دمشق 8 يناير 2017 /قال الرئيس السوري بشار الأسد اليوم ( الأحد ) إن المرحلة المقبلة من الحرب في سوريا بعد تحرير مدينة حلب لن تكون سهلة نظرا للدعم الغربي المستمر للجماعات الإرهابية، وفقا لوكالة الانباء السورية ( سانا ) .
واعتبر الرئيس الأسد أن الانتصار الذي حققه الجيش السوري في حلب الشهر الماضي عن طريق السيطرة على كامل مدينة حلب من المجموعة المسلحة بأنه "محطة مهمة نحو الانتصار في الحرب المفروضة في سوريا."
ومع ذلك، توقع الرئيس أن المرحلة القادمة بعد حلب لن تكون سهلة " لأن القوى الغربية وكذلك أدواتهم والوكلاء في المنطقة يقومون بتقديم الدعم للمنظمات الإرهابية".
وأدلى الرئيس الأسد بهذه التصريحات خلال لقائه اليوم مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني .
وأكد الرئيس الأسد لضيفه أن " سوريا مستمرة وبمساعدة أصدقائها وفي مقدمتهم إيران وروسيا بالقيام بكل ما من شأنه أن يوفر الأرضية الملائمة لإيجاد حل يتمكن السوريون من خلاله من تقرير مستقبل بلادهم دون أي تدخل خارجي.
من جانبه، هنأ شمخاني الرئيس الأسد والشعب السوري بالإنجاز الذي تحقق في حلب ، مشددا على أن إيران لن تدخر جهدا في تعزيز صمود السوريين لأنها تعتبر أن إلحاق الهزيمة بالمخطط الإرهابي وداعميه قضية مصيرية ليس لسوريا فحسب بل لجميع شعوب المنطقة الراغبة باستعادة الأمن والسلام ورسم مستقبلها.
وبدأ منذ أقل من 10 أيام سريان وقف إطلاق نار شامل في الأراضي السورية، بموجب اتفاق تم التوصل إليه برعاية روسية تركية, وذلك بعد تبني مجلس الأمن الدولي بالإجماع مشروع القرار الذي أعدته روسيا لدعم اتفاقات الهدنة في سوريا وإطلاق العملية السياسية لتسوية الأزمة التي تمر بها البلاد.
ولفت شمخاني إلى دور اللاعبين الرئيسيين في الأزمة السورية، وان بعض البلدان ادركت ضرورة تغيير سياساتها غير البناءة في سوريا لذلك اختارت سبلا جديدة واستطاعت معالجة اخطاءها السابقة الى حد ما.
وأكد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني على ضرورة تفعيل الطاقات الدولية الرامية لتنمية ايصال المساعدات الانسانية الى الشعب السوري والمشاركة في اعادة الاعمار والبنى التحتية بهذا البلد.
ورفعت إيران الزيارات الدبلوماسية لسوريا في الآونة الأخيرة، حيث التقى علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الايراني يوم الخميس الماضي مسؤولين سوريين ، كما زار مسؤولون في وزارة الخارجية السورية طهران في الفترة نفسها .
وتهدف الجولات المكوكية للمسؤولين في كلا البلدين لتنسيق المواقف بين كل من الحلفاء قبل محادثات الاستانة التي تم الاتفاق عليها بين روسيا تركيا في 23 من الشهر الجاري.
وقال بروجردي خلال زيارته الأخيرة إلى سوريا أن بلاده تدعم المحادثات بين سوريا في أستانا، والذي من المتوقع أن تضم ممثلي الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة المسلحة للمرة الأولى .
ويشار إلى أن الاجتماعات السابقة كلها آلت بالفشل ، لكن هناك توقعات كبيرة بأن المحادثات القادمة في استانا جزء من الحل السياسي بحسب محللين سياسيين في سوريا .
وفي سياق متصل قال الرئيس الأسد في مقابلة مع "آر تي ال" وإذاعة وتلفزيون "فرانس إنفو" سيتم بثها يوم غد "الاثنين" كاملة، في رده على سؤال "هل كان قصف شرق حلب هو الحل الوحيد لاستعادة السيطرة على المدينة"، إن " كلّ حرب تنطوي على دمار وعلى القتل، ولذلك فكلّ حرب سيئة.. حتى لو كانت لسبب جيد أو نبيل وهو الدفاع عن وطنك، فهي تبقى سيئة لهذا فهي ليست حلاً، لو كان هناك أي حل آخر".
وتابع الأسد متسائلاً " كيف يُمكنك تحرير المدنيين في تلك المناطق من الإرهابيين؟ هل من الأفضل تركهم تحت سيطرتهم وقمعهم، وتركهم لقدر يحدده أولئك الإرهابيون بقطع الرؤوس، والقتل، وكلّ شيء في ظل عدم وجود دولة؟ هل هذا دور الدولة ، أن تجلس وتراقب؟ عليك أن تحررهم، وهذا هو الثمن أحياناً لكن في النهاية يتمّ تحرير الناس من الإرهابيين. هذا هو السؤال الآن: هل تحرروا أم لا؟ إذا كان الجواب بنعم، فإن هذا ما ينبغي أن نفعله".