واشنطن 17 يوليو 2017 / تعرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجوم إعلامي شديد بسبب الفضيحة المتعلقة بروسيا، ولكن البعض يقول إن هذا التمحيص المكثف يرتقى إلى حالة هستيريا إعلامية .
ففي الفصل الأخير من هذا الجدل الدائر في وقت سابق من الشهر الجاري، ظهرت على السطح رسائل بريد إلكتروني بين نجل ترامب ومحامية روسية يقال إنها كانت تحوز معلومات يمكن أن تلحق الضرر بمرشحة الرئاسة الديمقراطية آنذاك هيلاري كلينتون.
ويقول النقاد إن هذا دليل على تواطؤ حملة ترامب مع روسيا، رغم أن المحامية نفت أنها تعمل لدى الحكومة الروسية.
وذكر الخبير الإستراتيجي الجمهوري فورد أوكونيل لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "وسائل الإعلام صارت مجنونة تماما في هذا الأمر. أنها ترى جرائم غير قائمة".
وأشار إلى أنه "أمر متهور وخطير جدا، من حيث الطريقة التي تتم تغطيته بها"، مضيفا "بقدر ...ما تريد وسائل الإعلام أن تكون هذه جريمة، فإنها ليست بالتأكيد خيانة ولا يبدو أنها جريمة من أي نوع، استنادا على الأقل على الحقائق كما نعرفها".
ويقول منتقدو ترامب إنه من غير القانوني أن يحصل مسؤولو الحملة على أي شيء ذي قيمة -- مثل معلومات يمكن أن تلحق الضرر بمرشح مقابل -- سواء من حكومة أجنبية أو من شخص يمثل حكومة أجنبية.
لكن آخرين يقولون إنه لا توجد أدلة على أن الإدارة خرقت أي قانون. ومن بين هؤلاء، ظهر المحامي بالبيت الأبيض جاي سيكولو في جميع البرامج الحوارية الإخبارية الرئيسية التي تذاع يوم الأحد، قائلا إنه لم يكن هناك أي شئ غير قانوني في الاجتماع .
وذكر جوناثان تورلي أستاذ القانون الدستوري اليساري في جامعة جورج واشنطن في مقال نشرت بمجلة ((ذي هيل)) أنه "لم تكن هناك أي مخالفة تستند إلى حقائق معروفة حاليا".
وكتب يقول "هل يشكل أي من هذاجريمة واضحة أو حتى صورة حبر غامضة لجريمة؟ على الأقل ليس على هذه الحقائق".
ويشير بعض الخبراء إلى أن تعامل وسائل الإعلام مع القضية قام على معايير مزدوجة، تفرض فيها المطبوعات اليسارية ضغوطا على ترامب ولكنها تقلل من أهمية الأقاويل عن وقوع مخالفات بين الديمقراطيين.
وذكر أوكونيل "أظن أن ما يزعج حملة ترامب هنا هو تطبيق معايير مزدوجة في اللعب".
وعلاوة على ذلك، فإن نجل ترامب كان شفافا تماما بشأن هذه القضية وأصدر السلسلة الكاملة من رسائل البريد الإلكتروني ليطلع الجماهير عليها. وقال مؤيدو ترامب إن هذه ليست أفعال شخص يحاول إخفاء الأدلة.
ومع ذلك قال المحللون إن ما يظن الجماهير أنه أمر بالغ الأهمية يكمن في مسألة ما إذا كانت هناك جريمة ارتكبت أم لا.
وقد تكون لهذه الفضيحة عواقب سلبية على البيت الأبيض في الفترة التي تسبق انتخابات عام 2018 حيث قد ينأي المشرعون الجمهوريون بأنفسهم عن ترامب بشأن هذه الفضيحة المتعلقة بروسيا.
فـ"لا شيء يخيف الساسة أكثر من أن تكون سبل عيشهم السياسية عرضة للخطر"، هكذا أوضح أوكونيل.
واختتم حديثه قائلا إن ترامب يمكن أن يجتاز كل هذا إذا ما استطاع تمرير تشريع الإصلاح الضريبي وكذا الرعاية الصحية، "الناس يعلمون أنهم لم ينتخبوا قديسا، فما يريدونه منه هو أن ينجز الأمور".