دمشق 5 أكتوبر 2016 /أعلن الجيش السوري يوم الأربعاء أنه قرر "تقليص" ضرباته الجوية والمدفعية على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في حلب شمال سوريا، في حين قضى على أكثر من 78 قتيلا من مقاتلي تنظيم (جبهة النصرة) في ريفي دمشق الغربي وحماة بوسط سوريا، حسب وكالة الأنباء السورية ((سانا)).
وأوردت الوكالة الرسمية بيانا للجيش قال فيه إنه "بعد نجاحات قواتنا المسلحة في حلب وقطع جميع طرق إمداد المجموعات الإرهابية بالأحياء الشرقية للمدينة... قررت القيادة العامة للجيش تقليص عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الإرهابيين".
وأوضح أن القرار يأتي "حرصا على تحسين الحالة الإنسانية للمدنيين الذين تأخذهم المجموعات الإرهابية كرهائن ودروع بشرية"، وأيضا "للمساعدة في خروج من يرغب من المواطنين باتجاه المناطق الآمنة".
ويحرز الجيش السوري تقدما عبر سيطرته على مساحات واسعة من الأحياء الشرقية بدعم جوي من الطيران السوري والروسي منذ إعلانه في 22 سبتمبر الماضي عن شن هجوم جديد على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة المسلحة بهدف استعادتها.
ودعت القيادة العامة للجيش السوري المسلحين في أحياء حلب الشرقية للاستفادة من مرسوم العفو وتسوية أوضاعهم أو إلقاء السلاح والمغادرة مع عائلاتهم وذلك حرصا منها على حقن الدماء وتفاديا لمزيد من الخراب.
وأكدت قيادة الجيش السوري لجميع المسلحين في أحياء حلب الشرقية عدم انتظار المساعدة من أحد فجميع خطوط الإمداد أصبحت مقطوعة ولا مجال أمامهم إلا إلقاء السلاح.
وأضاف البيان أن لدى القيادة العامة للجيش معلومات دقيقة عن أماكن تواجد مقرات المسلحين ومستودعاتهم وأماكن تمركزهم في الأحياء الشرقية لحلب، مؤكدا أن كل من لا يستفيد من الفرصة المتاحة لإلقاء السلاح أو المغادرة سيلقى مصيره المحتوم.
وفي يوم الأربعاء، تمكنت وحدات من الجيش السوري من السيطرة على عدد من الأبنية والمعامل في حلب.
ونقلت الوكالة الرسمية عن مصدر عسكري قوله إن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة استعادت السيطرة على مبنى مؤسسة المياه وعدد من المعامل باتجاه مشفى الكندي و10 كتل أبنية على اتجاه العامرية في حلب".
ويأتي هذا التقدم في ظل معارك متواصلة بين الجيش السوري والفصائل المقاتلة، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن.
وقال المرصد إنه "لاتزال الاشتباكات مستمرة في منطقتي العامرية والشيخ سعيد بجنوب الأحياء الشرقية من مدينة حلب... حيث تمكنت قوات النظام وبغطاء من القصف المكثف من التقدم في الحي والسيطرة على مبان كانت خسرت السيطرة عليها قبل أسابيع وأشهر".
وتابع "أن قوات النظام استعادت السيطرة على معامل ومؤسسات في أطراف حلب الشمالية من جهة مشفى الكندي"، الذي سيطرت عليه بالكامل الأحد الماضي، مؤكدا "سقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين".
وتحدث المرصد عن مقتل ثلاث نساء في قصف جوي على مناطق بقرية باتبو بريف حلب الغربي، بالإضافة إلى مقتل امرأة وطفلة في قصف صاروخي على مناطق في حي الشيخ فارس والحيدرية في مدينة حلب.
كما تحدث عن "مقتل شخصين وإصابة اخرين بجروح جراء سقوط قذائف صاروخية أطلقتها الفصائل على مناطق في حي الميدان بالقسم الغربي من مدينة حلب" الواقع تحت سيطرة الجيش السوري.
إلى ذلك سقط 48 قتيلا وعشرات المصابين بين صفوف مقاتلي تنظيم (جبهة النصرة) بنيران وحدات الجيش والقوات المسلحة العاملة في ريف حماة الشمالي الغربي.
وذكر مصدر عسكري سوري أن وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية اشتبكت بعد ظهر الأربعاء مع مجموعات تكفيرية مما يسمى (جيش الفتح والعزة والفرقة الوسطى) شنت هجوما كبيرا على اتجاه قرى أبو عبيدة وجبين وتل ملح بريف حماة الشمالي.
ولفت المصدر إلى أن الاشتباكات "انتهت بإحباط الهجوم بعد مقتل 48 إرهابيا وإصابة العشرات وتدمير عربات بي ام بي ومصفحات وسيارات محملة بالذخيرة و5 سيارات مزودة برشاشات ثقيلة" .
وفي ريف دمشق الغربي قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة على أكثر من 30 إرهابيا من تنظيم (جبهة النصرة) ودمرت لهم 12 آلية متنوعة في الديرخبية.
ويشار إلى أن الجيش السوري يسعى خلال المعارك التي يخوضها في ريف دمشق الغربي، للسيطرة على الطريق الذي يربط دمشق العاصمة مع محافظة القنيطرة في جنوب غرب سوريا.