مع انطلاق العلاقات الدبلوماسية بين الصين والدول العربية منذ 60 سنة, شهد التعاون بين الجانبين تطورات كبيرة, حيث يرى الخبراء من الجانبين أن العلاقات الصينية العربية سترتقي إلى مستوى أعلى بدفع الاشتراك في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 (الحزام والطريق).
وأثناء المنتدى الخاص بالمراكز البحثية الصينية والعربية الذي عقد مؤخرا في مدينة يينتشوان, عاصمة منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين, قال الخبراء إن العام الحالي يصادف العام الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والدول العربية . ومنذ 60 سنة, تعززت أواصر الصداقة والثقة السياسية المتبادلة وتطورت التبادلات الثقافية, بالإضافة إلى التنسيق الوثيق بين الطرفين الصيني والعربي والدعم المتبادل لتحقيق التنمية المستقلة وفي القضايا الدولية.
وأكد الخبراء أن التعاون العملي والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك قوة لا تنضب في التطورات الثابتة للعلاقات الصينية العربية، مشيرين إلى أن الصين والدول العربية شريكتان طبيعيتان في بناء الحزام والطريق في المرحلة التاريخية الجديدة.
وبهذا الصدد, قال لي بي لين, نائب رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية , إن اغتنام الجانبين الصيني والعربي فرصة البناء المشترك للحزام والطريق تعد نقطة انطلاق لبداية تاريخية جديدة تستهدف بناء مجتمع صيني وعربي ذي مصالح مشتركة ومصير مشترك. كما أن دفع التعاون والشراكة الإستراتيجية بينهما يصب في جانب خلق قوة دافعة جديدة عبر الترابط والتواصل والتعاون في الطاقة الإنتاجية والتبادلات الثقافية.
واستطرد قائلا ان مبادرة الحزام والطريق والتي طرحتها الصين تدعو إلى إجراء حوارات بين الحضارات وتدعو إلى التسامح والاستفادة المتبادلة, معربا عن اعتقاده بأن التبادلات بين المراكز البحثية في الصين والدول العربية تلعب دورا قياديا في التبادلات الثقافية بين الصين والعالم العربي.
وبدوره, قال وو سي كه, المبعوث الخاص الصيني السابق إلى منطقة الشرق الأوسط , أنه يجب على الطرفين الصيني والعربي إجراء "التصميم على أعلى مستوى" وإظهار كل جانب منهما المجالات التي هو متفوق بها والبحث عن نقاط الاهتمام المشتركة في تعميق التعاون بينهما, لكي يتمكن الجانبان من تحقيق طفرات في مشاريع تعاونية رئيسية, الأمر الذي سيفيد الجانبين.
وحذر وو الجانبين أيضا من المخاطر المختلفة الكامنة في النظام الاقتصادي الدولي.
وعلى جانب آخر, توافق الخبراء العرب على أهمية البناء المشترك للحزام والطريق لتعميق التعاون بين العالم العربي والصين, حيث قالوا إن معرض الصين والدول العربية منصة هامة لاشتراك الجانبين في بناء الحزام والطريق, معربين عن آمالهم في تعزيز التعاون والتبادل بين المراكز البحثية في الدول العربية والصين من أجل ترقية العلاقات بينهما.
وقال محمد فياض فرحات محمود, الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية , إن مصر اقترحت بدورها ضيف شرف لمعرض الصين والدول العربية عام 2017، تعزيز الاتصالات مع الهيئات المصرية المختصة بالشؤون الاقتصادية والتجارية بالإضافة إلى ترتيب سلسلة من المنتديات والمعارض لدفع وتنمية التجارة الخارجية لمصر والصين ومساعدة مصر على تحقيق ترقية الهيكل الصناعي .
وأضاف أن الجانب المصري يهتم بالقضايا في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا والعالم, لافتاً إلى أن مصر تأمل في تعزيز التبادلات مع المراكز البحثية في الجامعات الصينية لخلق آلية جديدة ونموذج جديد للتعاون وتقديم المساهمات في دفع بناء الحزام والطريق والتعاون الثنائي بين مصر والصين.