بكين 23 مارس 2017 /قالت هوا تشون يينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية يوم الأربعاء، إنه عندما يتعلق الأمر بشؤون الشرق الأوسط ، فإن الصين لم تكن أبدا مجرد متفرج ، بل إنها دائما ما تساهم بنشاط فى السلام والاستقرار فى المنطقة.
وأضافت هوا في مؤتمر صحفي يومي ردا على سؤال حول سبب مشاركة الصين بنشاط فى شؤون الشرق الاوسط ، إن الصين دائما تتمسك بموقف موضوعي ونزيه، كما أنها لعبت دورا بناء في تعزيز إيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية-الإسرائيلية والقضية النووية الإيرانية والقضية السورية.
وذكرت هوا أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد زارا الصين مؤخرا، مشيرة إلى أنه خلال الزيارتين توصلت كلتا الدولتين إلى توافق هام في الآراء مع الصين حول تعميق التعاون البراجماتي فى مختلف المجالات وكانت النتائج مثمرة.
وأكدت هوا أن الصين تأمل في تعزيز مبادرة الحزام والطريق مع الدول الواقعة على الطرق بما فيها دول الشرق الأوسط .
واتفق الرئيس الصيني شي جين بينغ والعاهل السعودي على أن تقوم الدولتين بزيادة التعاون فى كل المجالات ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة الى الأمام .
وفي محادثاتهما التي جرت يوم 16 من الشهر الجاري في بكين ،استذكر الرئيس شي زيارته إلى المملكة العربية السعودية العام الماضي، والت توصل خلالها الى اتفاق مع الملك سلمان على دفع العلاقات الثنائية وتوطيد التعاون في الشؤون الدولية والإقليمية .
وقال الرئيس شي انه سعيد لتنفيذ التوافق من كلا الجانبين، مضيفا ان الصين تدعم المملكة العربية السعودية التي تتقدم على طريق التنمية المناسب لظروفها الوطنية وتحافظ على السيادة الوطنية والأمن ومصالحها التنموية وتقوم بدور أكبر في الشؤون الإقليمية والعالمية .
وأشار الرئيس شي إلى أن الصين تدعم المملكة العربية السعودية في خطتها " رؤية السعودية 2030 "، وترحب بأن تصبح شريكا في مبادرة الحزام والطريق .
وأكد الرئيس شي على أن الصين سوق موثوق ومستقر لنفط المملكة العربية السعودية داعيا إلى تعاون أوثق فى مجالات مثل الطاقة والاتصالات والطيران والمالية والاستثمار والثقافة والتعليم والصحة العامة والتكنولوجيا والسياحة والإعلام والأمن .
وقال الرئيس شي إن الصين والدول الاسلامية تحترم بعضهما بعضا وتقدم مثالا للتعايش المتناغم بين الحضارات، مضيفا أنه فيما يتعلق بشؤون الشرق الأوسط ، فإن الصين تؤيد احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية .
وأشار الرئيس شي إلى أن الصين تدعم حل النزاعات عن طريق الحوار وتخفيف حدة التوترات الخاصة بالقضايا الساخنة وافساح المجال للدور المحورى للأمم المتحدة وزيادة الاهتمام برأي المنظمات الاقليمية ودول المنطقة، مؤكدا أن حل كثير من القضايا فى الشرق الأوسط يكمن فى التنمية .
وقال إن الصين تأمل فى تعزيز مبادرة الحزام والطريق مع الدول الواقعة على طول الحزام والطريق بما فى ذلك دول منطقة الشرق الأوسط.
أما الملك سلمان فأعرب عن تمسكه بسياسة الصين الواحدة وتعهد بتعزيز التعاون مع الصين فى مجالات التجارة والاستثمار والمالية والطاقة من اجل الارتقاء بشراكتهما الاستراتيجية الشاملة.
وأضاف ان المملكة العربية السعودية تقدر كثيرا موقف الصين بعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الاخرى وحل النزاعات عن طريق الحوار والوسائل السلمية، معربا عن تقديره لدور الصين فى الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وأمله بأن تلعب الصين دورا أكبر فى شؤون الشرق الاوسط .
وفى أعقاب محادثاتهما شهد زعيما الدولتين التوقيع على اتفاقيات تعاونية فى التجارة والاقتصاد والطاقة والقدرة الإنتاجية والثقافة والتعليم والتكنولوجيا .
وفي السياق ذاته، أعلن الرئيس شي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بكين يوم 21 الجاري عن شراكة ابتكارية شاملة بين البلدين.
وأشاد الرئيس شي خلال الاجتماع بالتقدم الحاصل فى العلاقات الثنائية بين البلدين منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية قبل 25 عاما، مضيفا ان التعاون الابتكاري سهل النمو المستدام للعلاقات الشاملة.
وقال الرئيس شي ان اقامة الشراكة ستعزز التعاون الابتكاري وتمنح مزيدا من النفع للشعبين.
بدوره أعرب نتانياهو عن التزام بلاده بسياسة "صين واحدة"، وحث على استغلال فرصة الشراكة الجديدة من أجل تعزيز التعاون في مجالات مثل الطاقة النظيفة والزراعة والاستثمار والتمويل والخدمات الصحية.
ووفقا للبيان المشترك الصادر يوم الثلاثاء، فقد اتفق البلدان على تبادلات أوثق بين الشباب فى مجال التكنولوجيا، والتعاون في مجال المختبرات المشتركة ، ومركز دولي لنقل التكنولوجيا، ومجمع ابتكاري ومركز تعاون ابتكاري.
وتتوقع الصين واسرائيل تعاونا أوثق في مجال السيطرة على تلوث الهواء وادارة المخلفات ومراقبة البيئة والحفاظ على المياه وتنقيتها، علاوة على مجالات التكنولوجيا الفائقة، حسبما أفاد البيان.
ودعا الرئيس شي البلدين الى تعزيز الاتصال السياسي والدمج بين استراتيجيات التنمية وتعزيز التعاون في مجالات رئيسية مثل موارد المياه والزراعة والرعاية الطبية والطاقة النظيفة.
وقال الرئيس شي إن "وجود شرق أوسط سلمي ومستقر ومتطور يلاقي المصالح المشتركة لجميع الاطراف بما فيها الصين واسرائيل."
وقال الرئيس شي ان القضية الاسرائيلية-الفلسطينية لها آثار طويلة الاجل وعميقة على وضع الشرق الأوسط ، مضيفا ان الصين تقدر تبني اسرائيل حل الدولتين.
من جانبه، قال نتانياهو ان اسرائيل معجبة بتاريخ الصين وانجازاتها ودورها في المجتمع الدولي الراهن .
وأوضح ان اسرائيل تأمل في ان تشارك في مبادرة الحزام والطريق، مضيفا ان بلاده تتطلع إلى دور أكبر للصين في شؤون الشرق الأوسط.