دل الارتفاع في الاستثمار الصيني في الولايات المتحدة الأمريكية المسجلة عام 2016، إلى أن جدول الأعمال الاقتصادي في بكين متوافق مع الأهداف الاقتصادية الأمريكية ، وليس العكس.
واظهر تقرير شارك في إعداده مجموعة الروديوم واللجنة الوطنية للعلاقات الصينية الأمريكية ، أن الشركات الصينية استثمرت 46 مليار دولار أمريكي في الولايات المتحدة العام الماضي بزيادة 3 أضعاف عما هو مسجل في 2015، مما يرفع الاستثمارات المباشرة إلى مستوى قياسي.
ووصف التقرير الاستثماري بين الجانبين في الماضي بأنه "طريق ذو اتجاه واحد" حيث تتدفق الأموال بشكل رئيسي من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصين. ولكن الآن ، الاستثمار هو "طريق سريع ذو اتجاهين" بعشرات مليارات الدولارات من الاستثمارات الأجنبية المباشرة سنويا تتدفق في الاتجاهين .
وفي الوقت الذي تشعر فيه الإدارة الأمريكية بالقلق من أن يهدد التصنيع الصيني سوق الوظائف في الولايات المتحدة واقتصادها، فإن الشركات الصينية تعزز الاقتصاد الأمريكي من خلال خلق فرص العمل ودفع الضرائب.
وقفزت في السنوات الـ7 الأخيرة الوظائف التي توفرها الشركات الصينية في الولايات المتحدة إلى 9 أضعاف لتصل إلى 140 ألف وظيفة في العام الماضي. وبنهاية 2016 استضافت جميع الولايات الـ50 الأمريكية و98 في المائة من مقاطعات الكونجرس عمليات للشركات الصينية.
ووفقا لما ذكره جون لينغ رئيس مجلس الدولة الأمريكي في الصين، أن المزيد والمزيد من الولايات في أمريكا سترفع من جهود التوظيف للمساعدة في الواقع على إبرام مشروع التصنيع الصيني المقبل. وأعرب عن اعتقاده بان هذا "سيعطي المزيد من الدعم" لإقامة علاقات ثنائية صحية.
وعلى الرغم من التقدم الملموس المتحقق، فإن هناك مجالا كبيرا لتوسيع بصمات المستثمرين الصينيين في الولايات المتحدة.
ومع تحول الصين من الاقتصاد القائم على التصدير إلى اقتصاد يقوده الإنفاق الاستهلاكي والخدمات، بدأ المستثمرون الصينيون في تحويل صناعاتهم المستهدفة في الولايات المتحدة بعيدا عن صناعات الطاقة والعقارات التقليدية إلى خدمات المستهلكين وقطاع التكنولوجيا الفائقة.
ووفقا للتقرير المشترك، ركز أكثر من 90 في المائة من الاستثمار الأجنبي الصيني المباشر بالولايات المتحدة على الخدمات والتصنيع المتقدم في 2016.
وتضرب شركة تشيلو الصينية للأدوية أحدث مثال. حيث استثمرت الشركة أكثر من 40 مليون دولار أمريكي لفتح مركز للابتكار وتوسيع نطاق تواجدها التجاري في بوسطن، مركز الابتكار الصيدلي في الولايات المتحدة.
وأشاد عمدة بوسطن مارتن والش بشركة تشيلو التي تساعد على تعزيز سمعة المدينة كبطل عالمي لبحوث تنمية علوم الحياة.
وكما يمكن لتشيلو الاستفادة من موارد البحث والتطوير الغنية في بوسطن لرفع مستوى خليط منتجاتها، فإنه يساعدها أيضا على تحويل أحدث الأفكار إلى واقع ملموس في أكبر سوق استهلاكية في العالم.
ويتيح إعادة التوازن الكبير للاقتصاد الصيني فرصة تاريخية لتوسيع الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة. كما أن فهم هذه الإمكانات الكبيرة سيساعد على خلق علاقات بين الصين والولايات المتحدة بناءة في القرن الـ21.