الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: الإنترنت وسيلة جديدة للتدخل في السياسة الدولية

2017:01:03.16:43    حجم الخط    اطبع

بقلم لو تشوان ينغ، باحث مساعد في كلية دراسات الإدارة الدولية لمعهد دراسات الشؤون الدولية بشانغهاي

مازال الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو يستعد لمغادرة السلطة مصرّا على تدخل قراصنة الإنترنت الروسيين في الإنتخابات الأمريكية، وعلى هذا الأساس قام بتسليط عقوبات على روسيا، من بينها: طرد 35 دبلوماسيا روسيا، وإغلاق قنصليتين، وإدراج جهازين إستخباريين و3 شركات أمن إنترنت و4 شخصيات في قائمة العقوبات. وهو ما يعتبر إحدى أخطر "الإستفزازات" التي قامت بها أمريكا ضد روسيا منذ نهاية الحرب الباردة. لكن روسيا لم تلجأ إلى رد الفعل، وأكتفت بالسخرية من أوباما.

بالنظر من زاوية العلاقات بين القوى الكبرى، نجد أن ما قام به أوباما يعبر عن اللعبة السياسية بين الرؤساء الثلاث، أوباما، ترامب وبوتين. غير أن العقوبات ليست إلا جولة أولى، حيث دعا أوباما الأجهزة الإستخبارية إلى كشف مزيدا من "الادلة" للمواطنين، وتقديم تقرير مفصل إلى الكونغرس. وهو يهدف من خلال هذه الإجراءات إلى تسليط مزيدا من الضغوط على ترامب، وإستباقه في فرض العقوبات على روسيا، التي قد لايفرضها بعد توليه الحكم. أما الجولة الثانية، فستكون بين ترامب وبوتين، حيث يأمل بوتين أن يعالج العديد من القضايا التي لم ينجح في معالجتها مع ترامب. وبالنسبة لترامب، فإن الإعتراف بتدخل قراصنة الإنترنت الروس في الإنتخابات الأمريكية سيثير تشكيك في شرعية إنتخابه، وسيكون من الصعب عليه مواجهة الضغوط القوية من داخل الرأي العام الأمريكي.

أما بالنظر من زاوية الأمن الإلكتروني، فإن هذه الحادثة تمثل تصعيدا جديدا لصدام أمن الإنترنت. ومهما تكن الإجراءات التي سيتخذها ترامب في معالجة هذه القضية، فإن تبعتها على السياسة الدولية لن تختفي. وتكشف هذه الحادثة إتجاها مهما تنحوه السياسة الدولية في الوقت الحالي، وهو إستعمال الإنترنت في التأثير على السياسة الداخلية للدول الأخرى. حيث يمكن لقراصنة الإنترنت أن يمارسوا تأثيرا كبيرا على إتجاه وأحكام الرأي العام والتدخل في الأجندات السياسية.

كانت أمريكا دائما إحدى الدول "المهددة" لأمن الإنترنت العالمي، حيث أظهر مشروع "بريزم" نية الحكومة الأمريكية في التنصت على مختلف دول العالم، وإستعمال هذه المعلومات في أنشطة أمنية وسياسية تضر بمصالح الدول الأخرى. أما اليوم، فتظهر أمريكا في ثوب الضحية، وهو مايكشف إختلاف "حرب الإنترنت"، عن الحروب التقليدية.

سمعنا إلى حد الآن إدانة أمريكا لروسيا، لكن الأخيرى لم تعترف بعد ولن تعترف بها أبدا، وبقطع النظر عن صحة الإدعاء، فإن تدخل الإنترنت في السياسة قد بات حقيقة موضوعية في لعبة السياسية الدولية. وهذا لايعد خطرا أمنيا إلكترونيا فقط، ولا صراع إيديولويجي فحسب، بل تدخل مباشر في العملية السياسية داخل القوى الدولية الكبرى، الأمر الذي تجاوز المخيلة السياسية للكثير من الناس.

إجمالا، يمكن القول أن أمن الفضاء الإلكتروني يتطور نحو إتجاه غير معلوم، في الأثناء تتطور قدرات الدول القوية وأجهزتها الإستخبارية وأوساطها العسكرية في إستغلال الإنترنت. في حين تتجه الأوساط الدبلوماسية والإقتصادية التي كانت ممسكة بزمام النظام الدولي نحو التهميش، وفي الوقت الحالي، يجد الهيكل الأمني الدولي والنظام الداخلي لكل دولة نفسهما عاجزيْن عن إيقاف هذا الإتجاه، وهو مايمكن أن يمثل صدمة لإستقرار الأمن الدولي ونمو الإقتصاد العالمي، ويدفع مختلف الدول إلى سباق عسكري وإستخباري في المجال الإلكتروني.

يشهد العالم في الوقت الحالي، تغيرات واسعة وغير مسبوقة، وعلينا أن نتابع مختف هذه الأحداث بمزيد من الدقة والحذر.

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×