يتوقع أن تضخ الحوكمة الصارمة الشاملة للحزب الشيوعي الصيني حيوية جديدة في النجاح السياسي للحزب البالغ من العمر 95 عاما وتضمن نموا أسرع للصين يسهم بالمزيد في الاقتصاد العالمي.
وجذبت الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني والتي بدأت يوم 24 أكتوبر وتستمر حتى الغد الموافق 27 أكتوبر اهتماما كبيرا حول العالم بتركيزها على قواعد ولوائح انضباطية جديدة للحياة السياسية والرقابة داخل الحزب.
وقد قوبلت الخطوة الأخيرة للحزب الصيني الحاكم بما أبرزته من حكمه سياسية وتصميم لتحسين صحة الحزب وقيادته في حوكمة الدولة بإشادة الخبراء من مختلف الدول.
وأثنى ديمتري نوفيكوف، نائب رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد الروسي، على جهود الحزب الشيوعي الصين في مكافحة الفساد من أجل تقوية قيادته في حكم الدولة.
وتوقع نوفيكوف، وهو عضو أيضا بجلس الدوما الروسي أو مجلس النواب، أن تساعد تلك الخطوة الصين على البقاء على المسار الذي اختارته للنجاج وأدى إلى تحقيق منجزات جديدة في سعيها لتطوير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
وقال أحمد والي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق والخبير الاقتصادي ، لوكالة ((شينخوا))، إن مسعى الحزب الشيوعي الصيني لتقوية حوكمة الحزب من شأنه أن يدفع حملة مكافحة الفساد الصينية إلى الأمام ويخلق بيئة تخدم التنمية في الدولة.
وأضاف أن "مبادرة الحزام والطريق الصينية جلبت فرصا تنموية جديدة للدول بطول الطرق بما في ذلك مصر. ونأمل أن يواصل الحزب الشيوعي الصيني جهده في مكافحة الفساد وضمان التنمية السريعة المستمرة للاقتصاد الصيني ودفع النمو الاقتصادي العالمي".
وقال والي إن ديمقراطية الحزب الشيوعي الصيني داخل الحزب وقدرته على التقدم مع الوقت ساعداه على تحقيق النجاح والبقاء في الصين مدعوما بدعم واسع من الشعب الصيني".
وأشار لي تشوههوى المحلل السياسي الإندونيسي إلى ارتباط التحسين الذاتي للحزب بالإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين تحت قيادته، قائلا إن الحزب الصيني الحاكم حافظ على حوكمة حزبية صارمة كتقليد جيد.
وبرأيه،فإن الحزب الحاكم يتعين عليه أن يواكب العصر ويتقدم مع الوقت نظرا لأن أي حزب يواجه تحديات جديدة على مسار تطوره.
وتوقع تشنغ يونغ نيان مدير معهد شرق آسيا التابع لجامعة سنغافورة الوطنية أن يرفع المؤتمر الجاري للحزب الشيوعي الصيني المؤسسية وحكم القانون في حوكمة الحزب إلى مستوى جديد.
وقال تشنغ إن الحوكمة الحزبية الصارمة والشاملة تمثل أولوية للحزب الشيوعي الصيني في بناء مجتمع مزدهر نسبيا من جميع الجوانب وكذا تعميق الإصلاحات وتحسين حكم القانون في الصين بشكل شامل.
كما أشاد فوسي تشانهمينغ مدير مركز دراسات الصين بجامعة لاوس الوطنية بجهود الحزب الشيوعي الصيني باتجاه تشديد الانضباط الذاتي، قائلا إن الرقابة الصارمة مهمة لاستمرار الحزب نظيفا وموثوقا به من قبل الجمهور.
وقال البروفيسور ماتشاريا مونيني، الخبير الدبلوماسي بنيروبي، إن الحزب الشيوعي الصيني حقق إنجازا فريدا بنمو عدد أعضائه من 100 عضو إلى أكثر من 80 مليون.
ونتيجة لحوكمته الصارمة، نجح الحزب الشيوعي الصيني في أن يحافظ على تطور إيجابي وسريع منذ تأسيسه، وفقا لقوله، معتقدا بأن القواعد واللوائح الانضباطية الجديدة التي تم تبنيها في ضوء الوضع الجديد سوف تجعل الحزب أقوى.
وقال إن جهود الحزب الشيوعي الصيني لمكافحة الفساد والتمسك بقيم الحزب هي المفتاح لكسب قلوب وعقول الشعب الصيني.