المعادية للدستور سيؤدي بمرتكبيها إلى فرض عقوبة السجن لثلاث سنوات أو فرض الغرامة.
كما ان أي خطاب يحض على الكراهية أو استخدام رموز ترتبط بمنظمات غير قانونية مثل النازية تعتبر بمثابة خرق وانتهاك كبير للقانون الألماني .
التقيد بالقانون المحلي
وبالإضافة إلى سلسلة الانتقادات لتلك التصرفات غير المسؤولة، فإن كلا من الحكومة ومستخدمي الإنترنت قد دعوا السياح الصينيين إلى معرفة القوانين والعادات المحلية عندما يسافرون إلى الخارج.
وبدورها اقترحت السفارة الصينية في ألمانيا على المواطنين الصينيين الذين يزورون أو سيزورون ألمانيا التقيد بقواعد القوانين الألمانية المحلية واحترام الثقافة المحلية لتجنب التعرض لمثل هذه المواقف.
من جهتها؛ غطت وسائل الإعلام الصينية، وعلى رأسها صحيفة الشعب اليومية ، والقناة الإخبارية في محطة التلفزيون المركزي الصيني (سي سي تي في) وخدمة أخبار الصين، غطت الحادث معيدة التأكيد على أهمية التصرف وفقا للقوانين المحلية عند السفر إلى الخارج.
المقارنة مع اليابان
ففيما أشاد بالتصرف الألماني إزاء تاريخ البلاد ، قام بعض مستخدمي الإنترنت الصينيين بإجراء مقارنة مع التصرفات التي تقوم بها الحكومة اليابانية، حيث قال بعضهم :" لقد كان لألمانيا الشجاعة الاعتراف بارتكاب أخطاء من قبلها والعمل على تصحيحها في نفس الوقت، إلا انه وعلى الرغم من ذلك، لا تزال اليابان مستمرة في رفضها للاعتراف بأخطائها، حتى أنها تُغالي أيضا في تمجيد الجرائم التي ارتكبتها".
كما دعا مستخدم إنترنت صيني آخر الحكومة اليابانية إلى التعلم من نظيرتها الألمانية عندما تتعامل مع القضايا المتعلقة بالتاريخ، حيث قال :" أعتقد أنه هذا هو السبب الذي دفع إلى مسامحة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، بعكس اليابان التي لم تتم مسامحتها ولا تزال إلى اليوم تتعرض للوم على أفعالها".