بكين 8 يوليو 2017 / تتواصل حاليا قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها مدينة هامبورغ الألمانية يومي 7 و 8 يوليو الجاري. وعلى طاولة القمة، من المتوقع أن تطرح بعض القضايا الساخنة التي تعج بها منطقة الشرق الأوسط مثل أزمتي قطر وسوريا وقضية اللاجئين ومكافحة الإرهاب، إذ تعد مناقشة هذه الموضوعات مسألة هامة جدا لحل قضايا عالقة تهم الوطن العربي بوجه خاص والعالم بأسره بوجه عام.
ومن المؤكد أن قمة العشرين ستتناول الأزمة الخليجية مع صدور بيان عن الرئاسة الفرنسية في الثالث من يوليو الجاري يفيد بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتطرق خلال القمة للأزمة التي يشهدها الشرق الأوسط منذ أكثر من شهر. وكان ماكرون قد أبدى مؤخرا استعداد فرنسا للقيام بدور الوساطة مؤكدا على أهمية حل الأزمة من خلال الحوار بين أطرافها من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد قامت بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في الـ5 من يونيو وفرضت عليها مجموعة من الإجراءات العقابية تضمنت إغلاق المنافذ البرية والجوية أمام الحركة القادمة من والمغادرة إلى قطر وطرحت فيما بعد قائمة تضم 13 مطلبا من أجل عودة العلاقات مع الدوحة. وذكرت الدول العربية الأربع المقاطعة لقطر في بيان يوم الأربعاء أن الرد القطري على مطالبها كان "سلبيا" وأكدت استمرار المقاطعة إلى أن تعدل الدوحة سياساتها لكن الدول الأربع لم تكشف عن محتوى الرد القطري كما لم ترد بشدة أو توقع عقوبات جديدة، لهذا من المحتمل أن تكون الدول الأربع لديها رغبة في تبادل الآراء مع دول تضطلع بدور الوساطة في الأزمة مثل الولايات المتحدة، وبالتالي تعتبر قمة العشرين منصة جديدة يمكن لدول الوساطة من خلالها تبادل وجهات النظر حيال هذه الأزمة.
أما بالنسبة للقضية السورية، فقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يوم الأربعاء إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيطرح الوضع في سوريا خلال أول اجتماع رسمي له بعد توليه الرئاسة مع بوتين، الذي تم بالفعل أمس على هامش قمة مجموعة العشرين بهامبورغ. وكان تيلرسون قد أشار إلى أن بلاده مستعدة لأن تبحث مع روسيا الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار في سوريا، بما في ذلك إقامة مناطق حظر جوي، مضيفا أن بلاده مستعدة للعمل أيضا مع روسيا لبحث آليات أخرى مثل نشر مراقبين ميدانيين لوقف إطلاق النار وتنسيق إيصال المساعدات الإنسانية.
وفي الميدان، استعادت قوات سوريا الديمقراطية، التحالف الكردي العربي المدعوم من الولايات المتحدة، مؤخرا السيطرة بشكل كامل على حي الصناعة في شرق مدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم (داعش) واقتحمت المدينة القديمة. وتشن قوات سوريا الديمقراطية منذ السادس من نوفمبر من عام 2016 تشن على مراحل عملية عسكرية كبيرة تحت اسم "غضب الفرات" للسيطرة على الرقة وطرد تنظيم (داعش) منها. وبدأت هذه القوات في السادس من يونيو الماضي "المعركة الكبرى لتحرير الرقة" من التنظيم المتطرف، وسيطرت بشكل كامل على حي الصناعة وثلاثة أحياء أخرى أبرزها حيي المشلب شرقي الرقة والرومانية غربي الرقة.
وبالإضافة إلى ذلك، تدرج قمة العشرين بهامبورغ قضية اللاجئين ضمن القضايا ذات الأولوية على أجندتها حيث ستركز على تفادى نزوح اللاجئين والتخفيف من حدة التداعيات الاقتصادية وكيفية تعزيز التعاون على النطاق العالمي. وتدعو ألمانيا،الدولة المضيفة للقمة، دول العالم إلى تحمل مسؤولياتها وتأمل في أن تقوم مجموعة العشرين بإيجاد حلول طويلة المدى وفعالة وشاملة وإنسانية، وتقدم إسهاماتها عبر وسائل مثل دفع التجارة والتنمية التعاونية وتوفير فرص تعليم وعمل للاجئين.
فقد أعلنت الأمم المتحدة في يونيو الماضي أن عدد اللاجئين أو طالبي اللجوء أو النازحين داخليا في مختلف أنحاء العالم بلغ رقما قياسيا وهو 65.6 مليون شخص. وأفاد التقرير السنوي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن تقديرات اللاجئين في نهاية عام 2016 ازدادت بنحو 300 ألف مقارنة بعام 2015. كما أشارت المفوضية في مارس الماضي إلى أن عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار تجاوز خمسة ملايين لاجئ منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل نحو 6 سنوات.
كما ستشمل الموضوعات الرئيسية التي ستتم مناقشتها على طاولة قمة العشرين بهامبورغ مكافحة الإرهاب، إذ ربما قام الرئيسان الأمريكي والروسي ببحث هذه القضية خلال اجتماعهما أمس على هامش القمة، ولاسيما أن الكرملين أعلن منذ أيام أن ترامب وبوتين سيركزان خلال أول لقاء بينهما خلال قمة العشرين على مسألة مكافحة الإرهاب.
ورغم تحقيق اختراقات مؤخرا في المعركتين الجاريتين بالعراق وسوريا ضد تنظيم داعش ووجود مؤشرات على أن هذه الجماعة الإرهابية على وشك الانهيار وتزايد ثقة المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، إلا أن متطرفي داعش قد ينتشرون بعد انهيار هذا التنظيم في أنحاء العالم ويواصلون شن المزيد من الهجمات الإرهابية وبأشكال مختلفة فضلا عن ذلك قد يستمر هؤلاء المتطرفون في نشر أيديولوجيتهم المتطرفة، لذا فإنه من الأهمية بمكان أن يعمل المجتمع الدولي من ناحية على تحقيق تعاون وثيق في مكافحة الإرهاب بمختلف أصقاع العالم،ويبذل من ناحية أخرى قصاري جهده للقضاء على الأسباب الرئيسية للإرهاب واجتثاثه من جذوره.