أكدت الحكومة الأسترالية اليوم (الجمعة) مجددا التزامها باتفاقية باريس الأممية التاريخية حول تغير المناخ على الرغم من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليلة أمس بسحب بلاده منها.
وردا على إعلان ترامب، صرح وزير الطاقة والبيئة الأسترالي، جوش فرايدنبرغ لهيئة الإذاعة الأسترالية ((أيه بي سي)) إن أستراليا ما زالت ملتزمة بالاتفاق بالرغم من انسحاب الولايات المتحدة.
وتم التوقيع على الاتفاقية التاريخية، التي تتضمن جهدا موحدا وعالميا للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتخفيف من آثار الاحترار العالمي اعتبارا من عام 2020، في باريس عام 2015. ومنذ ذلك الحين، وقعت أكثر من 190 دولة على الاتفاق -- ومن تلك الدول هناك 146 دولة قامت بالفعل بالتصديق عليها.
وقال فرايدنبرغ "لقد تحدثت مع (رئيس الوزراء مالكوم تيرنبول) هذا الصباح، حيث كان قد هبط للتو في سنغافورة، ونؤكد من جديد التزام أستراليا باتفاقية باريس".
وأضاف "سنواصل متابعة هذا الاتفاق الدولي الهام الذي وقعنا عليها وصدقنا عليه بعد يوم واحد فقط من انتخاب الرئيس ترامب".
ولفت الوزير إلى أن قرار ترامب لم يكن مفاجئا بالنظر إلى وعده قبل الانتخابات بوضع أمريكا أولا، ولكن بالنظر إلى أن الاتفاقية "وقعتها أكثر من 190 دولة"، فإن ذلك كان مخيبا للآمال بالنسبة للجميع.
وقال فرايدنبرغ إن "الجميع تابع باهتمام عندما مضى ترامب إلى الانتخابات وقال إن هذا هو ما سيفعله، لقد كان واحدا من أكثر المواقف السياسية جذبا للانتباه، التي أعتقد أن بوسعي تذكرها".
وتابع إنه "كان من الأفضل للولايات المتحدة أن تبقى على الطاولة. ومع ذلك، فإن العديد من البلدان الكبرى الأخرى قد أعادت التأكيد على التزامها باتفاقية باريس، مثل كندا واليابان والهند والصين، وأستراليا تقوم بذلك أيضا".
وبموجب الاتفاق، وافقت أستراليا على تحديد هدف يتمثل في خفض من 26 إلى 28 في المائة من مستويات الانبعاثات لعام 2005 بحلول 2030، وهو ما قال فرايدنبرغ بأنه ما يزال "معقولا وقابلا للتحقيق" إلى حد كبير.
وفي الوقت نفسه، أيد زعيم المعارضة بيل شورتن رد الحكومة على الأنباء المنشورة اليوم (الجمعة)؛ واتجه إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن خيبة أمله في القرار الأمريكي، قائلا إنه يتوجب على رئيس الوزراء مالكوم تيرنبول أن "يضغط" على الحكومة الأمريكية لإعادة النظر في موقفها.
ونشر شورتن تغريدة على موقع التدوين المصغر ((تويتر)) قال فيها "(إننا) نشعر بخيبة أمل عميقة بسبب فشل الولايات المتحدة في دعم هذا الاتفاق الدولي الهام ونحث رئيس الوزراء والحكومة للضغط على الولايات المتحدة لإعادة النظر في قرارها حول اتفاقية باريس".
وقد انضمت أستراليا إلى ممثلين عن الأمم المتحدة وفرنسا وكندا والمكسيك ودول أخرى عديدة في إدانة الانسحاب الأمريكي من الاتفاقية.