تونس 5 أبريل 2017 / حذرت تونس اليوم (الأربعاء) الدول العربية من خطورة مسألة عودة المقاتلين من بؤر التوتر، داعية إلى ضرورة الاستعداد المحكم للتعامل مع هؤلاء من كافة الجوانب.
وقال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في كلمة ألقاها عنه بالنيابة وزير الداخلية الهادي مجدوب خلال الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر 34 لوزراء الداخلية العرب الذي بدأت أعماله اليوم بتونس، إن الوضع الدولي والإقليمي الذي يُعقد في إطاره هذا المؤتمر "متوتر ويتسم بتزايد وتيرة التهديدات واستفحال الأزمات في عدد من دول المنطقة، مما خلق بيئة ملائمة لتنامي الجريمة المنظمة وتوثيق التحالف مع الإرهاب".
وأكد في هذا السياق ضرورة "الوعي بالخطر الذي تمثله مسألة عودة المقاتلين من بؤر التوتر، وحتمية الاستعداد بشكل محكم للتعامل مع هؤلاء من كافة الجوانب".
وتلقي مسألة عودة المقاتلين من بؤر التوتر مع تنامي هزائم التنظيمات المتطرفة في سوريا وليبيا والعراق، بظلال كثيفة في الدول العربية، وخاصة منها تونس التي لا تُخفي قلقها من هذه المسألة.
وتؤكد تقارير دولية أن تونس باتت تتصدر قائمة الدول المصدرة للإرهابيين للتنظيمات الناشطة في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
وقدر فريق عمل تابع لمفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، كُلف بمتابعة ملف المقاتلين في بؤر التوتر، عدد التونسيين الملتحقين بمنظمات إرهابية في سوريا وليبيا والعراق ومالي واليمن، بأنه بين 5300 و5800، وذلك وفق تقرير صادر في شهر يوليو 2015.
وعلى وقع هذه التهديدات، أكد الرئيس التونسي في كلمته ضرورة تكثيف التعاون وتنسيق البرامج والخطط بين الدول العربية، "لتعزيز الآليات الكفيلة لمجابهة التحديات المطروحة التي من بينها التهديدات الإرهابية التي تتربص بالمنطقة".
واعتبر أن القضاء على هذه الآفة لا يمكن أن يتم إلا في إطار عربي مشترك، لافتا إلى أن هذا الواقع يملي على الجميع توفير كافة الإمكانيات والطاقات المتاحة للتوقي من التهديدات القائمة خاصة المتعلقة بالإرهاب.
وشدد على أن "المسألة تستوجب تشخيصا دقيقا لهذه المخاطر، بتحديد أسبابها وفهم خصائصها وحصر كل امتداداتها وأهدافها ورصد تحالفاتها وتطوراتها، بما يساعد على تحيين وتطوير استراتيجيات الدول العربية المعتمدة في هذا المجال بصفة فعالة".
من جهة أخرى، دعا الرئيس التونسي إلى "مزيد تنسيق الجهود وتبادل المعلومات والخبرات وتطوير الكفاءات الضرورية بين مختلف الدول العربية للتحكم في شبكات الإنترنت وإفشال سعي الجماعات الإرهابية لنشر التطرف".
وقال إن "المعالجة الأمنية لا تمثل الحل الوحيد للتصدي لهذه الآفة"، موضحا أنه "مهما بلغ حجم إمكانيات الدول يصعب عليها التصدي بصفة أحادية لخطر الإرهاب، لذلك فإن مواجهة هذه الآفة تقتضي ضرورة تكاتف الجهود وتطوير العمل المشترك لبلوغ أعلى درجات التنسيق بين الدول".
ودعا السبسي إلى ضرورة "تحصين المجتمعات العربية، وخاصة الفئات الشبابية، ضد تأثيرات التيارات الدينية المتطرفة وخطر الإنحراف بتعاليم الدين الإسلامي، مع التركيز على معالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتنموية".
وبدأت أعمال الدورة 34 للمؤتمر السنوي لوزراء الداخلية العرب اليوم في تونس لتتواصل على مدى يومين، بمشاركة وزراء داخلية الدول العربية، والعديد من المنظمات الإقليمية والدولية، وذلك لبحث ومناقشة جملة من المسائل لتعزيز التعاون العربي في المجال الأمني.