بقلم/ عماد الأزرق
الغردقة، مصر 15 نوفمبر 2016 / بحث عدد من علماء وخبراء مصر بالخارج سبل تنمية محور قناة السويس، والتوسع في استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة وتعظيم الاستفادة منها.
وبدأت أمس "الأربعاء" بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر جلسات المؤتمر الوطني لعلماء وخبراء مصر بالخارج تحت عنوان "مصر تستطيع"، بمشاركة 32 عالما من علماء مصر بالخارج بحضور العديد من الوزراء.
ويستهدف المؤتمر الاستفادة من الخبرات المصرية بالخارج والتي لها مساهمات كبيرة في الكثير من الدول المتقدمة، في برامج وخطط التنمية في مصر.
كان من أبرز الموضوعات المثارة خلال المؤتمر، التحديات التي تواجه تنمية محور قناة السويس، وطرق مواجهتها، وكيفية تعظيم الاستفادة منها، واستغلالها الاستغلال الأمثل.
قال الدكتور ماهر أبو جندية، مستشار وزارة الخارجية والتجارة الدولية الكندية، إن الإستراتيجية المطروحة لتنمية محور قناة السويس، ستكون بالغة الفعالية في جذب الاستثمارات ودفع حركتها في المنطقة، لافتاً إلى أنها تتطلب التزاماً قوياً من كل الأطراف أصحاب المصلحة بحيث يتكاتف الجميع لإنجاحها.
وأضاف أبوجندية، أنه لابد من إشراك المصارف والبنوك لأن التعاون الجمعي سوف يقودنا لمنصة نشطة، والأمر بالغ الأهمية لأن يكون هناك استراتيجية للتواصل مع الإعلام لدفعها للأمام، فضلا عن ضرورة أن يكون لدينا خلفية للدخول للأسواق العالمية، وأن نقدم هذه المبادرة على نحو يسير بشكل سليم.
وشدد أبو جندية على ضرورة الاستفادة من مواردنا لتطوير البنية التحتية، لافتا إلى أنه يمكن لكل العلماء أن يشرعوا في إجراء سلسلة من الزيارات للتواصل مع المستثمرين في خمسة بلدان هامة للاستثمار في مصر، وهي "الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وألمانيا واليابان وكوريا"، وربما ماليزيا أيضا، والتي يرى انها الدول الأهم للاستثمار.
واردف "هناك العديد من قصص النجاح المصرية في السوق الدولي وهي التي لابد أن ننتبه لها، وسوف يحتاج الشركاء لأن يتجمعوا معا ولابد من تخطيط جيد من جميع الأطراف للوصول لنتائج على أعلى مستوى.
وكشف الدكتور مصطفي عبد المقصود، عميد معهد علوم البحار في جامعة هامبورج، عن استهداف عمل مليون "كونتينر" بمشروع محور قناة السويس، مشيرا إلى أن صناعة الكونتينر مشروع مهم في قناة السويس.
وأضاف عبد المقصود أنه يسعى حاليا لتطبيق استراتيجية مركب واحد ضخم لميناء واحد كاستراتيجية جديدة لنقل الحاويات بالمركز اللوجستي بقناة السويس، وذلك من خلال تسيير سفينة ضخمة لجمع البضائع من أكثر من ميناء من شرق أسيا إلى أحد موانئ السويس ثم إعادة شحنها على سفن أصغر إلى أوربا، ونقل البضائع من أوربا بسفن ضخمة إلى ميناء شرق بور سعيد ثم اعادة شحنها على سفن أصغر إلى شرق أسيا
وأشار إلى أن تكلفة النقل تقل كثيرا في هذا المشروع، وعمل شركات ملاحة توفر علينا كثيرًا من التكلفة، وسيخلق الكثير من فرص العمل.
من جانبه، قال خبير برامج تطبيقات السوفت وير والحوسبة الإلكترونية بكندا، الدكتور محمد نبيل كرايا، أن الحديث عن تنمية محور قناة السويس يمثل محورًا هاما للغاية بالنسبة للاقتصاديات الغربية، لافتا إلى أن هناك الكثير من الدول التي تستثمر في مصر وتدفع كثيرا في المشروعات المختلفة.
