بقلم/ لى هاى دونغ: أستاذ بجامعة الشؤون الخارجية
أصبح اندماج مجموعة "واندا" الصينية لشركة هوليوود بيكتشرز، وتوقيع مجموعة " علي بابا " التابعة للملياردير الصين يجاك ما اتفاقية تعاون مع المخرج الاميركي ستيفن سبيلبرغ في الأونة الاخيرة حدثين بارزين في توسيع الشركات الصينية تأثيراتها على الصناعات الثقافية في الولايات المتحدة، وتسبب في قلق المشرعين الامريكيين من استغلال الصين بها لدعاية سياسية واختراق ايديولوجي. لماذا الولايات المتحدة تتسرع دائما في تسييس التبادلات الثقافية الطبيعية؟
تغمر الولايات المتحدة الامريكية في ايديولوجية وثقافة ليبرالية، وتنتشر أفكارها بقوة في جميع انحاء العالم، وهو تقليد دبلوماسي أمريكي. وتلتزم الولايات المتحدة دائما بتضعيف أو تغيير الايديولوجيات والثقافات المختلفة. ومن احتوائها للشيوعية السوفيتية الى تغيير العالم الاسلامي، تظهر أمريكا بموقف متصلب اتجاه البلدان التي تختلف عنها أيدلوجيا وثقافيا. ومنذ فترة طويلة ، تُؤثر الولايات المتحدة الامريكية الدول المستهدفة أيدلوجيا وثقافيا عن طريق إدخال الاقتصاد والثقافة أحادي الاتجاه. وكانت الولايات المتحدة الامريكية دائما ما تشتري الصناعة الثقافية في بلدان أخرى، في حين أن اليوم هناك دول أخرى تتحصل على صناعتها الثقافية، وهذا غير معتاد بالنسبة لها، وبالتالي، فإن تظن الأمر غير طبيعي جدا.
سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه الصين تمر بمرحلة انتقالية حساسة جدا حاليا. كما أن القوة الشاملة والنفوذ الخارجية للولايات المتحدة الامريكية تشهد انخفاضا، نظرا لمشاركة المستمرة في الحروب الى جانب الانقسامات السياسية العميقة وضعف الانتعاش الاقتصادي المحلي. في المقابل، حققت الدبلوماسية الصينية انجازات بارزة عالميا، تحاول النخبة السياسية الامريكية أصحاب فكرة "امريكا الاولى" ايجاد حجج الإقناع والمحاربة، وتقديم تفسيرات متشوهة لسلوك الخارجية الصينية، ما أثر تطوير النقاشات حول السياسيات الأمريكية اتجاه الصين نحو صعب شامل. وهذا بالتاكيد يبعث على القلق ، حيث بات في كثير من الأحيان ما تسيس النشاطات الاقتصادية والثقافية الطبيعية بين الصين والولايات المتحدة الامريكية، وتسمى جميع الانشطة الصينية المماثلة بمخطط استراتيجي. وهذا النوع من الحساسية للغاية يعكس عدم الثقة في نفسها.
في الواقع، تعاني الولايات المتحدة حاليا من مأزق نتيجة افكارها الذاتية، ولكن هذه وجهات نظير غير صحيحة في الولايات المتحدة الامريكية. ويعتمد الساسة في الولايات المتحدة الامريكية في كثير من الاحيان على كبش فداء للخروج من المأزق. ويعتقدون أن الصين هي المحرض والمنافس للقضايا الامريكية. وأن سوء التقدير المسبق، يخلق عقبات أمام تعزيز التبادلات الإقتصادية والثقافية بين الصين والولايات المتحدة الامريكية.
الصناعة الثقافية هي جزء مهم من التبادلات الاقتصادية والثقافية بين الصين والولايات المتحدة، ولازمة لتعزيز التفاهم المتبادل بين بعضهما البعض أيضا. ولضمان التوسع السلسل لمثل هذه التبادلات، ينبغي قطع جميع الشكوك القائمة وعدم تسييس الامور، وأنما السماح لأن تعزى الثقافة الى الثقافة ، والاقتصاد الى الاقتصاد، وندع السياسة بعيدا. كما أن هناك بعض السياسيين الامريكيين دائما ما يريدون تشويه صورة الصين وعرضها لرأي العام الامريكي، مما يؤدي الى إضعاف قاعدة التعاون الشعبية الأمريكية مع الصين، ويضر بالمصالح الصينية والامريكية على المدى الطويل. وعليه، لا يمكن أن تكون التبادلات الثقافية والاقتصادية راكدة نبيجة التحريض والفهم المشوه للصين من قبل بعض السياسيين. وأن تعزيز تنمية الصناعات ذات الصلة، يساعد الشعب الأمريكي على الفهم الموضوعي للثقافة الصينية والتبادلات الاقتصادية والثقافية ذات المنفعة المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة الامريكية.