تعليق:" نموذج خط أديس أبابا - جيبوتي للسكك الحديدية " يخدم مصلحة أفريقيا

أقيمت يوم 5 اكتوبر مراسم افتتاح أول خط السكك الحديدية عابرة للحدود بين أديس أبابا وجيبوتي، حيث انطلق القطار من العاصمة الاثيوبية اديس أبابا في الساعة 11:47 ظهرا. وحضر المراسم شي شاو شي المبعوث الخاص للرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس اللجنة الوطنية الصينية للإصلاح والتنمية ورئيس الوزراء الأثيوبي هيليماريام ديسالين رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله ورئيس توجو فاورى جناسينبى، وحوالي ألف ضيف أخرين من مختلف الدوائر.

قال منغ فانغ تشاو، رئيس مجموعة إنشاء السكك الحديدة الصينية، مقاول مشروع السكك الحديدة بين أديس أبابا وجيبوت: " خط السكك الحديدية عابرة للحدود بين أديس أبابا وجيبوتي هي أحد المشاريع العالية الجودة للشركات الصينية في البلدان الافريقية، والاهم فهو أول خروج لصناعة خط سكك حديدية صينية بشكل سلسلة الصناعة بأكملها، وانجازات بارزة في إطار بناء " الحزام والطريق". وسيجلب المشروع تطوير سلسلة من الصناعات المختلفة ليشكل الحزام الاقتصادي حول السكك الحديدية ، ويقدم " نموذج أديس أبابا-جيبوتي" الثمين من أجل التنمية المستدامة للبلدان الافريقية.

سائق صيني وزملاءه من أثيوبيا

سلسلة الصناعة صينية كاملة 

يعتبر خط السكك الحديدية بين إثيوبيا وجيبوتي أول مشروع السكك الحديدة بصناعة صينية كاملة من حيث التصميم والاستثمار ، والتمويل المعدات والمواد والانشاء والاشراف والادارة التنفيذية. وفي نهاية عام 2011، وقعت مجموعة إنشاء السكك الحديدة الصينية وشركة إثيوبيا للسكك الحديدية عقد تنفيذ مشروع السكك الحديدية. وفي يناير 2012، وقعت المجموعة الصينية المحدودة للسكك الحديدة عقدا مع وزارة مالية جيبوتي لانشاء الجزء من السكك الحديدية في جيبوتي. وبعد أربع سنوات من البناء، افتتح خط أديس أبابا - جيبوتي للسكك الحديدية، والذي يربط بين العاصمة الإثيوبية أديس أبابا غربا وميناء جيبوتي على البحر الأحمر شرقا، ويمتد على مسافة تزيد عن 750 كيلو متر، وتبلغ سرعة القطار 120 كم/ ساعة. وتكلف المشروع حوالي 4 مليارات دولار (بما في ذلك شراء عربات القطار)، 70% من رأس مال لإنشاء الجزء من السكك الحديدية في اثيوبيا، و85% من راس مال لإنشاء الجزء من السكك الحديدية في جيبوتي، من قروض تجارية من بنك الاستيراد والتصدير الصيني.

ويعتبر خط أديس أبابا - جيبوتي للسكك الحديدية دعامة أساسية لاستراتيجية " الحزام والطريق"، وله أهمية بالغة في تعزيز الترابط والتواصل بين الدول. والمعروف أن اثيوبيا ليست دولة ساحلية ، وضعيفة في مجال التصنيع ، وتعتمد على نافذة جيبوتي المجاورة في مجال الاستيراد والتصدير ، وأن غياب السكك الحديدة له تاثير خطير على التنمية الاقتصادية في ايثيوبيا. ويعتبر موقع جيبوتي بين البحر الأحمر وخليج عدن ذات قيمة استراتيجية كبيرة. وكان رئيس جيبوتي إسماعيل عمر غيله قد ذكر أن تحويل جيبوتي الى مركز نقل اقليمي هو رغبة الدولة. 

واجه مشروع خط أديس أبابا - جيبوتي للسكك الحديدية تحديات في عملية التنفيذ. حيث كانت مدة إنشاء الجزء من السكك الحديدية في جيبوتي مقررة في 60 شهرا، لكن الحكومة الاثيوبية كانت تطالب لانتهاء من المشروع خلال 25 شهرا، مما أصبح خط اديس أبابا ـ جيبوتي للسكك الحديدة أقصر فترة بناءا قامت به الشركات الصينية في الخارج. كما تم توظيف الشركة الصينية تراكما 20 ألف موظف محلي في اثيوبيا ، و5000 موظف محلي في جيبوتي.

طاقم صيني وافريقي يتعاونان في خدمة الركاب

المقاولة للإنشاء تصبح مشغل المشروع

قال منغ فانغ تشاو في كلمة القاها خلال مراسم الافتتاح:" نود أن نتبادل الخبرة الناجحة في بناء البنية التحتية للسككة الحديدة والتنمية الصناعية مع الدول الافريقية". مضيفا، " ستخدم المجموعة الصينية المحدودة للسكك الحديدة التنمية الاقتصادية في المناطق على طول الخط وتطور الصناعات الناشئة، تلبية للاحتياجات الفعلية للتنمية المحلية، ليصبح خط أديس أبابا - جيبوتي للسكك الحديدية " طريق الازدهار والتنمية، وطريق التعاون المربح للجانبين." 

في يوليو من هذا العام، نجحت مجموعة إنشاء السكك الحديدية الصينية بالاشتراك مع شركة السكك الحديدية الصينية ( CREC) في توقيع اتفاق تشغيل مشروع خط أديس أبابا - جيبوتي للسكك الحديدية. لذلك وبعد الانتهاء من هذا المشروع سوف تتحول من المقاول الى المشغل للمشروع، وتوفر ستة سنوات من تشغيل وادارة خدمة السكك الحديدة.

ويعتبر خط أديس أبابا - جيبوتي للسكك الحديدية أول خط سكك حديدية كهربائي مجهز بالتكنولوجيا والمعدات الصينية أكملها في القارة الأفريقية، ويعد حصادا مبكرا هاما لبرنامج التعاون في أكبر عشر مشاريع بين الصين وافريقيا والتي تم اعلان عنها من قبل الرئيس الصيني في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في جوهانسبرغ، واحد مشاريع التعاون بين الصين وأفريقيا التاريخية والمتميزة ايضا. 

مند قمة منتدى التعاون الصيني- الأفريقي التي عقدت في جوهانسبرغ في ديسمبر العام الماضي، بلغت قيمة اتفاقيات التعاون المختلفة الموقعة بين الصين واثيوبيا حوالي 3 مليار دولار ، منها استثمارات مباشرة بلغت 1.7 مليار دولار ، وهو ما يمث 62.89% من المبلغ الاجمالي للاتفاقيات. بالاضافة الى خط أديس أبابا – جيبوتي، وقد تم تشغيل في نيجيريا خط سكة الحديد الحديث ابوجا-كادونا الذي تم بنائه وتجهيزه بمعايير وتقنية صينية ، وخط بنغيلا لسكة الحديد في أنجولا، وسيتم بناء وتشغيل خط سكك الحديد بين نيروبي ومومباسا في كينيا في العام المقبل.