أعلنت وزارة الداخلية الايرانية يوم 20 مايو الجاري اعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني لولاية جديدة. ودعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون المرافق للرئيس الامريكي دونالد ترامب في زيارته منطقة الشرق الاوسط الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى انهاء الدعم للمنظمات الارهابية ، وإنهاء اختباراتها للصواريخ الباليستية في ولاياته الجديدة.
قد هاجم ترامب مرارا الاتفاق النووي الايراني خلال حملته الانتخابية الرئاسية العام الماضي، كما كشف عن أنه ضد برنامج إيران الصاروخي. وقد ادخلت اعادة انتخاب روحاني العلاقات الايرانية الامريكية دائرة الاهتمام.
وأشار محللون إلى أن اعتبار زيارة ترامب الى الشرق الاوسط بمثابة الضغط على إيران موضوعيا، لان الزيارة تتضمن السعودية وإسرائيل أعداء إيران في المنطقة، كما أن توقيع امريكا والسعودية لصفقة اسلحة كبيرة يهدف إلى مساعدة الاخيرة على احتواء إيران.
تحذير ايران
قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للصحفيين بالرياض يوم 20 مايو الجاري: "إذا كان روحاني يرغب في تغيير علاقة إيران بباقي دول العالم فإن هذه الأمور هي التي يمكنه القيام بها: تفكيك شبكة الإرهاب الإيرانية، إنهاء تمويل بلاده للجماعات الإرهابية ومنحها للدعم سواء على مستوى الأفراد أو المستوى اللوجستي، وإنهاء تجارب إيران للصواريخ الباليستية."
ولا تزال الولايات المتحدة تعتبر ايران خلال هذه المرحلة ب" الراعية للإرهاب". ووفقا لرويترز، تعتقد الولايات المتحدة أن دعم ايران لقوات الرئيس السوري بشار الاسد وجماعة الحوثيين المسلحة في اليمن وحزب الله يخلق عدم الاستقرار في الشرق الاوسط.
وصل الرئيس الامريكي ترامب الى العاصمة السعودية الرياض يوم 20 مايو الجاري، في اول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه. وفي نفس اليوم، أكدت ايران فوز روحاني بولاية رئاسية ثانية بنسبة 57% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية. وقال في خطاب فوزه:" ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تسعى للتعايش السلمي مع الدول الاخرى، لكنها لن تقبل أي تهديات وإهانات."
الهجوم المباشر والطعنة في الظهر
أشار محللون إلى أن اختيار ترامب منطقة الشرق الاوسط في زيارته الخارجية الاولى بعد توليه منصبه، وزيارة المملكة العربية السعودية وبعدها اسرائيل اعداء اقليمية لإيران، هو للضغط على الاخيرة بشكل غير مباشر.
تعتبر المملكة العربية السعودية وإسرائيل الحلفين التقليديين لأمريكا في الشرق الأوسط، والقوات الرئيسية التي تعتمد عليها أمريكا لقمع ايران في المنطقة. ووقع ترامب يوم 20 مايو صفقة اسلحة مع السعودية قيمتها 110 مليار دولار.
قال تيلرسون، مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية تساعد على الحد من النفوذ الايرانية، وحماية أمن المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج على المدى الطويل.
وقال روحاني في خطاب نصره يوم 20 مايو الجاري، "أعلن شعبنا للدول المجاورة والمنطقة برمتها أن مسار ضمان الأمن يكون بتعزيز الديموقراطية، لا التعويل على القوى الخارجية". وفسرت وكالة فرانس برس التصريحات بأنها سخرية على المملكة العربية السعودية.
من جهة أخرى، توعدت إيران بالرد بالمثل على العقوبات الأمريكية، وأكدت وزارة الخارجية الايرانية يوم 20 مايو ، فرض عقوبات على تسع شركات ومنظمات وأفراد ترتبط بالولايات المتحدة
إستحالة التغيير
شهدت العلاقات الايرانية الامريكية استرخاءا بعد التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني ولكنها بقيت عثرة دائما. ويصر ترامب بعد توليه منصب رئيس الولايات المتحدة على اتخاذ اختبار الصواريخ الايرانية كذريعة لمواصلة الضغط على إيران، حيث مرر فترة العقوبات، والحد من دخول المواطنيين الى الولايات المتحدة وغيرها من التدابير الاخرى. ومن جانبها، لم ترضخ إيران لمبادرة الحكومة الامريكية الجديدة، وإنما ترد على تهديدات الولايات المتحدة من خلال مواصلة إختبار الصواريخ.
ويعتقد غرشت خبير في الشؤون الايرانية بمخبرات الامريكية السابق، وباحث في مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية، أن العلاقات الامريكية الايرانية لن تتغير في ظل اعتماد حكومة ترامب على التجارب الصاروخية الايرانية والقوى الاقليمية لتاثير والضغط على إيران.
ويعتقد ماجديار خبير في معهد دراسات الشرق الأوسط في مركز البحث بالولايات المتحدة، أنه في ظل تراجع تنظيم " الدولة الاسلامية"، يتصاعد الصراع الامريكي الايراني في سوريا والعراق على حد سواء. وهناك مؤشرات تصاعد الصراع بين ميليشيات المدعومة من إيران والقوات الامريكية.