وأعرب كراية عن اعتقاده بأن مشروع قناة السويس هو مجمع كبير يحصل على مزايا استثمارية كبيرة، فهو مجموعة من الحافظات الخاصة بالمشروعات بعضها بحرية تتعلق بالنقل وبعضها تكنولوجي والبعض الآخر مشروعات داخلية مدنية ومشروعات خاصة بالبنية التحتية.
وأضاف أن "التمويل الأساسي يمكن أن يقدمه الشركاء المحليين والخارجيين، وهذه الشركات سيكون لها أسهم في مثل هذه المشروعات، ولابد أن أشير إلى أن هناك فقرا لدى الدول المتقدمة في الالتزام الجاد بتلك المشروعات بسبب مثل هذه العوائق".
كان رئيس الوزراء المصري المهندس شريف اسماعيل قد أكد في افتتاح المؤتمر أمس "الأربعاء" أن بلاده تسعى إلى جعل منطقة محور قناة السويس من أكثر المناطق جذبا للصناعات والاستثمارات المختلفة.
وأضاف اسماعيل أن منطقة قناة السويس يمكن أن تلبي احتياجات المناطق العربية والأفريقية والشرق الأوسط، واتاحة ملايين فرص العمل للشباب لمواجهة ظاهرة البطالة.
وأكد دكتور أحمد درويش رئيس الهيئة الاقتصادية لتنمية محور قناة السويس، أن منطقة قناة السويس ستكون من أفضل سبع مناطق في العالم جذبا للاستثمار.
وأوضح درويش أن محور قناة السويس يضم أربع مناطق صناعية، و6 موانئ، بمساحة 461 كم اي ثلثي مساحة سنغافورة، مشيرا إلى ما تقوم به شركة تيدا الصينية من تأهيل وتطوير منطقة العين السخنة أحد المناطق الأربع.
واشار إلى أن منطقة شرق بور سعيد ستشهد إقامة أضخم أرصفة موانئ بالعالم تمتد لنحو 5 كم، بالاضافة إلى مناطق صناعية ولوجستية، مقارنة بأرصفة ليفربول التي تمتد لنحو ثلاث كيلومترات.
وفي مجال الطاقة والطاقة الجديدة والمتجددة، أكد عدد من العلماء على ضرورة امتلاك مصر لمزيج من مكونات الطاقة، وعلى أهمية استغلال مصر الثروات الطبيعية التي تحظى بها وخاصة الشمس والرياح في توليد طاقة نظيفة واقل تكلفة.
وقال الدكتور أمجد شكر مدير برامج أمان المفاعلات النووية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن الدول المتقدمة تستخدم الطاقة النووية في الصناعة وبجميع مناحي الحياة، موضحا أن البرنامج يحتاج إلى تطوير البنية التحتية.
وأكد شكر على أهمية المشاركة المحلية في بناء المفاعل النووي والتنسيق مع الجهة الموردة للمفاعل والاستفادة من خبرات الدول السابقة.
وأكد أحمد عادل خبير الطاقة الشمسية، أن مصر لديها مصادر كثيرة للطاقة الشمسية وأكبر مصدر للطاقة هي الصحراء موضحا أنه يمكن استغلالها لتوليد الطاقة من خلال المرايات المستخدمة في توليد الطاقة.
وأضاف عادل أن "الاستثمار واستغلال الطاقة الشمسية في مصر ستفيد في التنمية الإقتصادية من خلال خلق شركات تحت الإنشاء وتوفير فرص عمل للشباب بالإضافة إلى تأمين طاقة جديدة بجانب الطاقة الكهربائية".
وتسعى مصر إلى الاستعانة بعقول مصر المهاجرة التي حققت نجاحات في مختلف المجالات في تحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة، وإيجاد علاقة بين علماء الخارج وشباب الباحثين في الداخل لتكوين خلايا ومجموعات بحثية، وجذب استثمارات أجنبية للمشروعات القومية الكبرى بمعايير دولية تحت تخطيط وإشراف خبراء مصريين في الداخل والخارج./نهاية الخبر/