دمشق 13 نوفمبر 2016 / رفضت سوريا يوم الأحد الاتهامات التي وردت في القرار الأخير الذي اتخذته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والذي اتهم الجيش السوري باستخدام أسلحة كيميائية في سوريا، في حين اتهمت قيادة الجيش السوري إرهابيي أحياء حلب الشرقية باستهداف منطقة النيرب بقذائف تحوي مادة الكلور ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين والعسكريين، بحسب وكالة الأنباء السورية ((سانا)).
ونقلت الوكالة عن بيان صادر عن الخارجية السورية قوله إن "سوريا ترفض الاتهامات التي تضمنها القرار الذي تقدمت به إسبانيا، إذ تعتبره منحازا ويعكس وجهة نظر مجموعة من الدول فقط، وخاصة أنه لم يسمح لمجموعة أخرى مهمة من الدول بأن تعكس وجهة نظرها عبر الأخذ بتعديلاتها لجعل نص القرار متوازنا ويلتزم بنصوص الاتفاقية ويجعله قابلا للتنفيذ".
وأدانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوم الجمعة استخدام النظام السوري وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مواد سامة محظورة.
وفي تصويت نادر من اللجنة التنفيذية للمنظمة، التي تجتمع خلف أبواب مغلقة، أيد نحو ثلثي أعضاء المنظمة وعددهم 41 عضوا النص الذي صاغته الولايات المتحدة.
وكانت الأمم المتحدة والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية أصدرتا تقريرا مشتركا في وقت سابق، مفاده أن الحكومة السورية شنت هجومين بالأسلحة الكيميائية على الأقل خلال العامين الماضيين في تلمنس وسرمين بمحافظة إدلب بشمال غرب سوريا، بينما استخدم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) غاز الخردل في مارع بحلب.
وأعدت الولايات المتحدة مشروع قرار حول سوريا يلزم الأخيرة بإتلاف ما لديها من مادة الكلورين التي تستخدم في صناعة المنظفات والمواد الكيميائية السامة الصناعية الأخرى .
وأدى اتهام الجيش السوري، بالمسؤولية عن هجمات بالكيميائية في الغوطة قبل أعوام, الى نزع السلاح الكيميائي بموجب اتفاق دولي صوت عليه مجلس الأمن عام 2013 قبل الانتهاء من إتلاف الترسانة الكيميائية بسوريا عام 2015.
وفي سياق متصل، اتهمت القيادة العامة للجيش السوري مجددا الأحد إرهابيي أحياء حلب الشرقية باستهداف منطقة النيرب بقذائف تحوي مادة الكلور ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين والعسكريين، بحسب وكالة ((سانا)) .
وقالت إن "هذا الاعتداء الإرهابي يأتي بعد النجاحات التي حققتها قواتنا المسلحة على اتجاه جنوب وغرب حلب والخسائر الكبيرة التي تكبدتها المجموعات الإرهابية المسلحة وفشل جميع محاولات فك الطوق عن الإرهابيين في أحياء حلب الشرقية".
ومن جانبه، أكد مصدر عسكري لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق أن حوالي 30 جنديا سوريا أصيبوا في قصف استهدف مطار حلب بالأسلحة الكيميائية.
ويشار إلى أن مقاتلي المعارضة المسلحة أطلقوا قذائف تحوي غازات سامة على الأحياء الغربية في حلب أكثر من مرة، أخرها في 31 أكتوبر الماضي والثالث من الشهر الجاري، حيث تم استهداف حيي الحمدانية وضاحية الأسد، وبلدة منيان غرب مدينة حلب بالغازات، ما أدى إلى إصابة 48 شخصا و8 أشخاص بحالات اختناق.
وأكد المصدر أن وزارة الدفاع الروسية طالبت منظمة "حظر الأسلحة الكيميائية" الجمعة بإرسال خبراء لتقصي وقائع استخدام أسلحة كيميائية في أحد أحياء حلب في أسرع وقت، وذلك عقب تأكيدات قدمتها موسكو بأن ضباطا من المركز العلمي لوحدات "الحماية الإشعاعية والبيولوجية" التابعة للقوات الروسية وجدوا أدلة على استخدام أسلحة كيميائية.
ويتبادل النظام والمعارضة الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية ومحرمة دوليا في الحرب المشتعلة في البلاد منذ حوالي ست سنوات.
ok