بقلم/ جيا شيو دونغ، باحث في معهد الصين للدراسات الدولية
أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم 14 نوفمبر الجاري محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا دونالد ترامب. وقد اثار هذا الاتصال الكثير من الاهتمام باعتباره اول اتصال مباشر بين الجانبين. ويمكن تلخيص المكالمة الهاتفية في ثلاث اشارات رئيسية:أولا، توصل الجانبان الى توافق حول أهمية العلاقات بين الصين والولايات المتحدة. ثانيا، أعرب الجانبان عن إرادتهما السياسية لتعزيز التعاون الثنائي. ثالثا، اتفق الجانبان على الحفاظ على اتصال وثيق ، وانشاء علاقة عمل جيدة، وعقد اجتماع في وقت مبكر.
لن يناقش الجانبان أي قضايا محددة قبل أن يدخل ترامب البيت الأبيض رسميا، ولكن هذا الاتصال الهاتفي ليس من أجل التحية بحتة، وإنما إشارة فعلا الى " تعزيز تنمية العلاقات الصينية الامريكية أفضل". ويشعر الراي العام الدولي بعدم اليقين اتجاه السياسة الداخلية والخارجية للترامب بسبب فقره للخبرة السياسية ونشر عددا كبيرا من التصريحات ذات الصلة بالشؤون الداخلية والخارجية المثير للجدل خلال حملته الانتخابية.على سبيل المثال، هل حقا سيرتب مثل ما ذكره ترامب الصين كـ"دولة تتلاعب بالعملة" وسيفرض تعريفات جمركية عقابية عالية؟
يبدو أن الصين هادئة بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية ،في الوقت الذي تركزت فيه العديد من الدول على "عدم اليقين". وأن عدم اليقين في العلاقات الصينية الامريكية يعتمد على المواقف والاجراءات التي يتخذها بشأن القضايا المتعلقة بالصين ، ولكن يمكن أن نرى من ناحية التيار والبيئة، بأن " عدم اليقيم" سيكون محدودا مقابل "اليقين" الأوسع والأطول في العلاقات الصينية والولايات المتحدة.
1- طبيعة العلاقات بين الصين والولايات المتحدة هي المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. وتم اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 37 عاما، وحققت العلاقات الثنائية فوائد ملموسة للشعبين، كما دفعت السلام والاستقرار والازدهار العالمي والاقليمي أيضا. و لا يمكن محو طبيعة المنفعة والفوز المشترك حتى لو كان هناك خلل في الميزان التجاري،. لذلك، إن العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية تتطلب نظرة موضوعية وعقلانية.
2- المصالح المشتركة بين الصين والولايات المتحدة تفوق خلافاتهما. حيث أن المصلحة الوطنية العامل الاكثر أهمية في التأثير على توجيه العلاقات الدولية. وتحمل الصين والولايات المتحدة مسؤولية كبيرة خاصة وتشترك في المصالح الواسعة في الحفاظ على السلام والاستقرار في العالم ، وتعزيز التنمية والرخاء في العالم. وبالرغم من أن المنافسة الاستراتيجية والاختلافات المحددة بين البلدين واقع ، ولكن لا تطغى على المصالح المشتركة بين الجانبين.
3- يعتبر الحوار والتعاون في صلب العلاقات بين الصين والولايات المتحدة دائما. وقد أقامت الصين والولايات المتحدة أكثر من 90 آلية حوار تعاون، التي تنطوي على مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم، والطاقة، وحماية البيئة، ومكافحة الارهاب، يمكننا القول أنه في جميع المجالات الهامة في العلاقات بين البلدين، تم بناء آليات تبادل التشاور. وإن عمق وتيرة التعاون الثنائي يتقدم بكثير مقارنة مع الوقت الماضي.
4-الصين أكثر نشاطا في تشكيل العلاقات الصينية الامريكية. حيث اعتاد بعض الامريكيين على التفكير في العلاقات الصينية الامريكية على أساس "لعبة محصلتها صفر" وعقدة الحرب الباردة، والدعوة الى كبح واحتواء الصين وخلق حواجز في العلاقات بين البلدين. وعلى العكس من ذلك، تدعو الصين الاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين، وبالتالي تعمل بنشاط لتطوير العلاقات الصينية الامريكية. وعلاوة على ذلك، ومع رفع مستوى القوة الوطنية الشاملة، وإجراء أعمال الدبلوماسية الشاملة، ترتفع قدرة الصين لقرار المواضيع في قضايا العلاقات الصينية الامريكية، وتتنوع الوسائل لتسوية الضغوطات المفروضة على الصين.
من المؤكد أن حكومة ترامب ستجلب العديد من التغيرات في العلاقات الصينية والولايات المتحدة. ويجري حاليا انشاء فريق الامن والدبلوماسية لترامب، وستمر الصين والولايات المتحدة بمرحلة التكيف في بداية سلطة ترامب. وفي الوقت الحاضر، تحقيق الانتقال السلسل للعلاقات الصينية الامريكية أكبر موضوع يواجه الجانبين. والسعي الى الاستقرار في التغير، والتقدم في الاستقرار، والجودة في التقدم، يخدم المصالح الجهرية لكلا الجانبين. وأن الاشارات التي نقلتها المكالمة الهاتفية التي اجراها شي جين بينغ وترامب تساعد على تعزيز الثقة في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة مستقبلا.