تعليق: الفضيحة الدبلوماسية المناهضة للصين التى تقوم بها اليابان أمر جدير بالازدراء

بكين أول فبراير 2017 / أفاد تقرير نشر فى صحيفة ((صونداي تايمز)) أن عشرة آلاف جنيه كل شهر هو المبلغ الذى تدفعه السفارة اليابانية الى مركز فكرى بريطانى مقابل عمله من أجل إحداث إثارة عن التهديد الصينى والدعاية ضد العلاقات الصينية البريطانية.

وكممثل رسمى لدولة ذات سيادة فى بريطانيا، فإن عمل السفارة اليابانية، إذا ما ثبت انه حقيقى، يعد أمرا مفاجئا ويستحق الازدراء.

وفى هذه الفضيحة الدبلوماسية المزعومة، تعاقدت السفارة مع جمعية ((هنرى جاكسون)) المركز الفكرى اليمينى من أجل تشجيع السياسيين البريطانيين رفيعى المستوي والصحفيين من أجل "التعبير عن المعارضة لسياسة الصين الخارجية".

وثمة مثال حديث هو المقالة التى نشرت فى اغسطس 2016 حول التساؤل عن مشاركة الصين فى محطة ((هينكلى بوينت سى)) النووية فى بريطانيا. وأكد وزير الخارجية البريطانى السابق مالكولم ريفكيند ان المركز اقترح عليه وضع اسمه على المقالة.

إن الخوف من التنمية السريعة للصين وعلاقاتها القوية مع بريطانيا اعتبر الدافع الرئيسي وراء حملة السفارة اليابانية غير اللائقة ضد جارتها.

لكن هذه الخدعة لن تساعد اليابان التى يعانى اقتصادها، كما لن توقف علاقات الصين المتنامية مع الدول الغربية. انها تكشف فحسب عن خلل خطير فى الثقة الذاتية لطوكيو.

وفى الوقت نفسه فإن المرء لا يمكنه إلا أن يتساءل عن قيام سفارات يابانية أخرى تعمل فى برامج مشابهة لتلطيخ صورة الصين.

ومنذ فضح هذه المزاعم، فإن الحكومة اليابانية ووسائل الإعلام اليابانية أيضا والسفارة فى لندن قد اختارت البقاء صامتة.

والصمت فى هذه الحالة ليس ذهبا بحال من الأحوال. إنه على الأرجح يعنى الإحراج.

إن الخدعة التى قام بها المركز البريطانى لم تفلح. فقد وافقت الحكومة البريطانية على بدء العمل فى محطة ((هينكلى بوينت سى)). وإن تلك علامة على الثقة الثنائية فى "العصر الذهبى" للعلاقات مع الصين فى اعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى والالتزام المتبادل به.

وبالنسبة للمركز الفكرى الذى يشكل "قوة لتشكيل السياسات تقاتل من اجل مبادئ المجتمع الحر"، فإن تورطه فى هذه الخدعة المدفوعة بالمال يمثل لطمة على وجهه.