تعليق: اجتماع الحزب الشيوعي الصيني عن الحوكمة الصارمة للحزب جزء من الاستراتيجية الشاملة

بكين 25 اكتوبر 2016 /مع كل اجتماع سابق للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، تتضح معالم خارطة لمستقبل الصين رسمها كبار قادة الدولة.

وكان تعميق الإصلاح ودفع حكم القانون وبناء مجتمع مزدهر باعتدال على نحو شامل، محاور الدورات الكاملة الثالثة والرابعة والخامسة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني. أما الحوكمة الصارمة للحزب فهي محور الدورة الكاملة السادسة التى بدأت أمس الإثنين.

وهذا التركيز المعروف بأنه جزء من "الشموليات الأربعة" ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره المخطط الاستراتيجى والفكر الأساس للحوكمة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني التى يشغل شي جين بينغ منصب أمينها العام.

وإن الدورة الكاملة السادسة التى عهد إليها بدراسة وتنفيذ المخططات على أعلى مستوى للحوكمة الصارمة للحزب سوف تدفع الرؤية الاستراتيجية "للشموليات الأربعة" إلى آفاق جديدة.

بيد أن الحوكمة الصارمة للحزب ليست شيئا جديدا. ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني فى عام 2012، تعهدت قيادة الحزب الشيوعي الصيني بأن تنفذ بثبات الحوكمة الشاملة والصارمة للحزب. ويتضمن هذا دليلا من "ثمانى نقاط" ضد البيروقراطية والتبذير وحملة "خط الجماهير" لتقريب المسئولين من الجمهور.

كما تبذل القيادة أيضا جهدا عظيما لمعالجة الفساد الذى تعتقد أنه يمكن أن يهدد البقاء الفعلى للحزب والدولة.

ومن الطبيعى أن الناس قد يساءلون لماذا رفعت حوكمة الحزب إلى مثل هذا المستوى العالى الذى يعد جزءا لا يتجزأ من الاستراتيجية الشاملة.

إن بقاء الحزب الشيوعي الصيني- الذى يضم 88 مليون عضو بما يزيد على عدد سكان ألمانيا - مخلصا لمهمته وأن يظل قويا باستمرار، لهو تحد صعب.

وبالنسبة لكثير من المراقبين، فإن الحزب الشيوعي الصيني هو أقوى حزب سياسى فى آسيا بل حتى فى العالم.

ويمكن إرجاع ذلك الى النهج الجاد والدقيق للحياة السياسية الذى يتخذه الحزب الشيوعي الصيني منذ 95 عاما، وهو تقليد رائع وميزة سياسية للحزب الشيوعي الصيني.

إن الحوكمة الصارمة يجب أن تبدأ من داخل الحزب نفسه. وعلى مر السنين صاغ الحزب الشيوعي الصيني القواعد الأساسية للحياة السياسية داخل الحزب التى تمثل مبادئ مثل "السعى الى الحقيقة من الوقائع" بما يربط النظرية بالواقع والحفاظ على روابط وثيقة مع الشعب.

وتبرز الدروس التاريخية من الاتحاد السوفيتى السابق وتاريخ الحزب الشيوعي الصيني نفسه أهمية الحياة السياسية داخل الحزب.

وإن الشلل من خلال البيروقراطية وترك المركزية الديمقراطية وعدم اتباع الماركسية كنظرية مرشدة قد تسبب فى نهاية الحزب الشيوعي فى الاتحاد السوفيتى.

وإن الحياة السياسية غير العادية داخل الحزب أدت أيضا الى وقوع أخطاء سياسية فى تاريخ الحزب الشيوعي الصيني مثل الثورة الثقافية.

وتدعو الظروف الجديدة الى معايير جديدة فى الحياة السياسية للحزب. وبنهاية عام 2015 تجاوز عدد أعضاء الحزب الشيوعي الصيني 88 مليون عضو وانضم أكثر من 70 فى المائة منهم بعد الإصلاح والانفتاح.

وقد عرض الانتقال الاجتماعي الجذرى والعميق أعضاء الحزب الشيوعي الصيني إلى تأثيرات سلبية مثل عبادة المال والترف والفردية المفرطة.

وتسعى الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني إلى وضع قواعد للحياة السياسية داخل الحزب فى ظل الظروف الجديدة ومراجعة الوثائق الخاصة بالرقابة داخل الحزب وتقوية الأسس السياسية للحوكمة الصارمة للحزب.

وفى تصميم الاستراتيجية الشاملة، سوف يوطد الاجتماع قيادة الحزب الشيوعي الصيني والارتقاء بقدرة الحوكمة للحزب الشيوعي الصيني وإرساء الأسس المؤسسية لإكمال المهام الشاملة والمخططات والأهداف التى تحددت فى المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني.