واشنطن 7 يوليو 2017 / اعتبر خبيران أمريكيان أن اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طال انتظاره، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان ناجحا، حيث أشارا إلى أن الزعيمين قد توصلا إلى اتفاق حول الحرب في سوريا.
في الواقع، شهد اجتماع يوم الجمعة، الذي جرى على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا، توصل الزعيمين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أجزاء من سوريا، في محاولة للبدء في الحد من إراقة الدماء، التي أثرت على كلا الجانبين في هذا البلد الواقع في منطقة الشرق الأوسط، والذي مزقته الحرب.
ووصف خبيران أمريكيان الاجتماع بشكل عام بأنه ناجح، وقالا إنه قد يبشر بتعاون مستقبلي بين الولايات المتحدة وروسيا.
وقال داريل ويست، وهو زميل بارز في معهد بروكينغز لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "ترامب عقد اجتماعا ناجحا مع بوتين. وأعلن الزعيمان عن وقف إطلاق نار محدود في أجزاء من سوريا. وفي حال صمد هذا الاتفاق، فإن من شأنه أن يكون بادرة أمل لمزيد من التعاون بشأن هذه القضية الحساسة. إن هناك الكثير من الناس الذين يعانون في سوريا، لذا فإنه من المهم لدى كل جانب أن يبذل كل ما في وسعه لتخفيف المعاناة الإنسانية".
في الواقع، إن الاجتماعات الثنائية على هامش اجتماعات مجموعة العشرين عادة ما تدوم 30 دقيقة على الأكثر. ولكن مع اجتماع الزعيمين لأكثر من ساعتين، تم وصف الاجتماع بأنه ماراثوني.
وأفاد ويست أن "الهدف من هذا الاجتماع هو تكوين علاقة شخصية مع بوتين تؤدي إلى التوصل إلى اتفاقات على الطريق. إن هناك العديد من القضايا التي يحتاج فيها كل بلد إلى مساعدة الآخر، وأي شيء من شأنه أن يسهل الحوار هو جدير بالاهتمام من وجهة نظر كل زعيم".
وجاء الاجتماع في وقت تحتاج فيه الولايات المتحدة إلى مساعدة روسيا في القضية السورية، وكذلك فيما يتعلق بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
وقال ويست إن "كل قضية منهما تمر بمرحلة حساسة وسيكون من الجيد أن تكون هناك محادثات بين البلدين حول كيفية المضي قدما"، مشيرا إلى أن الاجتماع استمر لفترة أطول مما كان متوقعا في البداية.
وتابع، معلقا على الاجتماع المطول المغلق، أن "ذلك ربما يعني أنهما تمكنا من التطرق إلى العديد من القضايا المختلفة".
بيد أنه في الوقت نفسه، لم يتم التوصل إلى اتفاق حول كيفية القضاء على التوتر المتزايد في شبه الجزيرة الكورية، وهو ما يشكل مصدر قلق رئيسيا للبيت الأبيض ولحليفي الولايات المتحدة كل من اليابان وكوريا الجنوبية.
وتنظر الولايات المتحدة وروسيا إلى القضية بشكل مغاير، إذ تريد روسيا من كوريا الديمقراطية تجميد برنامجها النووي حيثما وصل، بينما يريد البيت الأبيض من بيونغ يانغ وقف البرنامج والتراجع عنه بشكل كامل، في حين تؤكد كوريا الديمقراطية أنها لن تتخلى عن برنامجها النووي.
من جانبه، قال دان ماهافي، نائب الرئيس الأول ومدير السياسات بمركز دراسات الرئاسة والكونغرس لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن هذه المفاوضات الطويلة قد تعكس رغبة أكبر من بوتين لدفع نقاش عالمي أوسع حول المصالح الأمريكية والروسية ومجالات النفوذ.
وأضاف ماهافي أنه "في وقت ما تزال فيه التفاصيل مبهمة، فإن ترامب على ما يبدو يريد زيادة التعاون مع روسيا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب".
ولفت ماهافي إلى أنه على الرغم من أن الإدارة الأمريكية تأمل منذ زمن طويل في تقديم روسيا المزيد في مجال مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي (داعش)، فإنه ما تزال هناك قضايا معلقة يتعين حلها فيما يتعلق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد وعلاقة روسيا مع إيران، وكذلك الجماعات التابعة لإيران في المنطقة.
ويعتبر الاجتماع أول اختبار رئيسي لترامب حول ما إذا كان بإمكانه تحسين العلاقات الأمريكية مع روسيا، نظرا لأن العلاقات شهدت فتورا خلال السنوات الأخيرة، في ظل فرض عقوبات على موسكو.
وكانت حملة ترامب التي قام بها العام الماضي قد تضمنت وعودا بتحسين العلاقات مع الكرملين في مسعى للعمل مع روسيا لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، نظرا لنفوذ روسيا في الشرق الأوسط.