صورة أرشيفية |
باتت الطائرات بدون طيار تستعمل على نطاق واسع خلال السنوات الأخيرة، حيث تستعمل في التصوير الفضائي، الرصد البيئي، عمليات الإنقاذ والإغاثة، التغطيات الإخبارية، التسليم البريدي السريع، الإستشعار عن بعد، وغيرها من المجالات.
تشير التقديرات السوقية للمعهد الصيني للبحوث الإستثمارية، إلى أن حجم سوق الطائرات العالمية بدون طيار المستعملة في الأغراض المدنية سيفوق 8.4 مليار دولار بحلول عام 2018، أما السوق الصينية لهذا النوع من الطائرات فسيشهد نموا سنويا سريعا، قد يتجاوز 50% كل سنة، ما يعلن دخول قطاع صناعة الطائرات بدون طيار لأغراض مدنية عصرها الذهبي.
يعمل شياو تشانغ في مجال السينما والتلفزيون، ويرى أن الإستعمال واسع النطاق للطائرات بدون طيار، قد جعل التصوير الفضائي يصبح في متناول الجميع، فقبل ظهرو هذا النوع من الطائرات، كان التصوير الفضائي، قطاع إحتكاريا، كما كانت تكلفة التصويرة باهظة، حيث تصل كلفة التصوير في المرة الواحدة إلى 100 ألف يوان.
من جهة أخرى، يثير إزدهار صناعة الطائرات دون طيار عدة مخاوف لدى العديد من الأوساط.
تنتمي الطائرات بدون طيار إلى القطاعات الناشئة، وهي لا تزال تمثل فراغا قانونيا. ورغم وضع بعض القوانين، وفتح بعض المجالات الجوية، لكن المنطومة القانونية الخاصة بإستعمال هذا النوع من الطائرات مازالت لم تكتمل بعد، الأمر الذي يتسبب في حدوث عدة مشاكل في مجال الإدارة والإستعمال.
قالت تقارير إعلامية في 28 مايو الماضي أن مطار تشنغدو أجبرعلى وقف الرحلات لمدة ساعة و20 دقيقة بسبب حركة الطائرات بدون طيار الصغيرة في مجال الطيران، وهو ماتسبب في تعطيل 55 رحلة جوية. ووفقا لإحصائيات غير مكتملة، فقد شهد ميتروبول بكين-تيانجين-خهبي، خلال السنوات الأخيرة أكثر من 110 مشكلة طيران بسبب الطائرات بدون طيار الصغيرة، حيث بات الطيران العشوائي يطرح مشاكل متزايدة على الرحلات الجوية، ما يزيد من المخاطر الأمنية والتهديدات للأمن العام والخصوصية، وهو الأمر الذي يثير جدلا متزايدا حول قضية مراقبة الطائرات بدون طيار الصغيرة.
"إلى جانب ضرورة تسريع الأقسام الحكومية لأعمال التشريع المتعلقة بمعايير إستعمال الطائرات بدون طيار، فإن الشركات المنتجة لهذا النوع من الطائرات في حاجة لتحقيق مزيدا من الإختراقات ." يقول مدير معهد أبحاث الأنظمة الإلتكرونية والطائرات بدون طيار بجامعة المواصلات بشنغهاي، وانغ هونغ يوي، وأضاف وانغ قائلا، إن إنشاء نظام مراقبة واعتراض لأهداف الطائرات بدون طيار الصغيرة بات أمرا مستعجلا.
وكشف وانغ عن شبكة مراقبة طورها مركز الأبحاث الذي يرأسه بجامعة المواصلات بشانغهاي، حيث يمكن لهذا النظام الإقلاع والهبوط بشكل شاقولي وإيقاف الطائرات الصغيرة، كما يمكنه المحافظة على سرعة طيران عالية، وقادر على التأقلم مع البنايات العالية وبيئة المدن، ويكمنه رصد الأهداف الصغيرة الطائرة التي يعجز الرادار عن إكتشافها.
"تقف مختلف مضادات الطائرات بدون طيار عاجزة أمام نفس المشكلة في الوقت الحالي، وهي تفادي الأضرار المادية والبشرية الناجمة عن سقوط الطائرات بدون طيار الصغيرة حين إسقاطها أو التشويش عليها. أما شبكة المراقبة التي طورها المركز المذكور فيمكنها بسهولة أن تستدرج الطائرة وتوجيهها حيث شائت، وتتم كامل العملية تحت السيطرة من القيادة." يقول وانغ هونغ يوي.
يعتقد وانغ هونغ يوي، إن النظام المضاد للطائرات بدون طيار الصغيرة، سيكون له فضاء التطوير الكبير في المستقبل، لأنه مع الإزدهار الكبير الذي تشهده صناعة الطائرات بدون طيار، بات من الظروري تأسيس نظام مراقبة وإيقاف فعال، وتشكيل منصة موحدة للمراقبة والتحكم، لتفادي التهديدات التي يطرحها التطور السريع لهذه الصناعة في الحاضر والمستقبل.