البريطانيون ينتخبون برلمانا معلقا في الانتخابات العامة

سيصبح لدى بريطانيا برلمانا معلقا مع عدم فوز أي حزب بالأغلبية في الانتخابات العامة المبكرة، وذلك وفقا للنتائج الرسمية التي أعلنت صباح اليوم (الجمعة).

ومع إعلان نتيجة أكثر من 631 مقعدا من أصل المقاعد الـ650، حصد حزب المحافظين 306 مقاعد مقابل 258 مقعدا لحزب العمال المنافس الرئيسي. ولم يفز أي حزب بعدد المقاعد اللازمة ليصبح حزب الأغلبية وقدرها 326 مقعدا.

وحملت طبعات صحف لندن الصادرة صباح الجمعة الباكر عناوين تتحدث عن أن مغامرة رئيسة الوزراء تيريزا ماي بالدعوة إلى انتخابات مبكرة آتت بنتائج عكسية.

وأكدت الوزيرة السابقة بالحكومة آنا سوبري في مقابلة أجريت معها في حوالي الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي ضرورة أن تدرس ماي موقفها عقب نتائج الانتخابات.

وبدت ماي في حالة تحدي، حيث أصرت على أن البلاد بحاجة إلى الاستقرار وأن حزب المحافظين سيوفر هذا الاستقرار.

ولكن زعيم حزب العمال جيرمي كوربين قال، معلقا على إعادة انتخابه عن دائرة إيسلينجتون بشمال لندن، إن الوقت قد حان لرحيل ماي وإفساح الطريق لحكومة ستكون "ممثلة حقا لشعب هذا البلد".

وأضاف كوربين أن "رئيسة الوزراء دعت إلى الانتخابات لأنها أرادت تفويضا، ولكنها خسرت المقاعد وخسرت الأصوات وخسرت الثقة وهذا كافي لأن ترحل".

وعنونت صحيفة ((لندن تايمز)) صفحتها الأولى بـ"كابوس انتخابات ماي"، فيما جاء عنوان صحيفة ((ديلي ميل)) يقول "مغامرة آتت بنتائج عكسية" مع عنوان فرعي يقول "صعود كوربين يضع بريطانيا على حافة سكين" وآخر يقول "مخاوف من فوضي جراء الخروج من الاتحاد الأوروبي".

وقبل 24 ساعة، دعت معظم صحف لندن القراء إلى دعم تيريزا ماي وحكومتها.

وتوقعت الـ((بي بي سي)) و((سكاي نيوز)) حصول حزب المحافظين في الانتخابات على ما يتراوح بين 315 و 321 مقعدا، وأن يحقق الحزب الديمقراطي الوحدوي مكاسب في آيرلندا الشمالية وأن تشكل ماي بما لديها من دعم حكومة.

وحقق الحزب الديمقراطي الوحدوي مكسبين ليصل مجموع مع حصده إلى عشرة مع استمرار عمليه الفرز في دوائر انتخابية أخرى. وسينظر إلى دعمه باعتبارها أمرا حاسما لبقاء المحافظين في السلطة.

وكان من المتوقع أن يعاني حزب العمال من قدر هائل من الخسائر، ولكن مع انتظار ظهور ما يقرب من 100 نتيجة، حقق حزب العمال حتى الآن 28 مكسبا وخسر حزب المحافظين 11 مقعدا.

وينص ميثاق الانتخابات على أن الحزب الذي يضم أكبر عدد من أعضاء البرلمان ستتاح له الفرصة الأولى لتشكيل حكومة.

على الرغم من أن إميلي ثورنبيري وزير خارجية الظل العمالي، قال إن كوربين قد ينتهى الأمر بأن يصبح رئيسا للوزراء في ظل تحالف تقدمي بقيادة حزب العمال.

ويطرح المعلقون السياسيون بالفعل مسألة ما إذا كانت النتيجة المتوقعة ستجعل من المستحيل على تيريزا ماي الاستمرار في منصب رئيس الوزراء.

وكانت ماي قد بدأت الحملة بأغلبية 17، مع وجود توقعات بأن تزداد في الانتخابات.