بقلم: عماد الأزرق
العين السخنة، مصر 18 أكتوبر 2016 / أكد موظفون مصريون أن التحاقهم بالشركات الصينية العاملة بمصر منحهم الاستقرار وحسن الظروف المادية، ووفر لهم فرصا أفضل لاكتساب الخبرات والمهارات.
في شركة تيدا لتنمية المنطقة الاقتصادية الخاصة بالعين السخنة شمال غربي خليج السويس والتي يعمل بها نحو 250 مصريا، أكد عدد من موظفيها على العديد من المكاسب المادية والفنية التي اكتسبوها من العمل مع الجانب الصيني.
وأوضحوا أن الشركة تحولت في إطار ما يمكن أن يوصف بـ "حوار الثقافات" إلى مجتمع "متناغم" يتم فيه تبادل الخبرات والمهارات والثقافات.
وقامت شركة تيدا لتنمية المنطقة الاقتصادية الخاصة بالعين السخنة بتطوير منطقة مساحتها نحو 1.34 كم مربع في المرحلة الأولى من المنطقة، واستطاعت جذب 65 شركة ومجمعا للمشروعات الصغيرة والمتوسطة واجتذبت استثمارات بنحو مليار دولار ووفرت الآلاف من فرص العمل محليا.
وتؤكد نهلة محمود عماد, مديرة إدارة التسويق وجذب الاستثمار بشركة تيدا مصر لتنمية المنطقة الاقتصادية بشمال غرب قناة السويس، تؤكد أن المسؤولين الصينيين في الشركة دارسوا جيدا العادات والتقاليد وثقافة الشعب المصري، لذلك كانوا متفهمين جدا لأي سلوك يقوم به الموظفون والعاملون المصريون.
وأضافت نهلة، التي تعمل بالشركة منذ 7 سنوات لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن كلا الطرفين نقل للجانب الآخر العادات والتقاليد في إطار ما يعرف بـ "حوار الثقافات"، إلى أن "أصبحنا كيانا واحدا وزاد التفاهم المشترك بشكل كبير للغاية".
وأردفت "الجانب الصيني حريص جدا على نقل ما لديه من خبرات، ومنحنا الدعم الكامل وبشكل غير محدود"، وتابعت قائلة "معك كل الدعم وكل الصلاحيات، فلا يوجد أي مبرر أن لا تتقدم في عملك".
وحول التأثير المادي للعمل بالشركة، قالت إن "المرتبات جيدة للغاية، وكل عام تجري دراسة حول المرتبات في السوق، ولا توجد أي مشكلة في هذا الموضوع، هناك حالة من الاستقرار في العمل"، مؤكدة أن الاستقرار المادي تتيحه الشركة للعاملين فيها.
وأوضحت أن جميع العاملين من الشباب والعمل بالشركة يساعدهم على بناء مستقبلهم وحياتهم بشكل جيد، مشيرة إلى أن كثيرا من العاملين تزوجوا خلال عملهم بالشركة وأن بعض الزملاء تزوجوا بعضهم من البعض.
وأشارت إلى أن المصريين اكتسبوا الكثير من العادات والقيم من خلال هذا الحوار الثقافي والتناغم، منوهة إلى أن الطعام والأكلات الصينية تجد رواجا كبيرا واستحسانا لدى العاملين المصريين، "ويكاد يكون تناول الموظف المصري للأطعمة الصينية طوال أيام العمل أكثر من الطعام المصري".
ولفتت إلى أن أهم استفادة خرج بها المصريون خلال تعاملهم مع الصينيين هو "التركيز في العمل بشكل كبير جدا، والسعي إلى تطوير نفسك بشكل دائم، وألا تتأخر عن بذل كل ما تملك من جهد وعرق، وأن توظف كافة مهارتك في أداء عملك".
وتقوم الشركة حاليا بتطوير مساحة 6 كم باستثمارات 230 مليون دولار، ضمن 10 كم ينص عليها البروتوكول الموقع بين محافظة السويس ومقاطعة تيانجين الصينية.
وترى أميرة أحمد رضا نائب مدير إدارة العمليات بالشركة، وتعمل بالشركة منذ عام 2008، أن أهم المكاسب والخبرات التي استفادت بها من العمل بالشركة هي الاحتكاك والتعامل مع ثقافة مختلفة لها أبعادها وتراثها الحضاري.
وقالت أميرة لـ((شينخوا)) "الصينيون منظمون للغاية في العمل، تعلمت من عملي معهم التخطيط الجيد والمنظم لكل عمل أؤديه، وضرورة أن يكون هناك موعد محدد لبداية ونهاية أي عمل، والأهم هو الالتزام بهذه المواعيد".
