نيويورك 4 أبريل 2017 / قال دبلوماسي أمريكي مخضرم إن علاقة صينية -أمريكية سليمة تجسد التعاون متكافئ الكسب تعود بالنفع على الشعبين الصيني والأمريكي وتعتبر بمثابة "حجر أساس" وعنصر أساسي للاستقرار العالمي.
وقال روبرت هورماتس، نائب رئيس مؤسسة كيسنغر أسوشيتس، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء الصين الجديدة ((شينخوا)) في مكتبه بنيويورك، "هناك تقليد طويل من نيكسون إلى ريغان وكلينتون إلى بوش وأوباما من العلاقات التعاونية القوية بين الولايات المتحدة والصين".
وأضاف "أحد الأمور الرائعة حول العلاقات الصينية-الأمريكية هي أن السياسة الأمريكية لم تكن حزبية-- الجمهوريون في عهد نيكسون لم يختلفوا كثيرا عن الديمقراطيين في عهد كارتر، وكانت آراء بوش وأوباما متشابهة جدا". وتابع " عندما تنظر إلى الأمر، فإنه لم يكن حزبيا، ولا يجب أن يكون".
وشارك الدبلوماسي والاقتصادي المخضرم البالغ من العمر 73 عاما في عملية ذوبان وتطبيع العلاقات الصينية-الأمريكية في السبيعينات في عهد إدارة ريتشارد نيكسون وخدم أيضا مستشارا كبيرا لهنري كيسنغر وبرينت سكوكروفت وزبيغنيو برزينسكي وجميع الأسماء الكبيرة التي ارتبطت بشكل وثيق بالدبلوماسية الأمريكية تجاه الصين في العقود الماضية.
ويرى هورماتس أن الولايات المتحدة والصين باعتبارهما قوتين رئيسيتين وأكبر اقتصادين في العالم لديهما "مصالح مشتركة قوية جدا" في العديد من المجالات، و"من الصعب جدا أن نرى تقدما حقيقيا يتحقق على صعيد الكثير من القضايا العالمية المهمة بدون عمل البلدين معا".
وأكد أن "الحفاظ على علاقة سليمة كحجر زاوية في السياسة الأمريكية والسياسة الصينية على ما أعتقد كان مهما ويجب أن يظل مهما".
وأشار هورماتس إلى أنه في ضوء التقلبات التي شهدتها العلاقات الثنائية لا يعني التعاون أن الجانبين سيتفقان على كل قضية أو لن تكون هناك مجالات للنزاع.
على سبيل المثال، القضايا التجارية "قائمة منذ أن كنت في الحكومة"، لكن "السؤال هو: نحلها بطريقة بناءة أم بطريقة غير بناءة؟"
ووفقا للدبلوماسي المخضرم، فإن الدرس الذي تم تعلمه من أوائل السبعينات هو أن الوقت قد حان، ثم الآن، لهاتين الدولتين الكبيرتين " للعمل معا وإيجاد الحلول التي تعود بالنفع على الجانبين وبالنفع على العالم أيضا، على الرغم من عدم وجود حلول قد تكون سهلة وسريعة".
وبالنسبة للبعض الذين يبشرون بنظرية " احتواء الصين" للحفاظ على الهيمنة الأمريكية على العالم، علق هورماتس قائلا أن "عقول هؤلاء ما زالت من القرن الماضي إلى حد ما".
وأضاف "أعلم أن هذا النوع من السياسة لن ينجح وأعرف أيضا من تجربتي أن ذلك ليس له أي معنى"، مشيرا إلى أن الصين اليوم بقوتها الاقتصادية المتصاعدة تلعب دورا أكثر وأكثر أهمية في تعزيز الرخاء والاستقرار في جميع أنحاء العالم.
وتابع "أعتقد أن الفكرة يجب أن تكون فكرة تعاون ومشاركة وإيجاد ظروف مربحة للجانبين. العمل مع الصين هو الجواب الصحيح".
وفيما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق المبادرة التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ لتعزيز التجارة والاستثمار وتطوير البنية التحتية في آسيا وأوروبا وإفريقيا، قال هورماتس إنها "شاملة جدا" و"حالمة جدا" و" مهمة تاريخيا".
بدلا من عزل نفسها عن المبادرة المقترحة من قبل الصين، يجب أن تجد الولايات المتحدة طرقا للعمل مع الصين في هذا الشأن، حسبما نصح هورماتش.
وبخصوص اللقاء المرتقب بين زعيمي البلدين في فلوريدا، قال هورماتس إنه يعتقد أن مثل هذا الاجتماع المبكر الذي سيعقد بعد شهرين ونصف تقريبا من تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، لن يخدم البلدين فحسب، وإنما سيخدم أيضا " المصالح متعددة الأطراف".
وقال " من المهم حقا للزعيمين تطوير "كيمياء شخصية جيدة" ومراجعة مختلف القضايا على الأجندة الصينية-الأمريكية.
وتابع أن نجاح الاجتماع من شأنه أن يبعث برسالة علنا مفادها أن البلدين لن ينخرطا " في علاقة عدائية" وسوف يعملان معا لحل المشاكل من "خلال الحوار البناء".
كما اقترح على الإدارة الأمريكية الجديدة التحرك بسرعة لتبني سياسة واضحة طويلة أو متوسطة الأمد تجاه الصين، على أن تكون " سياسة مدروسة".