صنعاء 12 أبريل 2017 /قوبل قرار أصدرته محكمة تديرها جماعة الحوثي في اليمن اليوم (الأربعاء) قضى بإعدام صحفي يمني بادانات واسعة.
وأصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة "أمن الدولة" بصنعاء التي تديرها جماعة الحوثي حكما بالإعدام على الصحفي يحيى عبدالرقيب الجبيحي، بتهمة التخابر مع دولة أجنبية.
ورفض قاضي المحكمة الترافع في القضية وأصدر حكمه بشكل متسرع بشأن الصحفي، فيما كان الجبيحي ضمن المشمولين بالعفو من قبل اللجنة التي شكلها الحوثيون للإفراج عن عدد من المعتقلين إلا أن القاضي رفض كذلك استلام مذكرة من اللجنة للإفراج عنه.
وقال مصدر قضائي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن محامي الصحفي الجبيحي "عبدالرحمن البكاري"، حاول الترافع في الجلسة إلا ان القاضي رفض ترافعه في الجلسة.
وبحسب المصدر فان البكاري استأنف الحكم الذي أصدره القاضي بحق الصحفي الجبيحي.
ورفضت نقابة الصحفيين اليمنيين حكم الإعدام "غير الدستوري" متهمة الحوثيين بإعادة اليمن الى العهود الشموالية الاستبدادية.
وقال بيان للنقابة، حصلت وكالة انباء ((شينخوا)) على نسخة منه، إنها تدين حكم الإعدام التعسفي الذي اصدرته محكمة أمن الدولة بصنعاء بحق الصحفي يحيى الجبيحي في ثاني جلسات محاكمته.
وأوضحت النقابة " ان المحكمة رفضت السماح للزميل الجبيحي ولمحامية من حق الدفاع ".
واستنكرت النقابة "بشدة هذا الحكم غير الدستوري والقانوني والمعبر عن سلطة الأمر الواقع التي استهدفت كل مقومات الحريات الاعلامية والصحفية واعادت اليمن الى العهود الشمولية والاستبدادية، وادت الى نشر الخوف والرعب في اوساط الصحفيين".
ودعت نقابة الصحفيين اليمنيين، كافة المنظمات الحقوقية المحلية والدولية المعنية بحريات الرأي والتعبير التضامن مع الزميل ورفض هذا الحكم والعمل على ايقاف العنف المتزايد تجاه الصحافة والصحفيين.
كما وقوبل صدرو حكم الإعدام بموجة ادانات واسعة في الأوسط الإعلامية اليمنية.
وغرد المئات من الصحفيين والناشطين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هشتاج "الحرية للصحفي يحي الجبيحي".
وطالب هؤلاء الحوثيين وحلفائهم بالافراج عن الصحفي الجبيحي و16 صحفيا اخرين معتقلين لدى الجماعة.
وفي السياق ذاته، دانت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، هذه المحاكمة واعتبرتها انتهاكا كبيرا يضاف الى سجل الحوثيين الحافل بالانتهاكات.
وقالت كرمان في بيان، بثته على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك)، إن الحكم بالإعدام الذي اصدرته ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح - الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح- على الصحفي يحيى الجبيحي انتهاك كبير جديد تضيفه الميليشيا الفاشية الى سجلها الحافل بانتهاكات لاحصر لها بحق اليمنيين.
وأضافت " ان الحوثيين وصالح نفذوا انتهاكات مريعة كانت حرية الصحافة والوسط الصحفي أهم وأول ضحاياها".
واشارات الى انه تم اغلاق كافة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ووسائل الاعلام الالكتروني وتم قتل واخفاء حتى من يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت " ادين هذه الهمجية واحيي كفاح شعبنا من اجل الحرية وفي سبيل اسقاط هذا الفاشية".
وفي سبتمبر الماضي، اعتقل مسلحو جماعة الحوثي الصحفي الجبيحي، وهو في عقده الخامس، من منزله بصنعاء بعد أيام من اعتقال نجله حمزة والذي ما يزال كذلك رهن الاعتقال.
وقال مصدر في اسرة الصحفي الجبيحي، لوكالة انباء ((شينخوا))، انه وخلال فترة الاعتقال للثمانية الأشهر الماضية لم يتمكنوا من زيارته ، كما لم يسمح لهم بحضور جلسة المحكمة اليوم.
وأشار المصدر الى ان صحة والدهم تدهورت بسبب الاعتقال في سجن الامن القومي بصنعاء.
ودعا المصدر جميع الصحفيين والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية الى الضغط على الحوثيين الى الافراج عن الصحفي الجبيحي، ورفض هذه المحاكمة الهزلية والغير قانونية.
وكان يشغل الجبيحي خلال السنوات الأخيرة منصب مدير دائرة الإعلام في رئاسة الوزراء وهو كاتب في عدد من وسائل الإعلام اليمنية، وما يزال 16 صحفيا يقبعون في سجون الحوثيين.
وعمل الجبيحي أستاذا في كلية الاعلام بجامعة صنعاء وتتلمذ على يديه العديد من الكوادر الإعلامية والصحفية اليمنية.