وأضافت أن الشركة تنظم دورات تدريبية تجري بشكل متواصل سواء في مصر أو بالصين بهدف رفع الكفاءة ونقل الخبرات واكتساب المهارات في كافة التخصصات.
وأشارت إلى أنها شاركت منذ عامين في إحدى الدورات بالصين، وهناك فريق آخر يسافر نهاية هذا الأسبوع إلى الصين لنفس الغرض.
ولفتت إلى أن أهم ما يتميز به الصينيون هو احترامهم الكامل لثقافة الآخرين وديانتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
وتابعت "الصينيون يتميزون أيضا بالمثابرة،وهو ما كان واضحا بشكل كبير خلال ثورة 25 يناير، عندما غادرت كل الشركات الأجنبية مصر، واستمر الصينيون في التواجد في مصر ولم يغادروها، وكان كل ما يشغل تفكيرهم هو ماذا بعد الثورة، وكيف يستغلون هذا الوقت في تأهيل وتدريب المصريين على العمل لاستئنافه على الفور".
ونوهت إلى أن الشركة تساهم بشكل كبير جدا في تحسين مستوى المعيشة من خلال توفير فرص عمل بمرتبات مجزية، وتابعت "أنا لدي شقتي الخاصة وسيارتي الخاصة، والشباب العامل بالشركة لديه فرصة جيدة جدا لتحقيق طموحاته".
وأوضحت أن "الشركة تقدم تسهيلات كبيرة للعاملين بها، وعندما أنشأت وحدات سكنية، جعلت الأولوية لموظفيها، وقدمت تسهيلات كبيرة لهم بهدف تحقيق الاستقرار العائلي والمادي لهم، والشركة لا تتأخر عن تقديم كل التسهيلات لموظفيها".
أما أحمد سليمان بقسم التسويق، ويعمل بالشركة منذ عشر شهور، فقد أوضح أن طبيعة عمله تتمثل في التسويق وجذب المستثمرين الصينيين والمصريين والأجانب من جميع الجنسيات، للاستثمار وإقامة المصانع في المنطقة الاقتصادية الخاصة، خاصة وأن هناك حاليا منطقة جديدة مساحتها 6 كم جاري العمل فيها حاليا.
وعدد سليمان لـ((شينخوا)) مميزات المنطقة، والتي تتمثل في قربها من ميناء العين السخنة والتسهيلات والامتيازات المتعددة التي يحصل عليها المستثمر عند استيراد المواد الخام أو تصدير المنتجات.
وأشار إلى المنطقة التابعة للهيئة الاقتصادية لقناة السويس وبالتالي فإن جميع تراخيص الشركة تتم في مكان واحد فيما يعرف بسياسة "الشباك الواحد".
وأوضح أن أهم ما يميزه الجانب الصيني في العمل هو الاهتمام إلى حد كبير بالتفاصيل، معربا عن اعتقاده بأنه أمر جيد في العمل.
وشدد على أن الجانب الصيني قادر على نقل الخبرات، التي اكتسبها خاصة على مدارالـ38 عاما الأخيرة منذ انطلاق سياسة الإصلاح والانفتاح، إلى الجانب المصري.
وأشار إلى أنه من خلال معايشته بالشركة أصبح لديه قناعة بأن الطفرة الكبيرة التي حققتها الصين جاءت نتيجة الالتزام في المواعيد والجدية في العمل والاهتمام بالتفاصيل، مشيرا إلى أن الصينيين استطاعوا نقل هذا الأسلوب بشكل جيد للعاملين بالشركة.
ولفت إلى أن أهم ما يميز شركة تيدا في مصر هو "الاستقرار"، وذلك مقارنة بالشركات الأخرى سواء المحلية أو الأجنبية، خاصة في ظل الظروف التي مرت بها البلاد في السنوات الخمس الأخيرة.
ونوه إلى أن الشركة نجحت خلال هذه السنوات في المحافظة على مصالح موظفيها من خلال سياسات خاصة بالإدارة والمرتبات، في الوقت الذي أغلقت فيه كثير من المصانع فيما قللت شركات أخرى العمالة أو خفضت المرتبات.
وأضاف أن الشركة توفر أيضا سكنا ملائما للعاملين بها وخاصة الذين يأتون من خارج السويس والعين السخنة، كما أنها توفر وسائل مواصلات للعاملين المقيمين بالسويس والعين السخنة.