تقرير إخباري: منع منسق الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة من دخول مدينة تعز المحاصرة

صنعاء 28 فبراير /منع الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، اليوم (الثلاثاء) منسق الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة الطارئة ستيفن أوبراين، من دخول مدينة تعز المحاصرة جنوب صنعاء، حسب ما ذكرت مصادر متطابقة.

وذكر مكتب الأمم المتحدة باليمن في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه اليوم أن نقطة تفتيش واقعة على الجبهة في محافظة تعز منعت منسق الإغاثة الطارئة، ستيفن أوبراين، من الدخول إلى مدينة تعز.

وأضاف أنه "على الرغم من تلقي ضمانات بالمرور الآمن من جميع الأطراف لكافة مراحل الرحلة إلى مدينة تعز، إلا أن موكب أوبراين تعرض للمنع من المرور في نقطة التفتيش الأخيرة قبل عبور خط الجبهة قادماً من إب إلى مدينة تعز".

ويخضع الطريق الذي مر به المسؤول الأممي من العاصمة صنعاء إلى إب وصولا إلى تعز لسيطرة المسلحين الحوثيين وحلفائهم.

وإثر منعه عاد موكب المسؤول الأممي إلى "منطقة أكثر أمنا (..) للاستمرار في التفاوض للمرور مع السلطات المسيطرة على نقطة التفتيش الأخيرة دون جدوى"، حسب البيان.

وأعرب البيان عن خيبة أمل لدى أوبراين لإحباط جهوده الإنسانية الرامية إلى الوصول للسكان المحتاجين مرة أخرى من قبل أطراف النزاع.

ويعاني ملايين اليمنيين بشدة من انعدام الأمن الغذائي ويواجهون خطر المجاعة، حسب البيان.

وأكد أن " القلق يساور أوبراين إلى حد كبير حول المحنة الفظيعة ومستويات الاحتياجات الإنسانية الحادّة في تعز واليمن".

ولفت إلى عزم المسؤول الأممي على المضي والاستمرار في مهمته لمناصرة الأشخاص المتضررين في اليمن، ورصّ الموارد الضرورية لتوفير المساعدات والحماية المنقذة للأرواح.

ودعا البيان أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي، بما يشمل ضمان الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية دون عراقيل وفي أوقاتها.

وأعلن مصدر حكومي يمني في وقت سابق اليوم أن مسلحي جماعة الحوثي منعوا أوبراين، من دخول مدينة تعز.

وقال المصدر لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن المسلحين الحوثيين أطلقوا النار في الهواء بمنطقة غراب المدخل الغربي الرئيسي لتعز، ومنعوا وفد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من دخول" المدينة الواقعة على بعد (256 كلم جنوب صنعاء).

وتابع أن المسؤول الأممي عاد إلى مدينة اب الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وكانت قيادة السلطة المحلية في تعز في انتظار دخول المسؤول الأممي لعقد اجتماع ثم قيامه بزيارات ميدانية إلى عدد من المرافق الصحية المدمرة بالمدينة، حسب المصدر.

وتشهد مدينة تعز معارك مستمرة بين القوات الحكومية والحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، منذ أبريل من العام 2015.

ويحاصر الحوثيون تعز من ثلاث جهات، إذ يسيطرون على منافذها الغربية والشرقية والشمالية.

ونددت الحكومة اليمنية بمنع الحوثيين للمسؤول الأممي من دخول تعز.

وقالت الحكومة في بيان "إن إصرار المليشيا الانقلابية على عدم دخول الوفد الأممي إلى تعز يهدف إلى منع وصول حقيقة ما يجري في هذه المدينة من حرب حاقدة وحصار خانق وحالات نزوح جماعي وتشريد واستهداف المنشآت الخدمية والأحياء السكانية إلى العالم".

واعتبرت أنها "جريمة أخرى تضاف إلى سجل الجرائم المتعاقبة التي يرتكبها مسلحو الحوثي وصالح بحق مدينة تعز والمدنيين فيها وفي جميع أنحاء اليمن".

وأوضحت أن منع أوبراين جاء رغم "الاتفاق على آلية لوصول الوفد الأممي إلى داخل مدينة تعز وتأمينه".

وناشدت الحكومة اليمنية، الأمم المتحدة اتخاذ إجراءات رادعة ضد الحوثيين وحلفائهم، معتبرة أن استخدام القوة حتى في وجه الأمم المتحدة وفرض قيود على حرية تحركات الوفد الأممي يعد "استهتارا واضحا بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة".

كما دعت المجتمع الدولي إلى وقفة جادة لإيقاف تمادي هذه المليشيا، وضرورة تمكين وفد الأمين العام المساعد من دخول مدينة تعز على الفور.

واتهمت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الحكومة، الحوثيين وحلفاءهم "باستهداف موكب أوبراين" بهدف "عدم تمكينه من الإطلاع عن قرب على حقيقة الأوضاع المأساوية" في تعز.

في المقابل، قالت جماعة الحوثي إن أوبراين، التقى عبده الجندي محافظ تعز المعين من قبل الحوثيين، وناقش معه الأوضاع الإنسانية في المدينة، دون أن تحدد مكان اللقاء.

ويحاصر الحوثيون تعز من ثلاث جهات، إذ يسيطرون على منافذها الغربية والشرقية والشمالية.

وكان أوبراين قد زار أمس الإثنين صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين وحلفائهم منذ سبتمبر من العام 2014.

ويقوم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منذ الأحد بزيارة لليمن بدأها في عدن لبحث الأوضاع الإنسانية في البلاد، التي تشهد حربا منذ قرابة عامين.

والتقى أوبراين خلال زيارته إلى عدن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة أحمد بن دغر، وعدد من المسؤولين في الحكومة.

وتتخذ حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، من عدن جنوب اليمن "عاصمة مؤقتة" للبلاد في ظل سيطرة الحوثيين على صنعاء.

ويشهد اليمن نزاعا دمويا منذ نحو عامين بين القوات الموالية للحكومة مسنودة بتحالف عربي تقوده السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

وخلفت الحرب أوضاعا صعبة في كافة مناحي الحياة، فيما تشير تقديرات إلى أن 18 مليون يمني بحاجة للمساعدة منهم أكثر من ثلاثة ملايين نازح.