غزة 2 نوفمبر 2016 / أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اليوم (الأربعاء)، عن بدء تجهيزات لعقد مؤتمر جديد للمجلس الوطني الفلسطيني للمنظمة في شهر ديسمبر المقبل.
وقال عريقات في مداخلة من رام الله بالضفة الغربية عبر تقنية الربط التلفزيوني (الفيديو كونفرنس) خلال مؤتمر للأمن القومي الفلسطيني تعقده (أكاديمية الإدارة والسياسة للدراسات) المحلية في غزة، إن هدف مؤتمر المجلس الوطني سيكون البحث الجدي في تفعيل منظمة التحرير وتعزيز دورها.
وأضاف أن خطوة التحضير لعقد مؤتمر المجلس الوطني سيتم الشروع فيها فورا بعد انعقاد المؤتمر السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الذي تم تحديد موعده في 29 من الشهر الجاري.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن الليلة الماضية أن اللجنة المركزية لحركة فتح التي ترأس اجتماعا لها في رام الله، حددت موعد 29 الجاري لعقد المؤتمر العام السابع للحركة لأول مرة منذ خمسة أعوام.
والمجلس الوطني الفلسطيني يعد بمثابة برلمان منظمة التحرير، ويضم ممثلين عن الفصائل والقوى والاتحادات والتجمعات الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، كما يضم جميع أعضاء المجلس التشريعي البالغ عددهم 132 عضوا.
وحسب الموقع الإلكتروني للمجلس الوطني الذي يصل عدد أعضائه إلى أكثر من 750 عضوا، فإنه عقد 22 دورة ما بين استثنائية وعادية كان آخرها في قطاع غزة عام 1996.
أما آخر دورة اجتماعات استثنائية للمجلس الوطني فعقدت في ديسمبر عام 2009 في رام الله بعد وفاة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير سمير غوشة ليصل عدد شواغر اللجنة حينها إلى 6 أعضاء وهو ثلث عدد الأعضاء، وتم في حينه ملء الشواغر في اللجنة.
وركز عريقات في حديثه على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقوة منتصف عام 2007.
وشدد على أن "المصالحة وإنهاء الانقسام يعتبر أساس تثبيت فلسطين على الخارطة (..) ولا يوجد أولوية رئيسية لدى الشعب الفلسطيني تفوق أولوية تحقيق المصالحة وتعزيز الموقف الداخلي في هذه المرحلة".
وأكد أنه "لن تكون هناك دولة في قطاع غزة كما لن تقوم دولة فلسطينية مستقلة من دون قطاع غزة ولا بد من الاحتكام إلى المصالح العليا للشعب الفلسطيني بالعمل الجدي والسريع على تحقيق المصالحة".
ودعا عريقات بهذا الصدد، إلى "شراكة سياسية فلسطينية كاملة والعودة للاحتكام إلى صناديق الاقتراع وليس صناديق الرصاص لتأسيس شراكة سياسية في الحرب والسلم وبناء نظام ديمقراطي".
وحث على تشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم على برنامج سياسي واضح ومحدد، مشيرا إلى أن "لا أحد يطلب من حماس الاعتراف بشيء لا تعترف به" في إشارة إلى رفض الحركة الاعتراف بإسرائيل.
وقال عن ذلك إن "الحكومات شيء والحركات السياسية شيء آخر، ويجب في الحالة الفلسطينية التمييز بين وظيفة الحكومة وما هو مطلوب منها خارجيا وبين وظيفة الحركة السياسية ومواقفها".
واعتبر عريقات، أن ما يجري في منطقة الشرق الأوسط هو تأسيس لخارطة جديدة، وأن ما تعانيه معظم الدول العربية "قد لا يكون سحابة صيف لكن سيحمل للأسف عقودا طويلة من الدماء والتضحية".
وقال إن هناك قرارا أمريكيا وروسيا مشتركا بأن تكون فلسطين جزءا من الخارطة القادمة للمنطقة "ما يتطلب تعزيز الموقف الفلسطيني لمواجهة خطة إسرائيل الرامية إلى تقويض هذا التوجه الدولي".
وأضاف "أمامنا فرصة تاريخية وكبيرة بأن تكون فلسطين على الخارطة بكل مكوناتها الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وعلينا أن نساعد أنفسنا لتعزيز موقفنا وإلا لن يساعدنا أحد على تحقيق أهدافنا".
وأردف "يجب التحدث مع مكونات العالم بلغة المصالح التي تبدأ بالقول المرتفع والصريح بأن مفتاح الحل في المنطقة لا يكون من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية على الحدود المحتلة عام 1967".
وحول عملية السلام قال عريقات "نسعى للسلام ونريده، لكنه لن يكون بأي ثمن بل على أساس انسحاب إسرائيل من حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لنا وحل قضية اللاجئين والإفراج عن الأسرى".
وأضاف أن "مبادرة السلام العربية (التي أطلقتها جامعة الدول العربية في العام 2002) من المحرم تغييرها ولن يكون هناك تطبيعا عربيا أو إسلاميا مع إسرائيل دون انسحابها من أراضي عام 1967".
واتهم عريقات إسرائيل، بأنها تتبنى "إستراتيجية تقوم على حرمان فلسطين من أن تكون على الخارطة، وتدمير حل الدولتين لتكريس خطة احتلال من دون كلفة ودولة عنصرية بنظامين".
من جهته دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى الاتفاق فلسطينيا على "مرجعية وطنية تضم الداخل والخارج الفلسطيني في إطار منظمة التحرير بعد إصلاحها".
وقال مشعل في مداخلة له من قطر عبر تقنية الربط التلفزيوني (الفيديو كونفرنس) خلال المؤتمر، إنه "آن الأوان لإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير لتضم تلك المرجعية الوطنية بما يمثل الداخل والخارج".
وأضاف "لا مخرج من دون مرجعية وطنية متفق عليها ولا بد من شراكة حقيقية لا شكلية لنبني حياتنا ونظامنا السياسي على أسس ديمقراطية، وأن نكون شركاء في تحمل المسؤولية، وشركاء في قرار الحرب والسلم".
واعتبر مشعل، أن القضية الفلسطينية "أكبر من أن يتحملها أحد بمفرده، وأن القرار لا يمكن أن ينفرد به أحد، فلا مجال لتحقيق النصر والتحرير والعودة إلا بشراكة وطنية".
وقال "إذا كان أحد يقلق من أن حماس تريد السيطرة على منظمة التحرير نؤكد له وللجميع بأنه لا يحق لأحد ولا يستطيع أحد أن يسيطر بمفرده، فنحن نريد أن نكون شركاء في القضية والوطن والمستقبل ".
وأضاف "نؤكد أنه لا يمكن إنجاز الملفات الفلسطينية الرئيسية وتحقق أهداف التحرر والاستقلال وتحقيق الأهداف الوطنية في التواطؤ والعجز الدولي الحاصل من دون وحدة وطنية وشراكة سياسية كاملة".
وحذر مشعل، من "هرولة عربية وإسلامية تجاه إسرائيل للتطبيع معها"، مشددا على أن "أزمات المنطقة لا تحل من خلال إسرائيل وإدارة العلاقات الدولية ليس طريقها تل أبيب ".