ليما 5 فبراير 2017 / قال ماركو كاراسكو، وهو خبير اقتصادي بيروفي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتبع أسلوبا "تصادميا" في الإدارة، واصفا قراراته الأحادية بأنها "إجراءات سيئة".
ومع تمسكه بوعود حملته الانتخابية، أثبت ترامب استعداده على المضي وحده، حتى ولو يعني ذلك المضي ضد الإجماع العام.
ورغم مرور وقت قصير على توليه مهام منصبه، دفع ترامب الولايات المتحدة إلى شفا أزمة دستورية عن طريق خرق قوانين، وأثار قلق دول أخرى إثر تهديدات بحروب تجارية وتوغلات عسكرية.
وقال كاراسكو في مقابلة جرت مؤخرا مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "إنها إجراءات سيئة، بحسب رأيي، وعلى ما يبدو هي كذلك في رأي معظم الناس، حتى في واشنطن"، مضيفا "دعونا نأمل أن يتم تخفيف بعض الأمور".
وأضاف كاراسكو، الحائز على درجة الماجستير في الاقتصاد السلوكي من جامعة السوربون في باريس، أن "واحدة من الدول التي تعرضت لهجوم من قبل ترامب كانت المكسيك، إذ أنه إضافة إلى الجدار .. فإن هناك قضايا اقتصادية".
وتتحمل المكسيك، التي تشترك في الحدود مع الولايات المتحدة، وهي ثالث أكبر شريك تجاري لها، العبء الأكبر من عدائية ترامب حيال العولمة والتجارة الحرة، وتواجه احتمال أن تضطر إلى دفع كلفة تشييد جدار حدودي لا تريده في المقام الأول.
ولفت كاراسكو إلى أن أية تدابير تجارية عقابية من المرجح أن تستهدف بالدرجة الأولى مليارات الدولارات التي يقوم المكسيكيون الذين يعملون في الولايات المتحدة بإرسالها سنويا على شكل تحويلات مالية إلى بلادهم، إضافة إلى صناعة النفط في المكسيك، التي تصدر جزء كبير من إنتاجها إلى الولايات المتحدة.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن المكسيك وبيرو، من بين بلدان أخرى في أمريكا الوسطى، لديها أعداد كبيرة من المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، مضيفا أن فرض ضرائب على التحويلات المالية "ستمثل مشكلة بالنسبة لجميع بلدان أمريكا اللاتينية".
كما وضع ترامب بند إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا" - وهي اتفاق تجاري ثلاثي مضى على إبرامه 23 عاما بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا - على رأس جدول أعماله، قائلا إنه يريد تأمين شروط أفضل للصناعة والعمال في الولايات المتحدة.
وقال كاراسكو إن هدف ترامب يمكن أن يخلق متاعبا للمنتجين المكسيكيين، كونه "يضع عراقيل مختلفة أمام وصول المكسيك إلى السوق الأمريكية".
ومن المتوقع أن يقوم ترامب باتخاذ قرارات أحادية أخرى حيال اتفاقات دولية وقعتها الولايات المتحدة سابقا.
وتابع كاراسكو إن "الولايات المتحدة تريد المضي نحو تغيير هذه الأشياء (الاتفاقات) بشكل أحادي بغرض حماية عمالها، وذلك لأن قوة العمل الأمريكية كانت قد تأثرت بدخول عمالة أجنبية تتقاضى أجورا أقل".
وذكر الخبير الاقتصادي إن سياسات ترامب "ستجبر المكسيك على إعادة النظر حول درجة استفادتها من تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة .. بالتالي سوف تبدأ في البحث عن أسواق جديدة".
في الواقع، أعلنت المكسيك أنها ستعمل على تنويع أسواق التصدير لديها وتعزيز علاقاتها مع بقية دول أمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا.
واختتم كاراسكو بالقول "نظرا للتوقعات، فإن السوق الآسيوية تبرز كبديل".