رام الله 10 نوفمبر 2016 / أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الخميس)، أن التحقيق في حقيقة وفاة سلفه ياسر عرفات في الذكرى السنوية 12 لرحيله "قطع شوطا كبيرا".
وقال عباس خلال مهرجان لإحياء ذكرى وفاة عرفات في مدينة رام الله في الضفة الغربية حضره الاف الفلسطينيين "لا يزال التحقيق في استشهاد الأخ أبي عمار (عرفات) مستمرا ولا تزال تعمل لجنة التحقيق الفلسطينية المكلفة بهذه القضية، وقد قطعنا شوطا كبيرا في الوصول إلى الحقيقة".
وأضاف عباس أنه "حين تتوصل هذه اللجنة إلى نتائج نهائية سيتم اطلاع شعبنا في أقرب فرصة".
وتابع "سوف نبقي نبحث حتى نعرف من الفاعل، ولو سألتموني أنا أعرف لكن لا تكفي شهادتي، ولتستمر لجنة التحقيق وتثبت معرفة السبب وفي أقرب فرصة ستعلن النتيجة وستندهشون من الفاعلين".
ورحل عرفات في 11 من نوفمبر 2004 عن (75عاما) خلال تلقيه العلاج في مستشفى فرنسي بمرض غامض لم يحدد وسط اتهامات من مسؤولين فلسطينيين لإسرائيل باغتياله عن طريق السم.
وتنفى إسرائيل هذه الاتهامات، علما أن عرفات هو الرئيس السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1969، وأول رئيس للسلطة الفلسطينية منذ تأسيسها بموجب اتفاق أوسلو للسلام المرحلي الموقع عام 1993.
إلى ذلك قال عباس إن العام 2017 المقبل "هو عام انتهاء الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة"، متعهدا بأنه لن يختم حياته ب"تنازل او تخاذل ولن نتنازل عن أي من ثوابتنا الوطنية".
وأكد على التحرك الفلسطيني "في مسار آخر ينهي الاحتلال ويرسى أسس سلام عادل ودائم أمام انسداد الأفق أمام عملية السلام وتهرب إسرائيل من استحقاقاتها ومن تنفيذ الاتفاقات الموقعة معها، وما صاحب ذلك من نهب للأرض، وبناء وتوسيع المستوطنات".
وقال بهذا الصدد "دعونا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام حيث بادرت فرنسا مشكورة إلى تبني هذه الفكرة، التي نأمل نجاحها في عقد هذا المؤتمر قبل نهاية العام الجاري".
وأضاف أن مهمة المؤتمر الدولي المنشود "وضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال، وإيجاد آلية عمل ومراقبة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه حتى يتمكن شعبنا من العيش بحرية وكرامة في دولته الخاصة به مع جميع جيرانه، في أمن وسلام وحسن جوار".
وأشار إلى أن نهج المفاوضات الثنائية "تم تجربته وفشل"، مؤكدا أنه "لا بد من شاهد دولي عبر آلية عمل" على غرار ما حصل من اتفاق بين الدول الكبرى وإيران بشأن ملفها النووي.
وإلى جانب ذلك ذكر عباس أن الفلسطينيين سيواصلون العمل مع المجموعة العربية والعديد من الأصدقاء للذهاب لمجلس الأمن الدولي لطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة ولمواجهة الاستيطان الإسرائيلي "الذي يمثل تهديدا حقيقيا لفرص السلام".
وأشار إلى أن الفلسطينيين استجابوا لجميع المبادرات "بينما لم يتجاوب الجانب الإسرائيلي معها"، متسائلا: "ما الذي تريده إسرائيل؟ هل تريد أن تتحول فلسطين إلى ما كانت عليه جنوب إفريقيا زمن الفصل العنصري؟ هل تريد دولة واحدة؟".
وأكد عباس "نحن لن نقبل ببقاء الاحتلال، ولن نقبل بالاستيطان، ولن نقبل بدولة الحدود المؤقتة، ولن نقبل دولة بدون القدس عاصمتنا الأبدية".
وكانت فرنسا استضافت في الثالث من شهر يونيو الماضي اجتماعا وزاريا دوليا شارك فيه 25 وزير خارجية دول بينهم 4 دول عربية بغرض التشاور لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وعقد الاجتماع بناء على مبادرة أعلنتها فرنسا قبل ذلك بشهور تستهدف عقد مؤتمر دولي يبحث إيجاد آلية دولية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي استنادا إلى رؤية حل الدولتين.
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في النصف الأول من عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء النزاع المستمر بينهما منذ عدة عقود.
وفي كلمته نبه عباس إلى "حجم التحديات التي تواجهنا وتواجه قضيتنا في ظل غطرسة الاحتلال ومحاولات المساس باستقلالية قرارانا الوطني الذي دفع شعبنا من أجله ثمنا باهظا من دماء أبنائه عبر مراحل الثورة كافة".
وقال "نحن أصحاب قضية تحتاج إلى التفاف أشقائنا وأصدقائنا جميعا حولها، وهدفنا واضح وهو حرية أرضنا وشعبنا واستقلالهما، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967 وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وأكد عباس على المضي في عقد المؤتمر السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) المحدد له في 29 من الشهر الجاري، على أن يعقد بعده المجلس الوطني الفلسطيني ل"تجديد الطاقات وضخ دماء جديدة وتعزيز البنيان ورص الصفوف وتعزيز النهج الديمقراطي والحفاظ على الشرعيات الوطنية".
وتابع "إننا مصممون على وحدة أرضنا وشعبنا، وتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام ومواصلة إعادة إعمار قطاع غزة، وتخفيف معاناة أبناء شعبنا هناك، كما ونواصل العمل في دعم أهلنا الصامدين في القدس التي ندعو الجميع لدعمها".
كما أكد عباس دعم "كل جهد إقليمي أو دولي يبذل لاجتثاث جذور العنف والإرهاب، وتياراته وحركاته ومصادر تغذيته (..) وإننا ندين الإرهاب بصوره وأشكاله كافة وأيا كان مصدره فهو آفة عصرنا ويسيء لديننا، ولقضية وطننا وشعبنا".
وخلال المهرجان دعا نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم في كلمة باسم فصائل منظمة التحرير، إلى حوار وطني فلسطيني شامل.
وذكر عبد الكريم أن هذا الحوار يجب أن يبحث "تجاوز العقبات التي تعترض تحقيق المصالحة الفلسطينية، وإذا استمر عجزنا عن ذلك لنتفق جميعا إلى أن نعيد الأمانة للشعب مصدر الشرعيات بانتخابات عامة".
وأشار إلى أنه "بحجة الانقسام يزداد التدخل في شؤوننا الداخلية في محاولة لإعادتنا لدائرة الاحتواء رغم أننا بذلنا الدم غزيرا من أجل انتزاع وصون القرار الوطني الفلسطيني الذي سوف نبقى ندافع عنه ونحميه".
كما دعا رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي أيمن عودة إلى ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي وبناء رؤى إستراتيجية موحدة "لا ترى إلا القدس عاصمة للدولة الفلسطينية".
وشدد عودة على أن "الاحتلال هو على فتح و(حركة المقاومة الإسلامية) حماس والجبهات الفلسطينية وعلى الضفة الغربية وقطاع غزة وكل أبناء الشعب الفلسطيني".
ويعاني الفلسطينيون من انقسام داخلي في مواقفهم منذ منتصف عام 2007 أثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في قطاع غزة بالقوة بعد جولات اقتتال مع السلطة الفلسطينية.