تاورمينا، إيطاليا 27 مايو 2017 / انتهت قمة مجموعة الدول السبع "جي 7" في بلدة تاورمينا الصقلية، وسط أجواء اتسمت بالخلاف على نحو غير معتاد، حيث فشل قادة أكبر الدول الصناعية في العالم في التوصل إلى موقف مشترك بشأن تغير المناخ أو التجارة.
وعدم وجود اتفاق حول القضايا الرئيسية يعد أمرا غير معتاد في سياق مجموعة السبع، إذ أن البيان الختامي يُكتب ليعكس فقط المجالات التي توصل فيها القادة إلى توافق مشترك.
وكان البيان أقل طموحا بكثير مما كان عليه في السنوات الماضية، حيث بلغ مجموع صفحاته ست صفحات فقط، مقارنة بـ 36 صفحة للبيان الصادر عن القمة التي جرت العام الماضي في اليابان، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن المحادثات كانت أقصر من المعتاد (يومين بدلا من ثلاثة) وأيضا يرجع ذلك إلى الجهود الطويلة المبذولة لإيجاد أرضية مشتركة حول المجالات الخلافية.
وذكرت أنباء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان العامل الرئيسي وراء الخلافات. وردا على الدور المضاد الذي لعبه ترامب في تاورمينا، صاغت وسائل إعلام إيطالية مصطلح "جي 6 +1" بدلا من "جي 7".
وعلى صعيد المناخ، رفض ترامب إعطاء موافقته لإيراد عبارات لدعم اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ. ونتيجة لذلك، أورد الاتفاق النهائي أن الولايات المتحدة تقوم بـ "عملية مراجعة سياساتها بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس"، في حين أن كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا -- الدول الست الأخرى في القمة -- جددوا التأكيد على "التزام قوي" باتفاقية باريس.
وبالنسبة للتجارة، ادعى ترامب أن دولا أخرى تمارس ممارسات تجارية غير عادلة تضع الولايات المتحدة في وضع غير مؤات. وبدون التوصل إلى اتفاق، تم استبعاد الكثير من العبارات حول التجارة.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، في ختام الاجتماعات، إن "قمة مجموعة السبع هذه تعد الأكثر تحديا منذ سنوات".
ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المحادثات بأنها "غير مرضية تماما".
وقالت ميركل "كان لدينا وضع يتمثل في وقوف ستة أعضاء، أو سبعة إذا أردت أن تضيف الاتحاد الأوروبي، ضد واحد". ويتمتع الاتحاد الأوروبي بصفة مراقب دائم في مجموعة السبع.
وكان ترامب هو الزعيم الوحيد من قادة دول مجموعة السبع، الذي لم يتحدث إلى وسائل الإعلام في تاورمينا، واختار بدلا من ذلك زيارة الجنود العسكريين الأمريكيين في المحطة الجوية البحرية الأمريكية في سيغونيلا، على بعد حوالي 65 كم جنوب تاورمينا. وقد غادرت طائرة الرئيس إلى واشنطن من القاعدة الجوية بدلا من مطار قريب في كاتانيا، كما هو الحال مع القادة الآخرين.
وكان هناك اتفاق في بعض المجالات، أبرزها الجهود الرامية إلى التصدي للإرهاب، حيث ساهم الهجوم الإرهابي الذي وقع في مانشستر ببريطانيا قبل بدء محادثات مجموعة الدول السبع في تحفيز الزعماء. وقال ترامب في تصريحات له من سيغونيلا إن الإرهاب يشكل "تهديدا سيئا للبشرية جمعاء".
كما اتفق الزعماء على ضرورة المساعدة في إيجاد حل للمشاكل في سوريا، التي مزقتها الحرب، ومواجهة التهديد المتزايد من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وتقديم المساعدات للدول المحتاجة.
ودفعت إيطاليا، الدولة المضيفة للقمة، من أجل اتخاذ موقف مشترك بشأن قضية الهجرة، وهو جانب تعاني فيه إيطاليا أكثر من غيرها من دول مجموعة السبع الكبرى بسبب موجة المهاجرين، الذين يصلون شواطئها، هربا من الصراع والفقر في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط. ولكن مرة أخرى، فشل القادة في الاتفاق على ما يقولونه.
وردا على عدم اتخاذ إجراءات بشأن الهجرة، أصدرت منظمة "أوكسفام" الدولية" وهي منظمة جامعة تربط بين مجموعات غير حكومية، بيانا جاء فيه أن "توافق الآراء ينهار على حساب أشد الناس فقرا في العالم".