كيتو 12 نوفمبر 2016 /قال محللون سياسيون هنا إن العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية ستواصل النمو بعد توسع حققته خلال السنوات العشر الماضية بفضل اهتمام الصين بالتعاون والاستثمار والتجارة جنوب-جنوب.
وقالت كاتالينا باريرو، الخبيرة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بمعهد الدراسات الوطنية المتقدمة بالإكوادور، "أعتقد أننا رأينا عقدا أصبحت فيه الصين شريكا موثوقا، وستواصل كونها شريكا مهما لأمريكا اللاتينية".
وأشارت باريرو إلى وجود إمكانيات كبيرة لم تستغل لدى أمريكا اللاتينية للعملاق الآسيوي، "ربما ليست بنفس المجالات القوية لدى الصين مثل التكنولوجيا والصناعة التحويلية لكن في الموارد مثل السياحة".
وقالت إن وجود " عمالة مؤهلة جيدا" مع موارد طبيعية وافرة وهيكل متقدم جيدا من شأنه أن يجعل المنطقة " جاذبة جدا".
وأضافت أن هذه العوامل رفعت الآمال في المنطقة بأن تستمر العلاقات في النمو مع دولة " وضعت نفسها كقوة عالمية على نحو متزايد".
وأوضحت أن الصين اليوم تعد " شريكا استراتيجيا مثاليا" يستثمر في الدول في جميع أنحاء المنطقة مسترشدا بالتكامل وليس الأيدلوجية أو المصالح الخاصة.
وأضافت أن القادة الصينيين نقلوا رسالة مفادها بأن أمريكا اللاتينية تمثل جزءا مهما من جدول أعمال الصين. " الصين مهتمة بشكل متزايد بأن يكون لها شراكة استراتيجية في أمريكا اللاتينية في المجالات المختلفة من الإنتاج إلى الائتمان".
وقالت باريرو، الدبلوماسية السابقة، " هذا ضروري لإنتاج علاقة دبلوماسية جيدة بين البلدان، مشيرة إلى أن تغير المشهد السياسي في أمريكا اللاتينية بما في ذلك الحكومات المحافظة التي وصلت إلى السلطة في الأرجنتين والبرازيل من غير المرجح أن يؤثر على العلاقات المستقبلية.
وتابعت " لا أرى تغيرا في العلاقات جراء التغيرات الأيدلوجية التي ربما تقع على الصعيد الرئاسي في أمريكا اللاتينية"، لسبب أن العلاقات قد تأسست على مفهوم التعاون المتبادل النفع.
وقال ميلتون رييس، الأستاذ والباحث في شؤون أمريكا اللاتينية، إن الصين كانت "براغماتية جدا" في صياغة علاقاتها في جميع أنحاء قارة أمريكا اللاتينية.
وأضاف " إذا كانت هناك دولة أمريكية لاتينية مهتمة فقط بالمسائل التجارية، سيصبح ذلك عاملا سائدا. وإذا، اقترحت دول، كما في حالة الأرجنتين والإكوادور وفنزويلا، علاقات أقوى بناء على احتياجاتها الهيكلية والمالية، فإن الصين مستعدة لتوسيع العلاقات إلى هذه المجالات أيضا".
وسعت الإكوادور على سبيل المثال إلى تقوية علاقتها الثنائية لتوسيع التعاون وتوليد المزيد من الفرص التجارية الجديدة في السوق الصينية، وكذلك تعزيز الاستثمار المباشر من الصين والحصول على قدر أكبر من التمويل.
ونتيجة لذلك، كما قال رييس، تستثمر حاليا العشرات من الشركات الصينية في قطاعات التعدين والبنية التحتية ومشاريع الطاقة بالإكوادور بدون أي شروط سياسية.
كما دفعت العلاقات المتنامية بين الجانبين الصين وكتلة التكامل الإقليمية المعروفة بمجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (سيلاك) المكونة من 33 عضوا إلى وضع خطة خمسية مشتركة في عام 2015 تدعو إلى التعاون في عدد واسع من المجالات من الأمن الى التجارة والاستثمار والبنية التحتية والطاقة والزراعة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا.
وتم تبني الخطة في الاجتماع الوزاري الأول لمنتدى الصين-سيلاك في يناير عام 2015 ببكين.
وتعهد الجانبان أيضا بزيادة حجم التجارة الثنائية الى 500 مليار دولار وتوسيع الاستثمارات إلى 250 مليار دولار في غضون 10 أعوام.