قرية تشوتشياو: وقوف على أطلال بورجوازية الأرياف الصينية

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  08:52, December 02, 2016

2 ديسمبر 2016/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تقع قرية تشوتشياو （竹桥古村）، في محافظة جينشي من مدينة فوتشو التابعة لمقاطعة جيانغشي، وهي منطقة أثرية لا تزال محفوظة بشكل جيد رغم تاريخها الذي يعود إلى أكثر من 700 عام، وتعد هذه القرية واحدة من أهم المعالم الثقافية لمدينة فوتشو.

بنيت قرية تشوتشياو في نهاية أسرة يوان الماغولية وبداية أسرة مينغ( 1368-1644)، على سفح هضبة وقبالة سهل زراعي فسيح. بنى أغنياء القرية منازلهم في الأعلى، تيمنّا بطالع المكان، أما الفقراء فكانت مساكنهم قريبة من السفح، لذا فإن المنطقة الأثرية المتبقية في هذه المدينة تعود أساسا لمنازل أعيان القرية أعلى الهضبة، أما المنازل الأخرى فلم يبقى لها أثرا.

حينما تتجول بين أزقة القرية الضيقة تدهشك صلابة وتماسك هذه المباني القديمة، بل إن بعضها مازال صالحا للسكن، فقد إختار أعيان القرية أفضل أنواع الصخور والخشب في تشييد منازلهم، كما تمتلك القرية نظام صرف صحي متقدم ينقل مياه الأمطار إلى الآبار والفسقيات المحفورة وسط التجمعات السكنية. وتحتوي هذه المنازل على تماثيل ونحوت ذات طابع ديني أوبغابة جلب الحظ.

لكن أكثر ما يميز هذه القرية هو رابطة الدّم ودورها في تشكل هذا التجمع السكني القديم، حيث تجد سلسلة متتابعة من البيوت التي تعود إلى أفراد نفس العائلة، أو عددا من الإخوة في بيت كبير متعدد الغرف. وإلى الآن لاتزال رابطة الدم قوية في القرية، حيث تربط غالبية سكان القرية علاقات قرابة، كما هناك من ورث مسكنه عن 5 أو 6 أجيال سابقة. وبالقرب من مدخل القرية يوجد معبد مخصص لتقديس الأسلاف، حيث تذبح لهم القرابين وتقدم لهم العطايا في عيد الربيع.

رغم أن غالبية سكان القرية كانت دائما من الفلاحين، لكن أعيانها وأثريائها كانوا من التجار والمسؤولين الحكوميين، الذين جمعوا مابين الثروة والتعليم والآداب الكونفوشيوسية، وأسسوا العادات والتقاليد التي مازالت تتوارثها أجيالهم اللاحقة إلى الآن.

ومن بين الحرف التي مازال يتوارثها سكان القرية عن أجدادهم إلى الآن، نجد فن الطباعة والنحت على الخشب وصناعة مختلف أنواع الحلوة بطريقة يندر وجودها في أنحاء الصين الأخرى.