الجزائر 9 يناير 2017 /أجرى وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل اليوم (الإثنين) محادثات مع وفد من مجلس النواب الليبي تناولت آخر تطورات الوضع في ليبيا.
وقال بيان صادر عن الخارجية الجزائرية إن الجانبين بحثا "السبل والوسائل الكفيلة بتسريع وتيرة حل الأزمة الليبية من خلال دينامية حوار شامل ليبي-ليبي والمصالحة الوطنية، وذلك ضمانا للاستقرار والسلام وأمن هذا البلد الجار".
وأكد مساهل خلال المباحثات على موقف الجزائر المبدئي الداعي إلى "عدم التدخل في شؤون الغير لإيجاد حل سياسي للأزمة والتوفيق بين مواقف مختلف الأطراف الليبية".
ونقل البيان عن الوفد الليبي ترحيبه "بالجهود الكبيرة والمهمة" التي تبذلها الجزائر من أجل "تسهيل الحوار بين الأطراف الليبية والحوار بين الليبيين في إطار تفعيل الإتفاق السياسي ودعم المسار المقترح من الأمم المتحدة".
وتأتي هذه المباحثات بعد يومين فقط من زيارة للمبعوث الدولي إلى ليبيا مارتن كوبلر، إلى الجزائر دعا خلالها إلى تحقيق تقدم سياسي لإنهاء الصراع في هذا البلد خلال العام 2017.
كما تأتي ضمن سلسلة لقاءات تستضيفها الجزائر مع مسؤولين ليبيين من أجل تقريب الرؤى بين الفرقاء خلال ديسمبر الماضي ويناير الجاري، كان آخرها زيارة رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي عبد الرحمن السويحلي الأربعاء الماضي.
وقبلها قام رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج بزيارة للجزائر في 25 ديسمبر الماضي كانت الثالثة له خلال العام 2016، دعا خلالها كافة الأطراف الليبية "للجلوس إلى طاولة الحوار لحل مشاكلنا بأنفسنا بعيدا عن التدخلات الخارجية".
كما استقبل رئيس الوزراء الجزائري عبد الملك سلال في 18 ديسمبر الماضي المشير الليبي خليفة حفتر، وبحث معه تطورات الوضع في ليبيا.
وأعلنت الجزائر دعمها لحل سياسي للنزاع في ليبيا في إطار تطبيق الإتفاق السياسي المبرم بين الأطراف الليبية في 17 ديسمبر 2015 في الصخيرات بالمغرب من خلال حوار شامل ما بين الليبيين والمصالحة الوطنية للحفاظ على الوحدة والسلامة الترابية لليبيا وسيادتها وانسجامها الوطني ووضع حد نهائي للأزمة.
وتتقاسم الجزائر حدودا طويلة مع ليبيا، واستضافت جولات من الحوار الليبي لوضع حد للصراع في البلاد.
كما ترأس الجزائر لجنة تتكفل بمسائل الأمن أنشأتها مجموعة دول جوار ليبيا التي تأسست في العام 2014 وتضم أيضا مصر وليبيا وتونس والسودان وتشاد والنيجر.
وتعيش ليبيا أزمة وصراعا سياسيا وأمنيا خانقا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، حيث توجد حكومة وبرلمان في شرق البلاد تدعمها قوات تابعة للمشير خليفة حفتر في مواجهة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من المجتمع الدولي برئاسة فائز السراج في طرابلس.