الجزائر 31 أكتوبر 2016 / هاجم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اليوم (الإثنين) الماضي الاستعماري لفرنسا في بلاده، متهما إياها بارتكاب "المجازر" في حق الجزائريين، مشددا على أن فرنسا لا يمكنها محو أو تزييف ذلك الماضي الحالك.
وقال بوتفليقة في رسالة وجهها بمناسبة احتفال بلاده بالذكرى الـ 62 لاندلاع ثورة التحرير (1 نوفمبر 1954) إنه "ما أكثر المجازر التي كانت من قبيل الإبادة أو كادت التي تخللت الليل الاستعماري، ذلكم الليل الحالك الدامس، الذي اكتنف السلب الكاسح، الذي طال أراضينا لتصبح ملكا لمستوطنين أجانب في حين كان الإجلاء إلى ديار المنفى مآل الآلاف من الجزائريين".
وتابع أنه "كان من مغبة ذلكم الليل الرهيب أن يحاول محو هويتنا الوطنية هي الأخرى".
وأضاف بوتفليقة "ذلكم بعض من كل الحقائق النكراء، حقائق الاستعمار (..) الحقائق التي لن يقوى أبدا أي خطاب يعلو من وراء البحار لا على تزييفها ولا على محوها".
واتهم الرئيس الجزائري فرنسا بارتكاب "مجازر" في الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية، قائلا "لقد أبان شعبنا على مدار قرن من الزمن من خلال ثوراته المتعاقبة بكل بسالة وبطولة عن رفضه الصريح البات للاحتلال، ولقد راود شعبنا الأمل في أن يعيد له اسهامه في تحرير أوروبا حريته بالتي هي أحسن، لكنه باء بالخيبة كما شهدت على ذلك مجازر مايو 1945 التي أودت بأرواح عشرات الالاف من أبناء وطننا العزل".
وتابع أنه "ارتوت تربة الجزائر بدماء مليون ونصف مليون شهيد، أي ما يربو عن سدس الساكنة، منهم من استشهد استشهاد الأبطال في ساحات الوغى والسلاح في يده، وراح البقية من الرجال والنساء والأطفال ضحية الاختطاف في المدن والقرى أو قتلوا غيلة في سجون الاستعمار أو ماتوا تحت التعذيب".
وقال إن "الثمن الذي دفعه شعبنا في سبيل استقلاله يشمل كذلك مئات الآلاف من الأرامل واليتامى ومئات الآلاف من المعطوبين وملايين الأشخاص المهجرين من أراضيهم المحروقة في غالب الأحيان بقنابل النابالم".
وشدد بوتفليقة على أن "هذه هي الذكرى التي من واجبنا أن نرسخها في ذاكرتنا الوطنية، ليس لزرع الحقد وإنما لكي لا ينسى أحد منا الثمن الذي دفعه شعبنا في سبيل أن يعيش حرا مستقلا".
من جانبه، قال وزير المجاهدين الجزائريين (قدامى المحاربين) الطيب زيتوني، في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية الحكومية بهذه المناسبة إنه "يتعين بذل الجهود الضرورية للتكفل بملف الذاكرة برصانة وتبصر في إطار مقاربة موضوعية تتوخى تحمل الطرف الآخر لمسؤولياته التاريخية والاعتراف بما ارتكبه خلال الحقبة الاستعمارية في حق الشعب الجزائري" وهو ما من شأنه ''تعزيز الثقة أكثر والتخلص من ترسبات الماضي".
وأكد الوزير أن المباحثات السياسية متواصلة مع فرنسا في إطار اللجنة الحكومية العليا المشتركة لبحث القضايا العالقة بين البلدين، وفي مقدمتها استرجاع الأرشيف الجزائري الذي استحوذت عليه فرنسا من العام 1830 تاريخ بداية الإستعمار وملف المفقودين الجزائريين خلال ثورة التحرير والذي يفوق عددهم ألفي مفقود وتعويض ضحايا التفجيرات النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية.
وتابع أنه "حتى وإن كانت الوتيرة تبدو بطيئة إلا أنها تتجه بثبات نحو إيجاد حل يلبي تطلعات الطرف الجزائري".