دمشق 19 ديسمبر 2016 / لجأ عشرات المدنيين الذين مازالوا في الاحياء الشرقية التي يسيطر عليها المسلحون اليوم (الاثنين) إلى عناصر الجيش السوري قرب جسر الراموسة جنوب حلب، رافضين في الوقت نفسه المغادرة مع الإرهابيين الذين يتم إخراجهم من الأحياء الشرقية لمدينة حلب باتجاه الريف الجنوبي الغربي بالتوازي مع إجلاء مئات الجرحى والمرضى من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين بريف إدلب بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بحسب الاعلام الرسمي السوري.
وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن " عشرات المدنيين نزلوا من الحافلات التي تنقل الإرهابيين وعائلاتهم فور وصولهم إلى منطقة قريبة من نقاط انتشار الجيش السوري قرب جسر الراموسة جنوب مدينة حلب ".
وأكد عدد من المدنيين الذين نزلوا من الحافلات قرب جسر الراموسة أنهم " حاولوا على مدى الأسابيع الماضية الخروج من مناطق انتشار الإرهابيين عبر الممرات الآمنة التي حددتها الحكومة السورية إلا أن التنظيمات الإرهابية التكفيرية كانت تقوم بإطلاق النار على أي شخص يقترب من الممرات الآمنة ".
ولفتوا إلى أن التنظيمات الإرهابية كانت تحاصرهم في منازلهم وتمنعهم من المغادرة وتسطو على ممتلكاتهم وأرزاقهم وتمنع عنهم جميع المواد الغذائية والصحية.
وأشاروا إلى أنهم كانوا يتحينون الفرصة للخروج من قبضة الإرهابيين واللجوء إلى الجيش السوري إلى أن نجحوا اليوم في الوصول إلى هدفهم، مجددين تأكيدهم الحرص على العيش في كنف الدولة السورية والمساهمة في محاربة الإرهاب وإعادة إعمار ما خربه الإرهابيون.
ولفت الوكالة الرسمية إلى أن عناصر الجيش قاموا بتأمين المدنيين ونقلهم إلى داخل مدينة حلب تمهيدا لنقلهم إلى أحد مراكز الإقامة المؤقتة التي أعدتها محافظة حلب لاستقبال الأهالي الذين يتم تحريرهم من الأحياء الشرقية.
يشار إلى أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية خرج عشرات آلاف من المدنيين عبر الممرات الآمنة من الأحياء الشرقية حيث تم نقل غالبيتهم إلى مركز الإقامة المؤقتة في جبرين.
وفي وقت سابق من اليوم خرجت من أحياء الزبدية وصلاح الدين والمشهد والأنصاري في الجهة الشرقية من مدينة حلب 51 حافلة تنقل دفعة جديدة من الإرهابيين وعائلاتهم باتجاه الريف الجنوبي الغربي.
وصول أكثر من 500 جريح ومريض من كفريا والفوعة إلى مركز الإقامة المؤقتة في جبرين بحلب وإخراج دفعة جديدة من الإرهابيين وعائلاتهم من الأحياء الشرقية.
ومن المقرر وصول 3 حافلات إضافية قادمة من كفريا والفوعة في وقت لاحق ليجري نقل جميع الحالات الإنسانية إلى مركز جبرين للإقامة المؤقتة.
وتأخر وصول الحافلات من كفريا والفوعة أكثر من 10 ساعات بسبب استهداف التنظيمات الإرهابية التكفيرية أمس (الأحد) عددا من الحافلات في محيط بلدتي كفريا والفوعة ما أدى إلى احتراق بعضها واستشهاد أحد السائقين بعد إصابته برصاص الإرهابيين.
وأفادت وكالة (سانا) بأن الحافلات قامت بإخراج 4370 من الإرهابيين وعائلاتهم ومن المقرر أن يتم إخراج دفعة جديدة في وقت لاحق اليوم في إطار اتفاق لإجلاء الحالات الإنسانية وعدد من العائلات من كفريا والفوعة وإخراج الإرهابيين وعائلاتهم من الأحياء الشرقية لمدينة حلب وذلك بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وعاد الاتفاق إلى حيز التنفيذ بعد أن تم تعليقه يوم الجمعة الماضي بسبب خرقه من قبل الإرهابيين الذين استهدفوا معبر الراموسة جنوب حلب ومعبر باقلو في منطقة السقيلبية إضافة إلى قيامهم بتهريب عدد من المختطفين وأسلحة ثقيلة من الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
ويقضي الاتفاق بخروج المسلحين من داخل الأحياء الشرقية لحلب البالغ عددهم حوالي 6 آلاف مسلح يقابله خروج حوالي 4000 من داخل كفريا والفوعة و1200 من مضايا والزبداني في ريف دمشق.