القاهرة 19 يوليو 2017 / أثارت الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل في محيط المسجد الأقصى موجة من الغضب والتنديد العربي، وسط تحذيرات من مغبة الاستمرار في هذه الانتهاكات.
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في بيان صدر اليوم (الأربعاء) عن ادانته لاستخدام السلطات الإسرائيلية للعنف وإجراءات تعسفية أخرى بحق الفلسطينيين من أبناء مدينة القدس المحتلة، خاصة في محيط المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي أسفر عن وقوع إصابات جسيمة بينهم.
وطالب أبو الغيط، السلطات الإسرائيلية بالوقف الفوري لكافة هذه الممارسات والإجراءات والاحترام الكامل لحرمة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عند المسلمين.
وحذر من خطورة الخطوات التصعيدية الإسرائيلية التي بدأت منذ يوم الجمعة الماضية والتي شملت أيضا وضع عراقيل مختلفة أمام ممارسة المسلمين لشعائرهم الدينية على غرار إغلاق الحرم المقدسي أمام الصلاة، وعدم السماح بإقامة صلاة الجمعة فيه، وتحديد عدد معين للمصلين، ووضع بوابات الكترونية على مداخله.
وأكد أبو الغيط أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكا صريحا للقانون الدولي لحقوق الإنسان والذي يعد الحق في حرية ممارسة الشعائر الدينية أحد حقوقه الرئيسية.
وأوضح أن هذه الإجراءات لن تؤدي سوى إلى المزيد من التوتر وتأجيج الأوضاع في مدينة القدس، واستثارة لمشاعر المسلمين بشكل عام، وستلقى بالتبعية بتداعياتها السلبية على أي فرص لتحقيق تسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال الفترة الحالية، وهي التسوية التي يجب أن تتأسس على حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعادت إسرائيل ظهر الأحد الماضي فتح المسجد الأقصى تدريجيا بعد ما أغلقته صباح الجمعة الماضية إثر قتل ثلاثة فلسطينيين شنوا هجوما مسلحا أسفر عن مقتل اثنين من عناصر الشرطة الإسرائيلية.
وتم إعادة فتح مداخل المسجد الأقصى بعد نصب بوابات الكترونية على عدد من مداخله وعشرات كاميرات المراقبة وأجهزة حساسة وأجهزة تجسس وإنذار. وقالت إسرائيل إن الإجراءات المذكورة لدواع أمنية.
وحذرت مصر من خطورة التداعيات المترتبة على التصعيد الأمني الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك، وما ترتب عنه من إصابات خطيرة بين صفوف الفلسطينيين وتعريض حياة إمام المسجد الأقصي فضيلة الشيخ عكرمة صبري لمخاطر جسيمة.
وطالبت وزارة الخارجية المصرية في بيان صادر اليوم، إسرائيل بوقف العنف، واحترام حرية العبادة والمقدسات الدينية، وحق الشعب الفلسطيني في ممارسة شعائره الدينية في حرية وأمان.
كما طالبت بعدم اتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها تأجيج الصراع، واستثارة المشاعر الدينية وزيادة حالة الاحتقان بين أبناء الشعب الفلسطيني.
ونبهت القاهرة إلى أن ذلك من شأنه أن يقوض من فرص التوصل إلى سلام عادل وشامل تأسيسا على حل الدولتين.
يأتي هذا، فيما دعا رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم إلى ضرورة عقد جلسة طارئة للاتحاد البرلماني العربي لبحث تداعيات الموقف المتصاعد في مدينة القدس والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لحرمة المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح الغانم أن الهدف من عقد الجلسة الطارئة يتمثل في تدارس الموقف الخطير المتصاعد في القدس والسعي إلى الاتفاق على خطوات عملية سياسية ودبلوماسية وشعبية تستهدف الدوائر العربية والإسلامية والقارية والدولية التي من شأنها الضغط بقوة على سلطات الاحتلال لوقف ممارساتها الجائرة والمناقضة لكل القوانين والأعراف الإنسانية الدولية.
وأكد أنه "من غير المقبول ونحن ممثلو الشعوب العربية أن نقف مكتوفي الأيدي ودون مبادرة للتحرك باتجاه نصرة أهلنا في فلسطين".
ولليوم الرابع على التوالي يواصل موظفو الأوقاف الإسلامية والمقدسيون اعتصامهم أمام أبواب الأقصى رفضا للبوابات الإلكترونية والعبور من خلالها.
ودعت الفعاليات الشعبية والشبابية ومختلف الفصائل الفلسطينية، اليوم الأربعاء، إلى يوم غضب فلسطيني نصرة للقدس والأقصى، يشمل نفيرا للمدينة المقدسة ومواصلة الاعتصام قبالة بوابات الاقصى، إلى جانب مسيرات تعم أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتمت الدعوة فجر اليوم عبر مكبرات الصوت في مساجد القدس إلى النفير إلى الأقصى والاعتصام قبالة بوابات المسجد رفضا للبوابات الإلكترونية والإجراءات الأمنية المشددة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي منذ يوم الأحد الماضي بالقدس القديمة والحرم القدسي الشريف.. وتوجه مئات المقدسيين لأداء صلاة فجر اليوم في المسجد الأقصى، فيما نشر الاحتلال الحواجز على مداخله ومداخل البلدة القديمة.
وأدى المصلون صلاة الفجر عند أقرب نقطة إلى الأقصى تمكنوا من الوصول إليها، فمنهم من تمكن من الوصول إلى بوابات البلدة القديمة ومنهم عند الأحياء خاصة حي وأدى الجوز القريب من المسجد، فيما تمكن أهالي البلدة من أداء الصلاة على بوابات الأقصى المغلقة.
واستنكر مجلس رؤساء الكنائس في القدس ممثلا برئيسه غبطة البطريرك كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن وكافة أعضاء الكنائس، أعمال العنف التي جرت في ساحة المسجد الأقصى.
وأكد المجلس في بيان أصدره اليوم دعمه وتثمينه للوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى والأماكن المقدسة في القدس والأراضي المقدسة، وأن الحرم الشريف يجب أن يبقى ضمن الإطار التاريخي وألا يمسه أي تغيير.
وأعرب المجلس عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الأخير في التطورات العنيفة حول الحرم الشريف وحزنه العميق على فقدان الأرواح البشرية، وعن إدانته كافة أعمال العنف.
وحذر المجلس من أن استمرارية التهديد والتصعيد بأعمال العنف سيؤدي إلى عواقب خطيرة لا يمكن التنبؤ بها وغير مرغوب فيها والتي من شأنها المساس بكافة الأديان.