رام الله 3 فبراير 2017 / رحب مسئول فلسطيني اليوم (الجمعة)، بصدور أول موقف من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناهضة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، داعيا واشنطن إلى مزيد من المواقف الواضحة تجاه حل الدولتين.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن إعلان البيت الأمريكي موقفا يعتبر توسيع المستوطنات الأمريكية عرقلة لعملية السلام هو موقف مرحب به فلسطينيا ويتفق مع القانون الدولي وأسس عملية السلام.
وأضاف "لكن القيادة الفلسطينية تدعو دائما إلى الكف عن مجرد المواقف اللفظية والانتقال إلى مواقف جدية وعملية من الولايات المتحدة وغيرها من الأطراف الدولية الفاعلة للتأكيد على رؤية حل الدولتين ووقف الاستيطان المدمر لها".
وشدد مجدلاني على أن "كل أشكال الاستيطان الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 القائم حاليا وأي خطط لتوسيعها هي غير قانونية ومخالفة لكل الاتفاقيات وتقوض أي جهود دولية لتحقيق السلام في المنطقة".
وفي السياق ذاته، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات عقب لقائه عددا من المسئولين الدوليين منهم القنصل الأمريكي العام في القدس دونالد بلوم، أن الاستيطان الإسرائيلي "يرقى إلى جريمة حرب".
وطالب عريقات في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه المجتمع الدولي، بالعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2334) لعام 2016 الذي اعتبر الاستيطان بكافة أشكاله ومنذ العام 1967 مخالفة فاضحة للقانون الدولي وطالب الحكومة الإسرائيلية بوقف جميع النشاطات الاستيطانية وبما يشمل القدس الشرقية المحتلة.
ودعا عريقات، المدعية العامة الدولية للمحكمة الجنائية الدولية فاتوا بن سودا والمجلس القضائي في المحكمة الجنائية، إلى فتح تحقيق قضائي مع المسؤولين الإسرائيليين دون أي تأخير خاصة أن الفحص الأولي قد بدأ منذ عامين.
وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية الليلة الماضية، أن توسيع المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية خارج نطاقها الحالي "لا يساهم في المساعي الرامية إلى إحلال السلام مع الفلسطينيين".
وجاء في بيان أصدره البيت الأبيض، أنه "رغم أن المستوطنات القائمة لا تشكل عائقا أمام تحقيق السلام، إلا أن توسيعها وإقامة مستوطنات جديدة قد يشكلان خطوة غير بناءة لدفع مسيرة السلام".
وأكد البيان، أن ادارة ترامب "لم تتخذ موقفا رسميا بعد في قضية الاستيطان، وأن هذا الموضوع سيتم بحثه خلال الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن منتصف الشهر الحالي".
وتعقيبا على البيان الأمريكي قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، إنه غير راض عن ما جاء في البيان الأمريكي، غير أنه أضاف أن إسرائيل هي التي تحدد سياستها باعتبارها دولة ذات سيادة بحسب ما أوردت الإذاعة الإسرائيلية.
ونقلت الإذاعة عن دانون، أن فترة ولاية ترامب "ستكون أفضل بالنسبة لإسرائيل مما كنا قد شاهدناه خلال سنوات الثماني الماضية" في إشارة إلى ولايتي الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وأعلنت إسرائيل منذ مطلع العام الحالي عن خطط لبناء أكثر من ستة آلاف وحدة استيطانية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة بما فيها شرق القدس ما أثار تنديد فلسطيني واسع.
ويعد الاستيطان أبرز ملفات الخلاف بين الفلسطينيين وإسرائيل في ظل توقف مفاوضات السلام بينهما منذ نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم.
وسبق أن تبنى مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي قرارا بإدانة البناء الاستيطاني الإسرائيلي وطالب بوقفه بوصفه عقبة أمام حل الدولتين بتصويت 14 دولة لصالحه وامتناع الولايات المتحدة في نهاية ولاية أوباما عن التصويت.