رام الله 14 يناير 2017 /تستضيف موسكو يوم غد (الأحد) الفصائل الفلسطينية في ندوة لبحث الأوضاع الفلسطينية بما فيها ملف المصالحة وإنهاء حالة الإنقسام الداخلي.
وبدأ ممثلو 10 فصائل فلسطينية مشاركة في الندوة التي دعا لها معهد الاستشراق الروسي التابع لوزارة الخارجية الروسية في الوصول إلى موسكو اليوم (السبت).
وتضم الفصائل المشاركة، حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي وحزب الشعب الفلسطيني والمبادرة الفلسطينية والجبهات الشعبية والديمقراطية والنضال الشعبي والقيادة العامة والإتحاد الديمقراطي الفلسطيني (وفدا).
ورحب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمشارك في الندوة عن حركته عزام الأحمد في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، بالمشاركة في الندوة الروسية وإهتمام روسيا بالشأن الفلسطيني.
وقال الأحمد، إن دعوة الفصائل إلى الندوة كون روسيا مهتمة بالشأن الفلسطيني وإنهاء الانقسام الداخلي ومحاولتها لتقريب وجهات النظر، معربا عن أمله أن تساهم تلك الندوة في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الفلسطينية.
وبدأ الانقسام الفلسطيني الداخلي منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة حماس على قطاع غزة بالقوة بعد جولات اقتتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.
وفشلت عدة تفاهمات أغلبها برعاية عربية على مدار الأعوام الأخيرة في حل الخلافات بين حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحماس.
ومن المقرر أن تبدأ أولى جلسات الندوة التي تستمر على مدار ثلاثة أيام متواصلة يوم غد الأحد، على أن يلتقي ممثلي الفصائل الفلسطينية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد غد الاثنين.
وقال نائب الأمين العام لحزب فدا صالح رأفت والمشارك في الندوة لوكالة ((شينخوا))، إن ممثلي الفصائل الفلسطينية ستبحث مع الوزير لافروف كافة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بما فيها الإجراءات الإسرائيلية التي تدمر حل الدولتين على حدود عام 1967.
وأضاف صالح، أن ممثلي الفصائل ستطالب روسيا بدور رئيسي في ممارسة الضغط على إسرائيل من أجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية ووقف إستيطانها في الأراضي الفلسطينية وفق قرار مجلس الأمن الدولي الأخير 2334 الذي صدر في 23 ديسمبر الماضي.
وأردف صالح، سنطالب موسكو بثني الإدارة الأميركية الجديدة عن ما صدر عنها بشأن نقل سفارة بلادها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس الشرقية.
وكانت تصريحات صدرت مؤخرا عدة تصريحات عن مساعدي ترامب، بأن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس يشكل أولوية كبيرة لدى ترامب.
ويبذل الفلسطينيون جهودا جبارة مع عدة أطراف دولية بينها روسيا لمنع ترامب من القيام بتلك الخطوة في يوم تنصبه رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير القادم.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا نظيره الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إلى عدم نقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
وشرح عباس في رسالة بعثها إلى ترامب في وقت سابق، مخاطر نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، مطالبا إياه بعدم القيام بهذه الخطوة لما لها من آثار مدمرة على عملية السلام، وخيار حل الدولتين، وأمن واستقرار المنطقة، على اعتبار أن قرار سلطة الاحتلال (إسرائيل) بضم القدس الشرقية، لاغ وباطل، ومخالف للقانون الدولي.
كما بعث عباس، رسائل إلى رؤساء كل من روسيا، والصين، وفرنسا، والمستشارة الألمانية، ورئيسة وزراء بريطانيا، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، ورئاسة عدم الانحياز، وأمين عام الجامعة العربية، دعاهم فيها للعمل على بذل كل جهد ممكن لمنع القيام بخطوة نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس.
وقال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أحمد مجدلاني المشاركة بالندوة في تصريحات إذاعية، إن جدول أعمال الندوة مفتوح ليس فقط مقتصر على ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي وإنما سيتم بحث الشأن الفلسطيني بشكل عام والتطورات السياسية الراهنة.
وأضاف مجدلاني، أن هناك تطورات هامة حدثت منها قرار مجلس الأمن الدولي 2334 الأخير الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بالإضافة إلى المؤتمر الدولي المقرر عقده يوم غد الأحد في باريس.
وأشار إلى أن الفصائل، ستطالب روسيا أيضا باعتبارها دولة مشاركة في المؤتمر الدولي العمل على إنجاحه ووضع آليات لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإلزام إسرائيل بتنفيذها.
وأكد مجدلاني، على ضرورة تأكيد المؤتمر على حل الدولتين على حدود عام 1967 وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي تطبقا لقرارات الشرعية الدولية.
ومن المقرر أن يحضر المؤتمر 72 دولة على مستوى وزراء الخارجية وخمس منظمات دولية هي الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد الإفريقي دون تواجد الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وبحسب القائمون على المؤتمر، سيصدر البيان الختامي للمؤتمر في اليوم التالي، حيث سيؤكد على مبدأ حل الدولتين على حدود العام 1967.
وسبق أن استضافت باريس في 3 يونيو الماضي اجتماعا وزاريا دوليا شارك فيه 25 وزير خارجية دول بينهم 4 دول عربية بغرض التشاور لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل وعقد الاجتماع بناء على مبادرة أعلنتها فرنسا قبل ذلك بأشهر تستهدف عقد مؤتمر دولي يبحث إيجاد آلية دولية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي استنادا إلى رؤية حل الدولتين.
ورفضت إسرائيل المبادرة الفرنسية، وأعلنت تمسكها بخيار المفاوضات الثنائية مع الفلسطينيين لتحقيق السلام من دون شروط مسبقة.
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في النصف الأول من عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء النزاع المستمر بينهما منذ عدة عقود.