تعليق: توسيع المستوطنات يثير الخلافات الأمريكية الاسرائيلية

أعلنت إسرائيل يوم 2 فبراير الجاري عن أنها ستبني مستوطنة جديدة في الضفة الغربية في قرار هو الأول منذ ما يقرب من 20 عاما بهدف إسكان 5500 مستوطن. وقد اعلنت اسرائيل عن توسيع بناء احياء استيطانية ثلاث مرات منذ تولى ترامب الرئاسة الامريكية 20 يناير الجاري.

ترامب يقف مع اسرائيل دائما بشأن توسيع المستوطنات، لكنه انتقد بشكل نادر في يوم 2 فبراير الجاري لما اعلنته الحكومة الاسرائيلية عن توسيع المستوطنات. وفي نفس اليوم، قال سبايسر المتحدث باسم البيت الابيض في بيان:" أن الولايات المتحدة لا تظن أن وجود المستوطنات يشكل عائقا أمام تحقيق السلام في المنطقة، ولكن بناء مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات القائمة خارج حدودها الحالية قد لا يكون مفيدا في تحقيق هذا الهدف".

وقال بيان البيت الأبيض أيضا، أن التطلعات الامريكية تجاه السلام الاسرائيلي الفلسطيني لم يتغير على مدى السنوات ال 50 الماضية، ويتطلع ترامب الى تحقيق السلام في الشرق الاوسط. وعلى اسرائيل أن تتخذ القرار بعد زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة يوم 15 فبراير الجاري، والتقاء مع ترامب. وقال سبايسر إن "إدارة ترامب لم تحدد موقفا رسميا حول النشاط الاستيطاني وتتطلع إلى استمرار المناقشات. ويتفق الرأي العام على أن هذا تحذير ضمني لاسرائيل التي دعمت ترامب في الانتخابات بقوة.

وذكرت"واشنطن بوست"، أن حكومة ترامب لا تريد تعقيد المسألة قبل الالتقاء المنتظر بين ترامب ونتنياهو يوم 15 فبراير، لان ترامب بحاجة الى وقت كافي لتطوير شامل للسياسية حول الاسرائيلية الفلسطينية والشرق الاوسط.

وذكر محللون في وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، أن منذ توليه منصبه يتباطئ ترامب في تنفيذ والوعود الانتخابية لاسرائيل. ومن الواضح أن حكومة ترامب أدركت أن الدعم الاعمى لاسرائيل على حساب مصالحها في الدول العربية ليس الحل الصحيح. وأن بيان البيت الابيض هذه المرة يبين عودة الولايات المتحدة الى سياستها الاصلية في " حل الدولتين".

وقال مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون يوم 3 فبراير الجاري خلال استعراض بيان البيت الابيض، أنه يبقى أن ننتظر ما هو أثر البيان الامريكي على خطة التوسع الاستيطاني، ولكن في الوقت الحالي، لا يرى الجانب الاسرائيلي أي تغير في سياسة الولايات المتحدة.

وبدعوة من ترامب، من المقرر أن يعقد الاخير ونتنياهو محادثات في واشنطن خلال زيارة الاخيرة الولايات المتحدة يوم 15 فبراير. ويعتقد المحللون أن قضية المستوطنات في الضفة الغربية، ونقل السفارة الامريكية في إسرائيل الى القدس الموضوعات الرئيسية التي ستناقش خلال الاجتماع.

وفي وقت سابق، تبادل ترامب ونتنياهو وجهات النظر حول عدد من القضايا خلال مكالمة هاتفية بينهما. ولقي نتنياهو دعم ترامب في القضية النووية الايرانية والعلاقات الودية بين اسرائيل والولايات المتحدة وغيرها من القضايا الاخرى، لكن الجدير بالاهتمام هو ما إذا كان توسيع المستوطنات الإسرائيلية على نطاق واسع يؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة الاسرائيلية.