دمشق 13 ديسمبر 2016 / ناشد الدكتور أحمد ديب مدير المتاحف في سوريا يوم الثلاثاء المنظمات الدولية التي تعنى بشأن التراث العالمي والإنساني إلى حماية ما تبقى من آثار مدينة تدمر الأثرية في الريف الشرقي بحمص (وسط سوريا) من إرهابيي تنظيم داعش, مؤكدا أن مدينة تدمر موقع أثري عالمي مهدد بالخطر الآن.
وقال المسئول السوري، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق بعد هجوم تنظيم داعش الثاني على مدينة تدمر وسيطرته على كامل المدينة، "تصلنا أخبار بأن تنظيم داعش دخل إلى مدينة تدمر الاثرية عبر مصادر أهلية"، مؤكدا أن وزارة الثقافة قامت بإجلاء الموظفين من المتحف عندما شعرت بوجود خطر عليهم، مضيفا أن "تنظيم داعش وصل إلى محيط القلعة القديمة ويبدو أن الجيش انسحب منها".
وتابع ديب يقول "نحن نطالب من جميع المنظمات الدولية على رأسها اليونسكو أن تضع حدا لتصرفات داعش لاسيما وأن التنظيم عندما دخل في المرة الماضية ارتكب مجازر بحق المدنية الأثرية".
وأضاف "تدمر هو موقع عالمي مهدد بالخطر أكثر من قبل بسبب هجوم داعش المكرر عليه وتم تدمير عدة معالم أثرية هامة في المرة الماضية".
وعبر مدير المتاحف السورية عن تخوفه الكبير من هذا الهجوم الجديد الذي يهدف إلى تدمير ما تبقى من معالم المدينة الأثرية المهمة، مضيفا "نناشد جميع المنظمات الدولية التي لها فعالية لمنع ما يجري في مدينة تدمر من أضرار متوقعة".
وردا على سؤال فيما اذا كان يوجد في المتحف التدمري تماثيل أو لوحات قيمة، أكد المسئول السوري أن وزارة الثقافة قامت بتفريغ جذري لمتحف تدمر قبل دخول تنظيم داعش إلى مدينة تدمر في المرة الماضية وتم إنقاذ اكثر من 400 تمثال ورأس تمثال بالإضافة لأكثر من 400 قطعة أثرية قبل دخول داعش، لافتا إلى أنه تم نقل كذلك القطع المتضررة إلى مديرية الآثار لإعادة الترميم بعد أن سيطر الجيش عليها.
وأشار إلى "التخوف بشكل مباشر على المعالم الأثرية في المدينة القديمة والتخوف من عمليات التنقيب السري في الموقع من خلال إعطاء موافقات للقيام بأعمال التنقيب السري".
وفيما إذا كان تنظيم داعش سيقوم بأعمال ثأرية ضد آثار المدينة، قال ديب "إن كل شيء وارد لأن تنظيم داعش تنظيم متطرف يحمل فكرا تكفيريا ربما يقوم بتدمير ما تبقى من المدينة القديمة"، مضيفا "لدينا شعور حقيقي من أن نفقد هذه المدينة من خلال هذا الهجوم الأخير".
كان تنظيم داعش شن هجوم كبير على مدينة تدمر يوم الخميس الماضي وأعلن يوم الأحد الماضي سيطرته الكاملة على المدينة بعد أن انسحب الجيش السوري منها.
وكانت مملكة تدمر من أهم الممالك العربية القديمة التي ازدهرت بشكل خاص في عهد ملكتها زنوبيا, حضارتها تنافس حضارة الامبراطورية الرومانية القديمة.
وتحوي المدينة الأثرية على بعد 235 كيلومترا شمال مدينة دمشق، على الكثير من التماثيل والمعابد التي تم تدميرها على يد تنظيم داعش عندما سيطر عليها في مارس 2015، كما قام بذبح الكثير من الجنود السوريين على مدرج مسرحها الكبير، وأعدم باحثا أثريا كبيرا لأنه رفض تسليمهم خرائط تعود للمدينة.