بكين 6 أغسطس 2017 (/يتبقي أقل من شهر على انعقاد القمة التاسعة للبريكس في شيامن في شهر سبتمبر المقبل حيث ستكون قضايا تداعي التعافي الاقتصادي والانتكاسات التي شهدتها العولمة، أكبر اهتماماتها.
وتحت عنوان "بريكس: شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر اشراقا"، سيجتمع قادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا في مدينة شيامن الساحلية بمقاطعة فوجيان بجنوب شرق الصين من الثالث إلى الخامس من سبتمبر.
وتمثل البريكس التي تعني باللغة الصينية "دول القرميد الذهبية" الأسواق الصاعدة وتعبر عن صوت الدول النامية بالعالم.
ويعني النمو الاقتصادي القوي للبريكس حاليا أن بلدان المجموعة بمثابة لاعبين رئيسيين في الاقتصاد العالمي وفي الحوكمة العالمية. كما شكل مجموع اقتصاد الدول الخمس 23 بالمئة من الاقتصاد العالمي في 2016 أي تقريبا ضعف حصتهم قبل عشر سنوات. وكانت الدول الخمس مصدرا لأكثر من نصف النمو العالمي في العقد الماضي.
ويقول روان تسونغ تسه نائب الرئيس التنفيذي للمعهد الصيني للدراسات الدولية "لم يساعد التعاون بين دول البريكس دول المجموعة فحسب وانما عزز أيضا حقهم في التعبير عن آرائهم في القضايا العالمية المتعلقة بكافة الدول النامية."
وتستضيف الصين، التي تتولى رئاسة المجموعة هذا العام، سلسلة من الاجتماعات التي تسبق عادة قمة الزعماء.
وفي وقت سابق من الاسبوع الجاري، اجتمع وزراء التجارة في شانغهاي واتفقوا على الاتحاد لمواجهة الحمائية وبذل قصارى الجهد لضمان بقاء نظام التجارة التعددي.
وفي اواخر يوليو،عقد اجتماع أمني للبريكس في بكين وبحثت المناقشات الحوكمة العالمية ومكافحة الإرهاب والإنترنت والطاقة والأمن الوطني والتنمية.
وفي يونيو، اتفق وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية على تعزيز التعاون في عدة مجالات مالية حكومية وخاصة ومنها بنك التنمية الجديد للبريكس والتعاون بين الجهات المنظمة.
ويقول شن يي مدير مركز دراسات البريكس بجامعة فودان "أعتقد أن قمة العام في شيامن ستحقق مزيدا من التعاون العملي والملموس وستطور الثقة بين دول المجموعة."
والصين لا ترغب بقصر التعاون المستقبلي على خمس دول فحسب. ففي مارس، قال وزير الخارجية وانغ يي إن الصين ستبحث سبل توسيع آلية "بريكس بلس" وإقامة شراكة اوسع عبر الحوار مع الدول النامية والمنظمات الدولية.
ويقول كبير الخبراء الاقتصاديين ببنك التنمية الاوراسي ياروسلاف ليسوفوليك إن آلية "بريكس بلس" ستوفر فرصا للاقتصادات الأخرى وستضخ قوة دافعة في العولمة العالمية.
وأضاف "مقترحات وزير الخارجية الصيني المتعلقة بتوسيع إطار شراكة البريكس لم تأت فحسب في الوقت المناسب في ظل رئاسة الصين للبريكس وإنما تهدف أيضا لإعطاء قوة دافعة جديدة لعمليات التكامل في ظل الظروف المعقدة الناتجة عن انتشار حمى الحمائية التجارية في الاقتصاد العالمي."
إن البريكس، مع التقدم اذي أحرزته على مدار السنوات العشر الماضية وتبنيها نهجا أكثر شمولا، ليست مستعدة فحسب لقمة شيامن وإنما لعقد ذهبي آخر أيضا.