في الصورة الملتقطة يوم 7 ديسمبر 2016، السفير شيه شياو يان المبعوث الصيني الخاص إلى سوريا (وسط) يلتقي وليد المعلم وزير الخارجية السوري (يمين) في العاصمة السورية دمشق، وبحث معه تطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة وبخاصة جهود مكافحة الإرهاب والتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. |
دمشق 8 ديسمبر 2016 / قال مبعوث صيني خلال زيارة قام بها مؤخرا لدمشق إنه يتعين على مجلس الأمن الدولي أن يظل متحدا للتوصل إلى توافق وتشكيل قوة محصلة لإنهاء الأزمة في سوريا.
وردا على استخدام الصين الفيتو مؤخرا في مشروع القرار المتعلق بالوضع في مدينة حلب الواقعة شمالي سوريا، قال شيه شياو يان المبعوث الخاص للحكومة الصينية بشأن القضية السورية إن مشروع القرار بدون تشاور كامل لا يصب في صالح تحسين الوضع في سوريا.
ودعا شيه إلى الوحدة في مجلس الأمن حيث دخلت الأزمة السورية مرحلة حاسمة وحساسة، ويتعين على الدول المعنية تجنب خلق النزاعات وتعقيد القضية.
وكانت الصين وروسيا قد صوتا ضد مشروع قرار اقترحته عدة دول لإقامة هدنة في حلب دون خروج المتمردين من المنطقة الحاسمة.
وأعرب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السوري وليد المعلم في محادثاته مع شيه عن امتنانه للصين وروسيا لاستخدامها الفيتو، حيث لم ينص مشروع القرار على خروج المسلحين من الجزء الشرقي من المدينة.
وقال المحلل السياسي السوري الحميدي عبد الله إن "الفيتو المزدوج الذي استخدمته الصين وروسيا يعد محاولة لإحباط هدف الدول الغربية المتمثل في إتاحة فرصة للمتمردين في شرق حلب لإعادة تجميع صفوفهم وتمكين أنفسهم".
وأشار المحلل السياسي طالب إبراهيم إلى أن القرار الذي استخدم الفيتو ضده سيلهي أيضا الجيش عن التقدم إلى مزيد من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.
وجاء مشروع القرار في الوقت الذي أحرز فيه الجيش السوري تقدما هائلا في حلب، حيث أصبح الجيش الآن مسيطرا على أكثر من 80% من الجزء الشرقي لحلب الذي كان المتمردون يسيطرون عليه، وذلك في إطار حملة كبرى تهدف إلى طرد المتمردين من المدينة.
وقد طُبق من قبل عدد من اتفاقات الهدنة، ولكنها سرعان ما أخفقت في الصمود أو أخفقت في جلب أي حل. وتبادلت الحكومة والمعارضة الانتقادات بشأن من يقف وراء تعثر اتفاقات الهدنة.
بدأ شيه زيارته الثانية لدمشق بصفته مبعوثا خاصا للصين يوم الأربعاء، وأجرى محادثات مع المعلم ووزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر فضلا عن ممثلين عن المعارضة خلال زيارته التي استغرقت يومين.
وأكد المبعوث في مختلف المناسبات خلال زيارته أن الصين ستواصل الاضطلاع بدور بناء في مساعدة سوريا على استعادة السلام والاستقرار في وقت مبكر.
وأشار إلى أن الوضع السوري مازال "معقدا للغاية"، داعيا الأطراف المعنية إلى التحلي بالصبر من أجل إيجاد حل.
وكانت الحكومة الصينية قد عينت شيه، الذي سبق أن عمل سفيرا للصين لدى إيران وإثيوبيا وكذت ممثلا لدى الاتحاد الإفريقي، عينته مبعوثا خاصا بشأن القضية السورية في مارس 2016 بهدف دفع الحوار بشكل أفضل والمساهمة بالحكمة الصينية والتواصل مع الأطراف الأخرى لتسهيل إيجاد حل مناسب.