بيت لحم 16 ديسمبر 2016 /حذر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اليوم (الجمعة) من أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس "يدمر عملية السلام بشكل كامل"، وذلك ردا على تصريحات لمسؤولين بالإدارة الأمريكية الجديدة.
وقال عريقات خلال لقاء عقده مع عدد من الصحفيين في بيت جالا قرب بيت لحم بالضفة الغربية، بشأن تصريحات أدلت بها كيليان كونواي مستشارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أخيرا أكدت فيها تصميمه على نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، إن "ترامب حر بمن يختار من وزراء وسفراء له، ولكنه ليس حرا باختيار عواصم البلدان".
وأضاف أن ترامب "ليس لديه الحرية بمخالفة القانون الدولي ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لأن ذلك يمس بمكانة القدس، ويسعى لتدمير عملية السلام بشكل كامل".
وكانت كونواي قالت الإثنين الماضي في مقابلة إذاعية، إن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس يشكل أولوية كبيرة لدى ترامب.
وأوضح عريقات أن "السياسة الأمريكية معروفة منذ 1967 وهي ضد ضم إسرائيل للقدس، ونأمل أن تستمر الإدارة الأمريكية الجديدة بهذا الشأن".
ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ إعلانها القدس الغربية عاصمة لها عام 1950 منتهكة بذلك "قرار التقسيم" الصادر عن الأمم المتحدة في 1947 وينص على منح القدس وبيت لحم وضعا دوليا.
وازداد هذا الرفض بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وضمها في يونيو عام 1967.
وفيما يتعلق بتأجيل المؤتمر الدولي للسلام الذي كانت ستعقده فرنسا في الحادي والعشرين من ديسمبر الجاري وتم تأجيله للشهر القادم، قال عريقات "ليس مهما متى يعقد المؤتمر لكن المهم هو أن يتم عقده، وأن يكون مضمونه وجوهره الحفاظ على حل الدولتين وفق المرجعيات الدولية المحددة وجداول زمنية واضحة وعلى أساس خطة خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية".
وكان السفير الفلسطيني لدى فرنسا سليمان الهرفي قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) في اتصال هاتفي الثلاثاء الماضي، إن فرنسا أرجأت المؤتمر الدولي للسلام الذي كان مقررا في باريس هذا الشهر إلى يناير المقبل.
وأضاف الهرفي أن التأجيل تم بناء على طلب وزارة الخارجية الفرنسية لإجراء المزيد من المشاورات بشأن المؤتمر الدولي للسلام.
وتوقفت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون تحقيق أي تقدم.
من جهة أخرى، قال عريقات إن اللجنة الرباعية العربية برئاسة مصر ستعقد اجتماعا الإثنين القادم في القاهرة من أجل بحث مسودة مشروع قرار سيتم تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة الاستيطان وإيقافه، وتحديد موعد لذلك.
ويطالب مشروع القرار "إسرائيل بوقف كل الأنشطة الاستيطانية فورا، واحترام واجباتها القانونية كاملة" في هذا الإطار.
ويتطلب تمرير مشروع القرار في مجلس الأمن موافقة 9 دول أعضاء على الأقل، شريطة ألا يكون من بين المعترضين عليه أي من ممثلي الدول الخمس دائمة العضوية التي تملك حق النقض (الفيتو).