بيروت 11 أكتوبر 2016 / حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اليوم (الثلاثاء) من أن الساحة في المنطقة مفتوحة على "المزيد من التوتر والتصعيد والمواجهات"، لافتا بالخصوص إلى فشل المسار السياسي في سوريا واليمن.
وقال نصر الله في كلمة ألقاها الليلة في مجلس عاشورائي حضر فيها مخترقا إجراءاته الأمنية إن "المشهد العام في المنطقة هو مشهد تصعيد وتوتر خلافا لما كان عليه قبل أشهر".
وتابع "قبل أشهر بدا وكأن المنطقة تكاد أن تدخل في مسار التسويات السياسية، مثلا المفاوضات اليمنية في الكويت أعطت انطباعا أنه من الممكن أن تذهب الأمور إلى حل سياسي في اليمن (..) والحوار الثنائي المباشر بين الأمريكيين والروس والوصول إلى اتفاقات معينة أعطت ايحاء بأن سوريا ستذهب إلى حل سياسي معين".
وأضاف "لكن في الأسابيع القليلة الماضية كل هذا المسار السياسي التفاؤلي والذي يمكن أن يعطي انطباعات إيجابية معينة انتهى سقط".
وأردف نصرالله أنه "للأسف الشديد، إذا كنا نريد أن نرسم مشهد المنطقة خلال الفترة الحالية، هو مشهد توتر، مشهد تصعيد (..) غير واضح أن هناك مسارا مفتوحا للتفاوض، فضلا عن مسارات للحلول السياسية".
وتطرق نصرالله في هذا الصدد إلى الملف السوري، متهما الولايات المتحدة الأمريكية بأنها انسحبت من الاتفاق مع روسيا وعطلته وقطعت الإتصالات السياسية لأنها تريد مواصلة القتال في سوريا.
وقال "إن الاتفاق كان يقضي من جملة بنوده تمييز جبهة النصرة عن بقية جماعات المسلحين في سوريا وتحديد مناطقها، وبالتالي وضع مناطق النصرة ومناطق داعش تحت الاستهداف المشترك الأمريكي الروسي (..) الأمريكيون انسحبوا من هذا الاتفاق وعطلوه وقطعوا الإتصالات السياسية (..) لأنهم اكتشفوا أن فصل النصرة عن باقي الجماعات المسلحة وخصوصا في إدلب وحلب غير متاح نظرا لأن العلاقة بين الجانبين علاقة عضوية."
وتابع أن "الأمريكيين اكتشفوا أيضا أن تحييد النصرة وضربها سيجعل كل الجماعات المسلحة ضعيفة وهزيلة وغير قادرة على مساعدة أمريكا."
وأضاف أن "الإدارة الأمريكية وأتباعها في المنطقة ستواصل دعم المسلحين لمواصلة القتال."
واتهم نصرالله الإدارة الأمريكية بأن لديها مشروع "تكديس" مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في المنطقة الشرقية في سوريا في الرقة ودير الزور بمعزل عن منطقة الأكراد وعلى امتداد الحدود مع الأراضي العراقية.
واستشهد في هذا الأمر بأنه في معركة الفلوجة والأنبار في العراق كان الأمريكيون يفتحون الطرق أمام تنظيم داعش المهزوم للخروج إلى سوريا وتحت أعين الطائرات الأمريكية بدل قصفهم وضربهم.
وقال أيضا إنه خلال التحضير لعملية الموصل في العراق كانت هناك مساعي لفتح الطرق أمام داعش للخروج منها والتوجه إلى الرقة ودير الزور، والدليل هو تخلف الأمريكيين عن معركة الرقة.
وتابع مدللا أن "الهدف من الغارات الأمريكية على مواقع الجيش السوري في دير الزور هو إسقاط مواقع الجيش ليسقط المطار ثم المدينة بالكامل بيد داعش لأن أمريكا تريد لداعش أن يسيطر فيما بقائه في شمال حلب لم يعد مهما لأمريكا وتركته للأتراك."
وأعلن نصرالله أنه "على ما يبدو ليس هناك في الموضوع السياسي أي أفق، الظاهر أن الساحة مفتوحة على المزيد من التوتر والتصعيد والمواجهات"، داعيا إلى "الصمود والثبات والبقاء في الميادين."
كما حمل نصرالله على السعودية في الملف السوري، قائلا إن "السعودية ترفض الحل السياسي في سوريا وترفض بقاء الرئيس المنتخب من شعبه"، لافتا إلى أن "الحل السياسي واضح بالانتخابات وحكومة انتقالية."
وقال إن "الهدف في سوريا ليس الديمقراطية ولا الانتخابات والمقصود أن تسقط سوريا وتمزق من أجل الإسرائيلي لأنها كانت وما زالت وستبقى العقد الأساس في محور المقاومة."
وأضاف "لذلك يرفضون أي حل سياسي ويريدون للمعركة وللنزيف أن يستمران وهو ما تريده أمريكا وإسرائيل وتساعد عليه بعض الدول الإقليمية والخليجية."
وحول الوضع في اليمن، هاجم نصر الله السعودية، قائلا إن الحرب في اليمن مستمرة منذ أكثر من سنة ونصف وأن "السعودي أرتكب فيها خطأ تاريخيا عندما ظن أنه يستطيع أن يحسم معركة اليمن وأن يسجل نصرا حاسما وعظيما خلال أسابيع."
واتهم السعودية بارتكاب "مجزرة في العاصمة اليمنية بقصف مجلس العزاء"، ورأى أن " المجزرة يجب أن تتحول إلى وسيلة لانهاء الحرب وأن تقتنع السعودية أن لا أمل لها بالانتصار ... وأنها باصرارها على المضي في الحرب على اليمن ستخسر نفسها".
وفي الشأن اللبناني، جدد دعم ترشيح ميشال عون زعيم "التيار الوطني الحر" للرئاسة، وقال "أخذنا خيار أن لا نذهب للجلسات إذا لم يصل مرشحنا وهذا حقنا القانوني وسيبقى برغم اتهامنا بأننا نعطل الانتخاب."
وأعلن تأييده أي تحولات سياسية إيجابية توصل إلى الانتخابات الرئاسية، واصفا مثل هذه التحولات ب"الشجاعة"، وذلك في إشارة إلى الاتصالات السياسية التي يجريها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري تمهيدا لتبني ترشيح عون كسرا للفراغ الرئاسي.
واعتبر أن "اللبنانيين مطالبون ببذل الجهود للتفاهم والتلاقي لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع ويبدأ التحضير للانتخابات النيابية."
وأشار نصر الله إلى أن "المطلوب هو حوارات لإيجاد تفاهمات والمساعدة على انجاز الاستحقاق الرئاسي"، موضحا أنه "بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر تفاهم وليس صفقة جزء منه يقضي بانتخاب العماد عون كمرشح قوي للرئاسة وأن يسمى المرشح القوي لرئاسة الحكومة" في إشارة إلى الحريري.