إن مجموعة بريكس، التي ينتمي أعضاؤها الخمسة لقارات مختلفة، تعد صوتا مهما جدا للتنمية الشاملة والمتعددة الأقطاب، هكذا قال خبراء.
ونظرا لكونها دولا حيوية في قاراتها، فإن بإمكانها العمل معا والتعبير عن إجماع معين حول القضايا العالمية الكبري، وخاصة الاقتصاد العالمي.
ومن المقرر عقد القمة السنوية التاسعة لمجموعة بريكس في مدينة شيامن الصينية في الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر المقبل. وستكون هذه القمة وقتا للتفكير مليا في عقد من الوجود المتنامي لبريكس على الساحة الاقتصادية العالمية.
إن النمو الاقتصادي يمثل أحد المزايا الرئيسية للمجموعة، حيث زادت حصة الدول الخمس في الناتج المحلي الإجمالي العالمي من حوالي 12 إلى 23 في المائة في العقد الماضي فيما ساهمت بأكثر من نصف النمو العالمي.
ويقول سوديندرا كولكارني رئيس مؤسسة ((أوبزرفير ريسيرش)) بمدينة مومباي الهندية إن الاقتصاد العالمي بحاجة إلى دفعة، وبريكس قد تكون هي الإجابة.
ولفت كولكارني خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إلى أن الاقتصاد العالمي عاني من تباطؤ في السنوات الأخيرة.
"ولهذا فإنه من الأهمية بمكان أن تعمل الدول الخمس -- البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا -- معا لإعطاء دفعة قوية لمواصلة العولمة"، على حد قول كولكارني.
وأضاف أن ما يسمي بالشمال المتقدم الذي تمثله أوروبا والولايات المتحدة لم يعد يسيطر على الاقتصاد العالمي. وقد أصبح الاقتصاد العالمي مدفوعا على نحو متزايد من قبل دول في آسيا وحتى إفريقيا.
وذكر بي. آر ديباك الأستاذ بمركز دراسات الصين وجنوب شرق آسيا في جامعة جواهر لال نهرو أن بريكس تعد مظهرا مهما للتعددية في عصر الترابط العالمي.
وأشار ديباك إلى أن بريكس وبنك التنمية الجديد الذي أسسه يمثلان تطلع أكبر اقتصادات نامية في أن يكون لديها مقاعدها الواجبة على طاولة أنظمة الحوكمة الدولية.
فقد تم تأسيس بنك بريكس برأس مال أولى مصرح به قدره 100 مليار دولار أمريكي خلال القمة السادسة لمجموعة بريكس التي عقدت في فورتاليزا بالبرازيل عام 2014. وافتتح رسميا في شانغهاي عام 2015.
ووفقا لصندوق النقد الدولي، فإن بريكس والدول النامية الأخرى كانت مسؤولة عن 80 في المائة من النمو العالمي في عام 2016.
وقال الأستاذ ديباك إن المؤسسات التي أنشئت حديثا ستعمل بشكل متزايد كجسر بين الدول النامية والمتقدمة، ليصبح لها دور فعال في دفع النمو الاقتصادي العالمي، والأهم من ذلك في دفع التعاون بين بلدان الجنوب على مختلف المستويات.
وبالبناء على النجاح الذي تحقق في السنوات العشر الماضية، تتطلع بريكس الآن إلى بدء عقد جديد بشراكة أكثر توسعا سعيا لتحقيق نمو شامل.
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي قد قال في مارس الماضي إن الصين سوف تستكشف توسع بريكس، المعروف باسم "بريكس بلس"، وتبنى شراكة أوسع مع الدول النامية الكبرى الأخرى والمنظمات، لتحويل بريكس إلى منصة أكثر تأثيرا في التعاون بين بلدان الجنوب في العالم.
وذكر كبير الاقتصاديين ببنك التنمية الأوروآسيوي ياروسلاف ليسوفوليك أن اقتراح "بريكس بلس" "لم يأت فقط في حينه في ضوء رئاسة الصين لبريكس" وإنما يتيح فرصا جديدا للتوسع في وقت تنتشر فيه الحمائية في الاقتصاد العالمي.
وفي الوقت نفسه، أعرب عن اعتقاده بأن نظام "بريكس بلس" ينبغي أن يصل إلى الدول المتقدمة، ويعد دور الصين في هذه العملية دورا أساسيا.
وأكد أن "دور الصين هنا مهم جدا، لأن مشروع طريق الحرير يربط الدول النامية بالدول المتقدمة، الشرق والغرب، لهذا يمكن أن يصبح أحد السلاسل الرئيسية من حيث المشاريع الضخمة التي تربط بين الشمال والجنوب والغرب والشرق".