انطلقت فعاليات الأسبوع الثقافي الصيني في تونس 3 أغسطس 2016 بمدينة صفاقس التونسية |
تونس 18 ديسمبر 2016/قال وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين إن هناك آفاقا واعدة تنتظر التعاون الثقافي التونسي-الصيني، مؤكدا أن بلاده تسعى إلى الاستفادة من تاريخ وتراث وحضارة الصين العريقة.
وقال الوزير الذي تولى حقيبة الثقافة في الحكومة التونسية الحالية برئاسة يوسف الشاهد، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، إن آفاق هذا التعاون تبدو واعدة بالنظر إلى حرص الجانبين التونسي والصيني على دفع تطويره، من خلال المضي قدما بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون الموقعة بين البلدين، باتجاه تأسيس شراكة تستند في جوهرها إلى تعاون ثقافي فعال وملموس، وتعطي بعدا كبيرا وعميقا للعلاقات الصينية-التونسية.
وأشار إلى أن عراقة العلاقات السياسية والدبلوماسية الودية التي تربط البلدين، ساهمت في ترسيخ هذا التعاون الثقافي الذي يهدف إلى التقريب بين الشعبين التونسي والصيني، وتعبيد الطريق نحو تعاون متين، يؤسس لعلاقات شراكة إستراتيجية، لاسيما وأن البلدين لديهما تاريخ وحضارة عريقة.
وأكد الوزير أن "أي علاقات سياسية أو دبلوماسية تربط بين بلدين، تبقى محدودة التأثير والتفاعل إذا لم تكن مسنودة بدفع ثقافي وحضاري وفكري ورمزي وأخلاقي، لأن العلاقات بين الدول والشعوب هي بالأساس ثقافة وحضارة. ومن هذا المنطلق، تحرص بلادي على إرساء علاقات ثقافية مع الصين تشمل مختلف القطاعات في الفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح والسينما، وغيرها من المجالات الأخرى"، مقتنعا بأن الثقافة قطاع لا بد من دعمه ليكون سندا للتعاون الاقتصادي المطرد والعلاقات السياسية الممتازة بين البلدين.
وشدد زين العابدين في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)) على أهمية الروابط الرسمية والشعبية بين الصين وتونس والعالم العربي، وهي روابط وعلاقات كما قال ضاربة في عمق التاريخ، حيث شكل طريق الحرير القديم جسرا للتبادل بين الصين والدول العربية، متوقعا أن تعزز مبادرة "الحزام والطريق" الاستراتيجية الصينية التلاقح الثقافي والتعرف أكثر على ما تكتنزه الصين من علوم ومعارف وأنماط ثقافية مهمة.
وأضاف أن التعاون بين الصين وتونس يتطور بامتياز وله آفاق واعدة، قائلا "إنني زرت الصين، لذلك أعتقد أن الجانب الصيني بخبرته العريقة وإشعاع ثقافته المتنوعة المستمدة من حضارته الضاربة في التاريخ، سيكون شريكا متقدما لتونس في هذا المجال الثقافي".
وأعرب في هذا الصدد عن أمله في ارتقاء التعاون الثقافي التونسي-الصيني ليشمل أيضا دعم الجمعيات الناشطة في المجال الثقافي داخل البلاد.
وقال وزير الثقافة التونسي"لدينا في تونس جملة من المحفزات الهامة، ونتطلع إلى تعاون بناء مع الصين لتفعيل هذا التعاون في المجالات الكبرى، ونأمل في أن يتم فتح مركز ثقافي صيني في تونس وآخر تونسي في بكين قريبا".
وفي شهر سبتمبر من العام الماضي، شاركت تونس كضيف شرف في الدورة الثانية لمهرجان طريق الحرير للفنون بالصين، حيث تم على هامش هذه المشاركة التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية ووزارة الثقافة الصينية لفتح مركز ثقافي تونسي ببكين ومركز ثقافي صيني بتونس وذلك لتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين وتشجيع التبادل والتعاون بينهما.