تشيوانتشو 27 مايو 2017 / يبدأ اليوم (السبت) شهر رمضان الكريم، ومعه ينهمك الموظفون في مسجد تشينغجينغ (ويعني باللغة العربية: مسجد الأصحاب) في تحضير وجبات الإفطار والسحور والاستعداد لاستقبال المزيد من المسلمين المحليين والوافدين من مناطق أخرى بالبلاد بل ومن جميع أرجاء العالم ولا سيما جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط.
ويحكى التاريخ أن مدينة تشيوانتشو التي أطلق عليها الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة مدينة "الزيتون" تشهد تبادلات عربية - صينية منذ عهد أسرة تانغ الملكية، ويعد مسجد تشينغجينغ، الذي بني عام 1009، أي في عهد أسرة سونغ الملكية ويعتبر أقدم مسجد موجود في الصين الآن، شاهدا على هذه التبادلات.
"منذ اليوم أي اليوم الأول من شهر رمضان، أصبحنا أكثر انهماكا في العمل مقارنة بالأيام العادية، حيث نعد كل يوم وجبات إفطار وسحور (مجانية) للمسلمين الوافدين إلى مسجدنا، والذين سيشهد عددهم تزايدا في هذا الشهر الفضيل، سواء أ كانوا من الأهالي المسلمين في تشيوانتشو، أم من الذين يتوافدون من شمال غربي الصين وبلدان أخرى مثل جنوب شرق آسيا والدول العربية"، هكذا قالت تشانغ ليان تشو الموظفة المسلمة (وهي من ذرية العرب أيضا) التي تعمل في المسجد منذ 23 عاما، مضيفة أن عدد المسلمين الوافدين عند اقتراب حلول عيد الفطر المبارك يبلغ أحيانا ألفين لدرجة عدم إمكانية استيعابهم حتى مع عملية توسيع المسجد التي تمت في عام 2007 بمساعدة سلطنة عمان.
ومن جانبه، قال عبد السلام أبو العبادي الفلسطيني (58 عاما) الذي قدم إلى الصين عام 2001 ويعمل في تشيوانتشو منذ سبعة أعوام كمهندس لقطع غيار السيارات في إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال بعدما عمل في مدن صينية أخرى مثل شانغهاي وقوانغتشو ونانجينغ، قال إنه مع حلول شهر رمضان الكريم، يفد المزيد من المسلمين إلى تشيوانتشو لقضاء الوقت معه وهذا يزيد من جمال الأجواء الرمضانية، مضيفا "إنك تعيش وتتفاعل مع مختلف الأديان بشكل سليم في تشيوانتشو، ولا تختلف المعاملة مع اختلاف العقائد والثقافات".
تجدر الإشارة إلى أنه يجرى تعزيز عملية صون المسجد في هذه الآونة بعدما عقدت الصين العزم على التقدم بطلب لإدراجه ضمن قائمة التراث العالمي عام 2018، إضافة إلى أثر عربي آخر يحمل باسم ((المقبرة المباركة لصاحبي الخيرات)) وهي مقبرة يعود تاريخها إلى ما قبل 1300 عام أي في عهد أسرة تانغ الملكية وتعد من أكبر وأقدم المقابر الإسلامية الموجودة في الصين الآن
يذكر أنه يوجد في الصين حاليا حوالي 20 مليون مسلما واستقبل المسلمون في الصين أول أيام شهر رمضان المبارك بالفرح والحبور حيث استعد الجميع لاستقباله وإقامة شعائره بصيام النهار وأداء صلاة التراويح في المساجد ليلا.