موسكو 11 أكتوبر 2016 /تعهدت روسيا وتركيا يوم الاثنين بمزيد من التقارب باتجاه تطبيع العلاقات الثنائية بينهما بشكل كامل .
جاء ذلك خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا يوم الاثنين، حيث اجتمع مع نظيره التركي وحضر مؤتمر الطاقة العالمي.
وبعد محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول قال " اتفقنا على تطبيع علاقتنا بشكل كامل"، في حين رد نظيره التركي " لدي ثقة كاملة في أن عملية تطبيع العلاقات بين أنقرة وموسكو ستتواصل بسرعة".
وتوترت العلاقات بين البلدين العام الماضي أثر إسقاط تركيا لطائرة عسكرية روسية من طراز سوخوي-24 قرب الحدود التركية-السورية، في حادث وصفه بوتين بأنه " طعنة في الظهر" وأمر بفرض مجموعة من العقوبات على أنقرة تسببت بخسائر كبيرة للاقتصاد التركي.
وبعد 8 أشهر من العلاقات المتوترة بدأ الجليد يذوب في أواخر يونيو بين البلدين بعد اعتذار أردوغان لموسكو على حادث إسقاط الطائرة. واجتمع بوتين معه في مدينة سانت بطرسبرغ، ثاني أكبر المدن الروسية، في أغسطس.
وبعد الزيارة، واصل الرئيسان الاتصالات التليفونية المتكررة بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية الساخنة.
وفي يوليو، رفعت موسكو حظر السياحة إلى تركيا وتبعته بتخفيف القيود على رحلات الشركات إلى الدولة الواقعة في الشرق الأوسط.
وقال امور جادجيف، الباحث بمعهد الدراسات الشرقية لأكايمية العلوم الروسية، لوكالة ((شينخوا)) " المفاوضات بشأن استئناف نظام إلغاء التأشيرة من غير المتوقع أن يتسارع، في ضوء حدة قضية الأمن في تركيا وتزايد الهجمات الإرهابية".
وبدأت الترتيبات بين الحكومتين بشأن خط السيل التركي للغاز ومحطة أكويو للطاقة النووية، والتي توقفت بسبب توتر العلاقات، تعود إلى مسارها في إطار عملية التطبيع.
وخلال زيارة بوتين يوم الاثنين، وقعت موسكو وأنقرة إتفاقا طال انتظاره بشأن أنبوب غاز ينقل الغاز الطبيعي الروسي إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا عبر البحر الأسود.
بيد أن ثمة عوائق جيوسياسية لا تزال موجودة أمام البلدين للتغلب عليها.
وتكمن المشكلة الرئيسية في علاقاتهما في عضوية تركيا بحلف الناتو وتحالفها مع الغرب، الأمر الذي يجعل الخلاف بين موسكو وأنقرة بشأن العديد من القضايا الدولية أمرا طبيعيا بما في ذلك آسيا الوسطي والقوقاز ومناطق أخرى ، وفقا لجادجيف.
بيد أن مثل هذه القضايا بحسب الباجث لن تمنع التقارب بين البلدين من المضي قدما في المجالات محل الاهتمام المشترك.